عَلمَ اللهُ الْمَلاَئِكةَ وآدَمَ وأنبياءه حُرَيَةَ اَلْحِوَار واَلْنِقَاِش وَاَلإِقْنَاع

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/16 الساعة 09:21
تعريف الديموقراطية ببساطة هي حكم الشعب للشعب بالعدل والمساواة وظهر إصطلاح الديموقراطيه عند الإغريق ولكن لا يختلف في معناه كثيراً عن البيعة والشورى في الإسلام. وكما هو واضح أن الله علَّم أنبياءه وعباده كيف يكون ذلك وبالنص الصريح في القرآن الكريم (قَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا، وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (الفتح: 18 و 19)). وعلَّم الله أيضاً أنبياءه وعباده كيف تكون الشورى بين الناس (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلآةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (الشورى: 38)). وكما علَّم الله أيضاً أنبياءه وعباده كيف تكون إدارة الحكم (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَأوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (آل عمران: 159)). أي أن الله علَّم أنبياءه منذ بداية الخليقة كيف يكون العدل والمساواة بين عباد الله وقول كلمة الحق وحرية إبداء الرأي والنقاش والإقناع ... إلخ من مبادئ ما يسمى بالديموقراطية حديثا أو حتى قديماً عند الإغريق كما ذكرنا في مقالة سابقة لنا بعنوان " ديمقراطية الله (وأقصد تعليم الله لملائكته ولآدم ولأنبيائه عليهم السلام وحديثه معهم وتقبل الله منهم أي إعتراض أو أي طلب أو أي برهان) مع أنبيائه في أعظم صورها" وضربنا أمثلة على ذلك سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء وسيدنا يعقوب مع ابنائه عليهما السلام. فالله هو المعلم الأول للملائكة وكان الله يتحدث مع ملائكته (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)) ألا
يظهر في هذه الآية حرية الرأي من قبل الملائكة؟ وكيف تقبل الله منهم اعتراضهم بقوله لهم إني أعلم ما لا تعلمون؟. ألم يُعَلِمَ الله آدم عليه السلام الأسماء كلها وعقد مناظره بينه وبين الملائكة ليقنعهم بأنه يعلم ما لا يعلمون؟ (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). وقد أقرَّت الملائكة بعجزهم وأن آدم عنده علم بالأشياء أكثر منهم؟ (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة: 32)). ألم يطلب الله من آدم أن ينبئ الملائكة بأسماء الأشياء كلها التي عجزوا عن معرفتها ويثبت الله لهم أنه يعلم ما لا يعلمون (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33) ألم يطلب الله من الملائكه أن يسجدوا لآدم؟ فسجدوا إحتراما لمن هو أعلم منهم إلا إبليس أبى وأستكبر وكان من الكافرين (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 34)). ألم يقل الله أن آدم خليفته في الأرض؟ فما يقوم به آدم عليه السلام في الأرض هو ما أراده الله أن يكون. وفي كل ما سبق من الآيات تتجلى أسمى آيات السماحة في النقاش من إبداء رأي وإعتراض وإقناع ... إلخ بين الله (سبحانه وتعالى عما يصفون) وبين الملائكة وآدم عليه السلام ومن بعده مع أنبيائه أجمعين وهذا أسمى وأعلى وأرفع مما يسمونه الآن بالديموقراطية. فعلينا أن لا نأخذ معنى كلمة الديموقراطية بمحدوديتها لأن الله (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الحديد: 2)) ونعترض على إستخدامها، ولكن تم إستخدامها لتقريب الفكرة للقراء فنقول ديموقراطية حتى يفهمها كل من يقرأ مقالاتنا من العرب والأجانب وغيرهم (لأنه هناك ترجمة فورية على الجوجل لمعظم اللغات). فدين الإسلام فيه كل أسس الديموقراطية التي يتكلم عنها الغرب بل أفضل بكثير مما وضعوه في قوانينهم وتعليماتهم للديموقراطية ومنذ بداية هذا الكون. فنعود مرة ثانية ونكرر أن الله هو المعلم الأول في هذا الكون والملائكة هم أول تلامذته من خلقه وآدم هو أو تلميذ لله من بني آدم وقد تفوق في علمه على الملائكة.
  • إسلام
  • الصريح
  • تقبل
  • لب
  • مقالات
  • عرب
  • قوانين
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/16 الساعة 09:21