رحيل علي نايفة يفقد عالمنا عالماً
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/02 الساعة 10:05
"علّموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل" ترتقي الشعوب بأولادها العلماء، فالمقصود بالرماية ليس فقط السلاح وإنما أن تكون ذخيرته العلم. والسباحة بالإضافة الى معناها اللفظي معناها المعنوي أن ينقذ المرء نفسه من الغرق ليس بالبحر فحسب، إنما أن يسبح مع علوم الدنيا وعلوم الآخرين، كي لا يغرق في ظلمات الدنيا والآخرة، وينقذ نفسه وغيره من الهلاك. أما ركوب الخيل فان يكون قائداً ليس لحصانه بل لما هو مرادف له في وقتنا الحالي مثل ركوب السماء والطائرات ليحمي بلده أرضاً وجواً.
ما ذكرناه ليس سوى مقدمة لما سيلحق في مقالنا التالي. خصوصاً اننا حزنا على رحيل الاستاذ العالم علي نايفة منذ ايام قليلة عن الدنيا حيث وافته المنية منذ أيام قليلة لتقفل سيرة مليئة بالإنجازات، وهو الذي جمع هذه الخصال الثلاث، فقد رمى بنظرياته وعلمه في الرياضيات وعلم الفضاء وسبح في فضاء العلم والمعرفة وركب رياح العلوم والفلسفة العلمية لدى ناسا. ولم نقل له كلمة في حقه لا رسمية ولا شعبية وأريد أن أستثني جامعتنا الأردنية في عمان فقط، التي عرفت قدره وهو على قيد الحياة وكرّمته.
لقد كرّم الله العلماء بقوله: "إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور". إن الله يستحي من عباده العلماء، فإذا نحن لم نستطع تكريم علماءنا فأقله أن نذكرهم بدقيقة صمتِ.
من هو العالم علي نايفة
ولمن لا يعرف أهمية العالم علي نايفة نذكر جزءاً من تاريخه الطويل وإنجازاته العلمية والعالمية. هو عالم أردني من أصول فلسطينية ولد في محافظة طولكرم، وهو بروفسور في الهندسة المكيانيكية. ألّف الكثير من الكتب، وله براءات إختراع مسجلة حول العالم. تم تكريمه بالعديد من الجوائز العالمية من أهمها حصوله على جائزة بنجامين فرانكلين التقديرية في الهندسة الميكانيكية، وهي أرفع جائزه تقدّم في الهندسة الميكانيكية.
تعتبر شخصية العالم علي نايفة المهنية والعلمية وصلت الى العالمية ولكن في عالمنا لا يولي العالم أهتمام رسمي، كان الأجدر أن نوليه اهتمامنا الرسمي بدل ومن أن نقوم بتشجيع أهل الفن والغناء في برامج الهواة مثل آراب أيدول وغيره.
لم أكن في يوم من الأيام طالباً عند البروفسور علي نايفة رحمه الله، ولا يقرب لي وليس من عشيرتي، سوى أنه من نواحي إنسانية، وتأثرت بانجازاته وتواضعه جداً جداً. وللحقيقة أحب أن أوضح للقراء اني عندما شاهدت أحد تلاميذه- الدكتور أيمن معايطة وهو أحد العلماء الموجودون في وقتنا هذا- كيف تأثر حين تلقى هذا الخبر وبكى حزناً على هذا العالم تأثرت كثيراً، إذ أنه لا يزال هناك أناس فيهم خير يقدرونه حتى بعد وفاته، فلا ينسوه ولا يجحدوا بانجازاته.
مسيرته
بدأ علي نايفة مسيرته العملية معلماً متنقلاً أو منقولاً بين مدارس الأردن، حتى تيسرت له بعثة للدراسة في الولايات المتحدة بواسطة إحدى الجمعيات الأميركية. بدأت رحلة علي في جامعة ستانفورد الأميركية، حيث قام بإكمال جميع مراحل الدراسة الجامعية الثلاث في أربع سنوات ونصف، وذلك غير مسبوق إلى الآن في أميركا حسب تحقيق علمي واستقصائي. توجّه للتعليم الجامعي في معهد بولتيكنيك ولاية فرجينيا، حيث عُين استاذاً كامل الأستاذية في المعهد والجامعة، وبرتبة أستاذ متميز في الهندسة فيها.
وقد قدم نايفة 655 عرضاً في مؤتمرات علمية وهندسية عالمية، ونظم وأشرف على سبعة عشر مؤتمراً علمياً وهندسياً عالمياً. وقد تم تكريمه بثلاث دكتورات فخرية روسية، وبولندية، وألمانية (من جامعة ميونخ). وأسس نايفة مجلتين علميتين هما مجلة الديناميات غير الخطية ومجلة الاهتزاز والتحكم. وهو أيضاً معتمد من دار نشر وايلي وأولاده في نيويورك لتحرير سلسلة من الكتب العلمية. كما أنه زميل في عدة جمعيات علمية وهندسية أميركية.
أما إسهاماته العربية فكثيرة أيضاً، فقد أسس كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة سنة 1976 وقد قاد فريقاً لذلك من 35 عضواً للهندسة في أميركا بما في ذلك أساتذة وعمداء في معهد ماسوستش للتكنولوجيا (MIT) وهارفارد، وستانفورد، وبيركلي، وفرجينيا للتكنولوجيا. كما أسس كلية الهندسة في جامعة اليرموك في إربد وعمل عميداً لها. وأنشأ برنامجاً في الميكانيكا في تونس، وشارك في بحوث تعاونية في الهندسة في تركيا والأردن ومصر وتونس. وقد تخرج تحت إشرافه 98 طالباً وطالبة من درجة الدكتوراه وما بعد الدكتوراة في الهندسة والفيزياء والرياضيات. تم تكريمه بالعديد من الجوائز العالمية من أهمها حصوله على جائزة بنجامين فرانكلين التقديرية بالهندسة الميكانيكية، وهي أرفع جائزة تُقدم في الهندسة الميكانيكية، علما أن هذه الجائزة حصل عليها العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين.
مؤلفات أكاديمية
نشر نايفة 485 بحثاً أصيلاً في مجلات علمية متميزة ومحكمة (Archival Journals) أي أكثر من بحث واحد في الشهر. وألف أيضاً عشرة كتب علمية في الهندسة والرياضيات التطبيقية والفيزياء وصارت مادة أكاديمية في العديد من الجامعات، وترجم بعضها إلى الصينية، واليابانية، والروسية. كما كتب 37 باباً في كتب علمية وهندسية مشتركة. وله براءات اختراع عدة مسجلة في أميركا وأوروبا والصين واليابان. كما عمل في شركتين للطيران لمدة سبع سنوات، حيث بحث في موضوعات صعبة ومعقدة في الميكانيكية والفيزياء والرياضيات.
وفي الختام لا بد لنا أن نقف إجلالاً وتكريماً لهذا العالم الفذ ونقرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة، وذلك أضعف الإيمان.
ما ذكرناه ليس سوى مقدمة لما سيلحق في مقالنا التالي. خصوصاً اننا حزنا على رحيل الاستاذ العالم علي نايفة منذ ايام قليلة عن الدنيا حيث وافته المنية منذ أيام قليلة لتقفل سيرة مليئة بالإنجازات، وهو الذي جمع هذه الخصال الثلاث، فقد رمى بنظرياته وعلمه في الرياضيات وعلم الفضاء وسبح في فضاء العلم والمعرفة وركب رياح العلوم والفلسفة العلمية لدى ناسا. ولم نقل له كلمة في حقه لا رسمية ولا شعبية وأريد أن أستثني جامعتنا الأردنية في عمان فقط، التي عرفت قدره وهو على قيد الحياة وكرّمته.
لقد كرّم الله العلماء بقوله: "إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور". إن الله يستحي من عباده العلماء، فإذا نحن لم نستطع تكريم علماءنا فأقله أن نذكرهم بدقيقة صمتِ.
من هو العالم علي نايفة
ولمن لا يعرف أهمية العالم علي نايفة نذكر جزءاً من تاريخه الطويل وإنجازاته العلمية والعالمية. هو عالم أردني من أصول فلسطينية ولد في محافظة طولكرم، وهو بروفسور في الهندسة المكيانيكية. ألّف الكثير من الكتب، وله براءات إختراع مسجلة حول العالم. تم تكريمه بالعديد من الجوائز العالمية من أهمها حصوله على جائزة بنجامين فرانكلين التقديرية في الهندسة الميكانيكية، وهي أرفع جائزه تقدّم في الهندسة الميكانيكية.
تعتبر شخصية العالم علي نايفة المهنية والعلمية وصلت الى العالمية ولكن في عالمنا لا يولي العالم أهتمام رسمي، كان الأجدر أن نوليه اهتمامنا الرسمي بدل ومن أن نقوم بتشجيع أهل الفن والغناء في برامج الهواة مثل آراب أيدول وغيره.
لم أكن في يوم من الأيام طالباً عند البروفسور علي نايفة رحمه الله، ولا يقرب لي وليس من عشيرتي، سوى أنه من نواحي إنسانية، وتأثرت بانجازاته وتواضعه جداً جداً. وللحقيقة أحب أن أوضح للقراء اني عندما شاهدت أحد تلاميذه- الدكتور أيمن معايطة وهو أحد العلماء الموجودون في وقتنا هذا- كيف تأثر حين تلقى هذا الخبر وبكى حزناً على هذا العالم تأثرت كثيراً، إذ أنه لا يزال هناك أناس فيهم خير يقدرونه حتى بعد وفاته، فلا ينسوه ولا يجحدوا بانجازاته.
مسيرته
بدأ علي نايفة مسيرته العملية معلماً متنقلاً أو منقولاً بين مدارس الأردن، حتى تيسرت له بعثة للدراسة في الولايات المتحدة بواسطة إحدى الجمعيات الأميركية. بدأت رحلة علي في جامعة ستانفورد الأميركية، حيث قام بإكمال جميع مراحل الدراسة الجامعية الثلاث في أربع سنوات ونصف، وذلك غير مسبوق إلى الآن في أميركا حسب تحقيق علمي واستقصائي. توجّه للتعليم الجامعي في معهد بولتيكنيك ولاية فرجينيا، حيث عُين استاذاً كامل الأستاذية في المعهد والجامعة، وبرتبة أستاذ متميز في الهندسة فيها.
وقد قدم نايفة 655 عرضاً في مؤتمرات علمية وهندسية عالمية، ونظم وأشرف على سبعة عشر مؤتمراً علمياً وهندسياً عالمياً. وقد تم تكريمه بثلاث دكتورات فخرية روسية، وبولندية، وألمانية (من جامعة ميونخ). وأسس نايفة مجلتين علميتين هما مجلة الديناميات غير الخطية ومجلة الاهتزاز والتحكم. وهو أيضاً معتمد من دار نشر وايلي وأولاده في نيويورك لتحرير سلسلة من الكتب العلمية. كما أنه زميل في عدة جمعيات علمية وهندسية أميركية.
أما إسهاماته العربية فكثيرة أيضاً، فقد أسس كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة سنة 1976 وقد قاد فريقاً لذلك من 35 عضواً للهندسة في أميركا بما في ذلك أساتذة وعمداء في معهد ماسوستش للتكنولوجيا (MIT) وهارفارد، وستانفورد، وبيركلي، وفرجينيا للتكنولوجيا. كما أسس كلية الهندسة في جامعة اليرموك في إربد وعمل عميداً لها. وأنشأ برنامجاً في الميكانيكا في تونس، وشارك في بحوث تعاونية في الهندسة في تركيا والأردن ومصر وتونس. وقد تخرج تحت إشرافه 98 طالباً وطالبة من درجة الدكتوراه وما بعد الدكتوراة في الهندسة والفيزياء والرياضيات. تم تكريمه بالعديد من الجوائز العالمية من أهمها حصوله على جائزة بنجامين فرانكلين التقديرية بالهندسة الميكانيكية، وهي أرفع جائزة تُقدم في الهندسة الميكانيكية، علما أن هذه الجائزة حصل عليها العالم الفيزيائي ألبرت أينشتاين.
مؤلفات أكاديمية
نشر نايفة 485 بحثاً أصيلاً في مجلات علمية متميزة ومحكمة (Archival Journals) أي أكثر من بحث واحد في الشهر. وألف أيضاً عشرة كتب علمية في الهندسة والرياضيات التطبيقية والفيزياء وصارت مادة أكاديمية في العديد من الجامعات، وترجم بعضها إلى الصينية، واليابانية، والروسية. كما كتب 37 باباً في كتب علمية وهندسية مشتركة. وله براءات اختراع عدة مسجلة في أميركا وأوروبا والصين واليابان. كما عمل في شركتين للطيران لمدة سبع سنوات، حيث بحث في موضوعات صعبة ومعقدة في الميكانيكية والفيزياء والرياضيات.
وفي الختام لا بد لنا أن نقف إجلالاً وتكريماً لهذا العالم الفذ ونقرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة، وذلك أضعف الإيمان.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/04/02 الساعة 10:05