سعاد.. سرطان الثدي ضيف ثقيل مغادر لا محالة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/18 الساعة 18:42
مدار الساعة - ايمان صافي- في شهر تشرين الثاني عام 2018 القت الصدفة اخبارها على مسامع سعاد بوجود حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وقررت الذهاب مع صديقاتها من باب الحيطة والإطمئنان، وشاء القدر اختيارها كما الكثير للإصابة بسرطان الثدي لتنقلب حياتها رأساً على عقب ويكون ذلك الإختبار الأعظم لصبرها.
وقالت سعاد أنها كانت تشعر سابقاً بأعراض المرض من كبر حجم الصدر وتغير لونه، فلم تفاجئ أبداً بخبر الإصابة وحمدت الله سريعاً وأيقنت في نفسها أن الله يحبها لإختيارها، وما تلك الكتلة الا ضيفة ثقيلة الظل سيحينُ وقت رحيلها لا محالة، لتتشكل هنا قوة إيمانها وعظمة الإختبار الإلهي، وتؤمن بأنه حيثما حلّت المصيبة ألقى الله السكينة في صدور عباده، ومن هنا كانت تستمدُّ قوّتها.
وباشرت سعاد بالفحوصات اللازمة وجاء فحص الماموغرام مؤكداً للإصابة وأن حجم الكتلة لا يتجاوز ال ١سم مما يعني أنها صغيرة نسبياً وأن المرض في مراحله الأولى، لكن تلك الضيفة الصغيرة حملت في طيّاتها الكثير وأنذرت بواقع جديد، وتقول كنت بكامل قوتي مما أثار اعجاب الدكتورة التي اجرت لي الفحص.
وقالت "لقد جاء وقع الخبر عظيماً على العائلة والأصدقاء الذين تأثروا جداً وقاموا بإستقبالي بالبكاء والعويل لكني لم اسمح أبداً بإطالة الأمر وطلبت من الجميع أن يتحلّوا بالقوة مثلي" .
واضافت لقد طلبت من الجميع عدم البكاء بعد اليوم حيث أن الدموع لا تصبُّ إلّا في وعاء الحسرة ولا تشفي عليلاً، وسرعان ما استجابوا لطلبي وأحاطوني بحضنٍ واسع كان لدفئه ذلك الأثر العظيم على نفسيتي في تلك المرحلة الغائمة من عمري.
اتجهّت سعاد سريعاً للحصول على إعفاء من الديوان الملكي لتخضع للعلاج في مركز الحسين للسرطان الذي يعتبر الخيار الأمثل لتلّقي العلاج، واستعدّت جيداً وشّقت طريقها لمحاربة ذلك المرض وما كانت تحمل قوتاً إلّا إيمانها وصبرها ودعم أحبابها لها في هذه المعركة.
وقالت سعاد لقد تم إزالة الورم في الخطوة الأولى ثمَّ خضعت للعديد من الفحوصات لتحديد الخطوة القادمة التي تمثلّت في ٤ جرعات كيماوي و ١٦ جلسة علاج بالأشعة.
واضافت أن أصعب مرحلة هي مرحلة العلاج بالكيماوي حيث كانت تشعر نفسها كأنها تلتقي عدواً في ساحة المعركة ويبدأ هنا صراعها ضده في البقاء والصمود، وأن تخرج من هذه المعركة بأقل الخسائر كأن تعود سعاد نفسها التي عرفها الجميع، كان عصيّاً نوعاً ما حيث خيّم الظلام على جسدي الواهن الذي أصبح لونه داكناً وخسرتُ شعري وفي لحظةٍ ما شعرت بأنني غريبة على نفسي ولكن سرعان ما تخلّصتُ من ذلك الشعور واستعدتُّ قوّتي وعزيمتي حيث أن هناك الكثير الذي ينتظرني ثم إنَّ أولادي وما أحب بحاجتي.
وتابعت " لم تكن مرحلة العلاج بالأشعة أقل ضرراً، فبعد كل جلسة كنت أشعر بإحتراق صدري، وقاومتُ كثيراً وحاولتُ قدر الإمكان أن أعتبر هذا السرطان العنيد كأي مرض آخر، وإشعار من حولي بذلك أيضاً".
وقالت " أنا الآن أخضع للمرحلة الأخيرة من العلاج وهي العلاج الهرموني الذي يمتد إلى خمس سنوات، وأتردد بإستمرار على المركز للتأكد من سلامة الثدي، وقد تماثلتُ للشفاء وأقوم بجميع الأنشطة التي أريدها كما في السابق، نعم رحل ضيفي الثقيل وأحيي نفسي على ثباتها وكامل شكري لمركز الحسين وكافة الكادر الطبّي.
واضافت "رسالتي إلى كل امرأة مصابة أن المرض ابتلاء من الله وهو عافية، وتكرر: "إنتِ لازم تقوي على المرض مش المرض يقوى عليكِ"، وتؤكد أنَّ هناك عدة أمور تجعل من القضاء على هذا المرض أمراً سهلاً كالكشف المبكّر والإستعداد النفسي، كأن تقولي لنفسكِ دائماً أنكِ في أفضل حال ولن تستسلمي وتستطيعين التغلب على المرض.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/18 الساعة 18:42