إدراج نخلة التمر الأردنية على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/16 الساعة 20:03
مدار الساعة - أثمرت جهود وزارة الثقافة بتسجيل "المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات المرتبطة بالنخلة الاردنية" كتراث إنساني ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي بموافقة لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو)، وقد تحقق ذلك خلال مشاركة المجموعة العربية في الدورة الرابعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي في اليونسكو والتي عقدت في كولومبيا هذا الشهر.

وقد كُلّفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالإشراف ومتابعة العمل على تسجيل هذا الملف في منظمة اليونسكو، والذي قدم من قبل أربع عشرة دولة عربية وهي سلطنة عمان، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، والكويت، وموريتانيا، والمغرب، وفلسطين، والسودان، وتونس، واليمن . وقال زير الثقافة د. باسم الطويسي بأن تسجيل النخلة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، ويعد إضافة نوعيّة للجهود التي تبذلها المملكة لصون تراثها والترويج له بالتعاون مع منظمة اليونسكو، حيث نجحت المملكة في العام الماضي في تسجيل فن السامر الاردني في القائمة وتستعد للعمل مع اللجنة الأولمبية لإدراج الروح الاولمبية كملف دولي ومع بعض الدول العربية لتسجيل ملف مهارة النقش على المعادن. وأضاف الطويسي بأن إدراج النخيل ويهدف : المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات " ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية إلى رفع مستوى الوعي بأهميتها الأساسية على الصعيدين الثقافي والاقتصادي، و الصعيد العالمي والحفاظ على شجرة النخيل وصون هذه الثروة الزراعية مما يساهم في تأكيد الهوية الثقافية والاجتماعية. وثمن الطويسي جهود العاملين على هذا الإنجاز الوطني الذي نعتز به ونقدّره من دبلوماسيين وخبراء وباحثين وجمعيات ومن كوادر وزارة الثقافة وغيرها من الدوائر الرسمية وغير الرسمية عاداً هذا الجهد جداً استثنائياً مهماً في الحفاظ على التراث غير المادي والمعارف والتقاليد والممارسات المرتبطة بهذا التراث، مؤكداً استمرار جهود وزارة الثقافة في هذا المجال وسعيها إلى تسجيل مفردات تراثية جديدة على هذه القائمة. ومن الجدير بالذكر أنه ولغايات اعداد الملف تم إشراك المجتمع المحلي والجمعيات العاملة في مجال النخيل والتمور لبيان الجهود المبذولة لحماية النخيل في الأردن، والقيود الخارجية والداخلية مثل محدودية الموارد ودورها في صيانة وحماية النخيل وما يرتبط به من تراث، والتدابير المقترحة للمحافظة على النخيل في مستقبلاً، حيث تم أخذ موافقتهم على إدراجه على القائمة التمثيلة لمنظمة اليونسكو، حيث تم توثيق العمل بمجموعة من الصور الحديثة التي تتميز بجودتها العالية، وفيلم قصير عن النخيل في الأردن. فشجرة النخيل (هي شجرة الحياه في المناطق الصحراوية) وهي من اقدم الاشجار التي عرفها الانسان وعمل على زراعتها منذ اقدم العصور وقد كرمت الديانات السماوية شجرة النخيل واهتمت بزراعتها ورعايتها. وتعد زراعة النخيل في المجتمعات الاردنية التي تنتشر فيها ذات اهمية خاصة ليس فقط كمصدر للغذاء ولكن لارتباطها بالعادات والتقاليد وقيم اجتماعية توارثتها الاجيال، فهي رمز للشموخ والصبر والتحدي والفرح، ويتم تشبيه الانسان بها في جوانب تتعلق بالصفات المحمودة في المجتمع الاردني مثل الصبر والعطاء دون مقابل وانتصاب القائمة. وفي الاردن وفي المناطق التي تتواجد فيها النخلة ارتبطت هذه الشجرة المباركة بالمعتقدات الدينية حيث ورد ذكرها في القران الكريم في الاشارة الى قصة مريم العذراء وميلاد السيد المسيح عليه السلام، كما ارتبطت بالحياة الاجتماعية لسكان هذه المناطق فكانت مصدرا للرزق فضلا عن كونها تمتلك تعبيرات تستغل في المناسبات المتنوعة كأن ترتبط بها مجموعة من الحرف التقليدية والغذائية واستخدام سعفها في المناسبات الاجتماعية للتعبير عن الفرح او الحزن مثل الافراح المتنوعة حيث تزين بسعفها ابواب البيوت في الافراح كعيد الميلاد، والشعانين، والزواج وعودة الحجاج، وفي الاتراح اذ توضع اكاليل السعف على القبور، حتى إنه في مناطق زراعة النخيل من المعيب ان لا يكون البيت مسورا بالنخيل حيث تؤدي النخلة خدمتين: الاولى حماية البيت وحجبه عن الانظار والثانية انها مصدر مهم من مصادر الغذاء كما ان النخل يدخل في صناعة سقوف البيوت.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/16 الساعة 20:03