مكبات مياه عادمة ونفايات صلبة تقتل واحات الأزرق الخضراء.. و”إصرار” يحاول إنقاذها

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/18 الساعة 07:09
مدار الساعة - بين الأزرقين شمالا وجنوبا، وعلى مسافة 120 كلم عن العاصمة، ينتظر مواطنون، ضاق حالهم البيئي بواقع كارثة تجمعات المياه العادمة والنفايات الصلبة في مكبات “غير قانونية”، إنشاء واحة اصطناعية تتجسد في مشروع محطة معالجة المياه العادمة، واستصلاحها باسم “مشروع إصرار”.
وزارة المياه والري، استدركت خطورة استمرارية الوضع الراهن في قضاء الأزرق، حيال زيادة تعرض حوضه للتلوث، إثر هبوط سطح مياهه الجوفية، بسبب استنزافه الجائر خلال أعوام مضت، ولما يتعرض له من مخاطر تلوث بيئي.
لذا نجحت في التوصل لهذا الحل المستدام، بالتشارك مع المنظمة الألمانية “بريمن” للتنمية والابحاث عبر البحار، والمختصة بتقديم خدمات الصرف الصحي والتنمية الحضرية في عدة دول نامية، وفي الأردن منذ العام 2016.
مساحات خضراء ممتدة، تحولت لصحراء، كما وصفها المنسق الميداني في مشروع إصرار محمد الطلافحة، خلال جولة صحفية ميدانية بالتنسيق مع الوزارة على موقع المشروع بين الأزرق الشمالي والجنوبي، ليبدأ انشاء مشروع محطة المعالجة (الواحة الاصطناعية)، في غضون مطلع أيار (مايو) العام المقبل، بتمويل من الوكالة السويسرية للتنمية بكلفة نحو 3 ملايين دينار.
الطلافحة، وخلال جولة صحفية برفقة مسؤولين في الوزارة، أكد أن المشروع الذي يحتل نحو 40 دونما في مرحلته الأولى، سيمثل حلا بيئيا وصديقا للبيئة أولا، كما سينتج مياها مستصحلة لإعادة “تخضير” المنطقة التي مثلت سابقا مزارع خضراء ضربها الجفاف، لنقصان مستوى المياه الجوفية.
وينفذ “إصرار” الفريد على مستوى الأردن، الوزارة وائتلاف بريمن وشركة (SEECON) السويسرية، على 3 مراحل أساسية؛ أولها، دراسات التقنية والجدوى الاقتصادية والمالية والمجتمعية، والأطر القانونية والمؤسسية، اذ بني على جزء منها، اختيار موقع إنشاء المحطة.
أما الثانية فهي التنفيذ، اذ سينشأ عبرها محطة معالجة، ستبلغ طاقتها التصميمية نحو 500 م3/ يوميا من المياه العادمة في الفترة التشغيلية الأولى.
أما الثالثة؛ فهي المضي قدما والاستدامة ومتابعة محاولات تأمين التمويل الإضافي من ممولين ومانحين دوليين، لبناء شبكة صرف صحي للمنطقة، ومحاولة خدمة مناطق أخرى في الأردن.
وبخصوص ميكانيكية عمل المحطة، أوضح الطلافحة أن صهاريج المياه العادمة ستفرغ أولا المياه العادمة عبر محطة استقبال، لتبدأ المعالجة الأولية، بإزالة العوالق الصلبة ومن ثم يسمح للمياه بالدخول للأحواض الخاصة.
وبعدها، تتم المعالجة الثانوية البيولوجية للمياه العادمة، وتنقسم لمرحلتين؛ الأولى تفلتر وترسب فيها المواد العالقة، وفي المرحلة الثانية يجري تحليل للملوثات العضوية، ضمن أحواض القصب المبطنة عن طريق الكائنات الحية الدقيقة، والتي تتكاثر على جذور هذه النباتات.
ثم تنتقل المياه المعالجة بعدها، وعقب مرورها بهذه الأحواض، لتصبح مياها مستصلحة عالية الجودة، مطابقة للمواصفات الأردنية للمعالجة واعادة الاستخدام، للاستفادة منها بإعادة الغطاء النباتي في الأزرق، بالتعاون مع البلدية، واستخدام تلك المياه، وتشجيع المزارعين لإعادة استخدام المياه المستصلحة، وفق دراسات جدوى لإعادة الاستخدام، بعد التوصل لنوعية الزراعات المناسبة للمنطقة ومحاصيل مدرة للدخل، أو ما يعرف بـ”الزراعات الذكية”.
ونوه منسق المشروع بوجود خزان تجميعي، ضمن تصميم المحطة لتخزين أي فائض من المياه المستصلحة المملوكة للوزارة، وخلق نظام حديث وشبه لا مركزي، وسط تشغيل المجتمع المحلي لهذه المحطات عبر المشغل الرسمي بعد بناء قدراتهم وتدريبهم.
وحاليا، تجري دراسات الأثر البيئي للمشروع وإعادة الاستخدام، بالتوازي مع صياغة العقد بين بلدية الأزرق والوزارة للعمل نحو نهج تشاركي.
وبخصوص ضمانات سلامة المشروع من أي مخاطر تغييرات مناخية محتملة أو نادرة، كالفيضانات مثلا، كما حصل في أعوام مضت، شدد الطلافحة على أن استدامة المشروع حتّمت دراسة ذلك، اذ أجريت دراسة هيدرولوجية متخصصة حول معلومات الفيضانات، وبيانات رصد الأمطار منذ أعوام طويل.
كما بين انه سيجري تحصين المحطة بسدود وحواجز رملية، لمواجهة أي فيضانات، وإن كانت نادرة الحدوث، وذلك جنبا إلى جنب تسييج المحطة بأشجار تعمل كمسدات هوائية.
16 “نقلة” يوميا معدل عدد جولات صهاريج المياه العادمة التابعة للمنطقة، وعددها 4 صهاريج، أحدها خاص، للتخلص من المياه العادمة في المكب “غير القانوني”، بحمولة تتراوح سعتها بين 10 الى 15 م3 لكل منها. إيمان الفارس - الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/18 الساعة 07:09