خبراء يدعون لتعزيز شراكة القطاعين العام والخاص للوصول للدقة حيال التنبؤات الجوية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/16 الساعة 06:58
مدار الساعة - فيما يتحول موسم الخير لكابوس بات يلاحق الأردنيين، جراء تغيرات مناخية أثرت مباشرة على نوعية وكمية الهطل المطري خلال المواسم الشتوية المتعاقبة، دعا خبراء في مجال المياه والمناخ إلى ضرورة تعزيز شراكة الرصد الجوي بين القطاعين العام والخاص في سياق التوصل لأكبر درجة من الدقة حيال التنبؤات الجوية خاصة خلال هذا الموسم.
وفي الوقت الذي خابت فيه آمال أردنيين، هيأوا أنفسهم لمواجهة منخفضات جوية، كانت مراكز التنبؤات الجوية المحلية، أعلنت عن تأثر مختلف مناطق المملكة بها، حيث كان آخرها الإعلان عن منخفض جوي الخميس الماضي وسط توقعات بأن يصل تأثيره لمناطق الوسط والعاصمة، أكدت تلك المراكز أن علم الرصد الجوي، هو “علم احتمال ويتخلله هامش في الخطأ”.
ورغم مصداقية معظم مؤشرات تنبؤات التوقعات الجوية المحلية حول المنخفض الأخير الذي تأثرت بانعكاساته وهطلاته المطرية المناطق الشمالية في المملكة بشكل خاص، سيما فيما يتعلق بجزئيات الهطل الغزير في الشمال، وتراكم الغيوم، والغبار، إلا أن جزئية الهطل المطري المتوقعة في الوسط، لم تفلح، لأسباب عزاها مدير العمليات الجوية في شركة “طقس العرب” أسامة الطريفي، لسوء تقدير في تحليل النماذج العددية المعتمدة في الرصد الجوي.
واعتبر الطريفي، في تصريح لـ”الغد”، أن الخلل البسيط في إحدى جزئيات الرصد الجوي، لا يمكن وصفه بالخطأ في التنبؤ الجوي، مضيفا أن احتمال هامش الخطأ يبقى موجودا وسط الاعتماد على تقدير وتحليل النتائج الناجمة عن النماذج العددية الجوية العالمية.
وقال إن مراكز تنبؤات جوية عالمية تعاني أحيانا من هامش الخطأ نفسه، وممكن أن تتعرض لعدم دقة الرصد الجوي في مختلف مناطق العالم، موضحا أن حركة الرياح والجبهات الهوائية قد يكون لها تأثير مغاير أحيانا لتحليل التوقعات الجوية.
وأكد الطريفي سعي “طقس العرب” على الدوام، رفع درجة الدقة في عمليات الرصد الجوي والتوقعات المناخية.
من ناحيته، دعا المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه الدكتور مروان الرقاد إلى ضرورة تعزيز شراكة مراكز الرصد الجوي الأردنية بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا أهمية أن تمثل دائرة الأرصاد الجوية هيئة مستقلة.
وأشار إلى ضرورة أن يتم إيجاد وخلق منظومة متكاملة للرصد الجوي وربطها مع الأقمار الصناعية والنماذج العددية، داعيا لإنشاء محطات رصد جوي مناخية إضافية، سيما في ظل عدم وجود محطات رصد كافية في الأردن خلال الوقت الراهن.
وأوضح الرقاد أن محطات الرصد المناخية، والتي من المفترض العمل على توفير تمويلها وإنشائها في الأردن، توفر فرصة منح معلومات أكثر دقة مع التفاصيل حول كميات الهطل المطري المتوقعة وتحديد مواقعها الجغرافية بدقة أكبر مقارنة مع الاعتماد على النماذج العددية فقط.
وأشار إلى أن هذه العملية تمنح إمكانية ربط البيانات الأرضية ببيانات النماذج العددية والأقمار الصناعية وبالتالي تتجلى الصورة بتفاصيلها، إلى جانب إمكانية وأهمية التعاون الدولي على الصعيد نفسه.
وأكد الطريفي ضرورة التعمق بفهم التغيرات المناخية التي عصفت في المنطقة، ومن ضمنها الأردن، بقسوة، مخلّف وراءها كوارث بيئية وإنسانية كانت أخرها كارثة البحر الميت في شتاء العام الماضي.
وحيث أن الأردن يقع بين المناطق الرطبة والجافة، فإن ذلك يرفع من حجم الاضطرابات الجوية، إلى جانب الخطأ في التنبؤ الجوي، وفق الرقاد الذي نوه إلى أن الخطأ الحاصل في توقعات المناخ الأردنية المحلية، يقع ضمن نسبة الخطأ المنطقية بشكل عام.
إلى ذلك، دعا المدير العام لدائرة الأرصاد الجوية الأردنية حسين المومني لضرورة تحمل المسؤولية في تحليل معلومات الرصد الجوي، ونقل المعلومة ومتابعتها بدقة وحرص، بحيث لا يتم منح أي فرصة للإشاعات في هذا السياق.
وأشار المومني لخصوصية تضاريس الأردن الجغرافية، كونها دولة تحوي سهولا وجبالا وصحراء في الوقت نفسه، ما يمنحها اختلافا عن أي دولة أوروبية أو عربية أخرى.
وأكد المومني قيام كادر “الأرصاد” بتجديد النشرات الجوية الأردنية كل أربعة أيام، في حال كان هناك هامش في الخطأ، مشددا على تميز وعلم الكادر والعنصر البشري العامل لديها.
وكانت دراسة إحصائية سابقة حول ظواهر التغير المناخي وأثرها السلبي على الأردن، حذرت من عدم أخذها على “محمل الجد”، منبهة من انعكاساتها الخطيرة على “انخفاض” الهطل المطري ودرجات الحرارة حتى العام 2050 على أقل تقدير.
وكان خبراء دوليون فسّروا عدة عوامل تؤدي لخطأ وعدم دقة المعلومات الصادرة عن مراكز الأرصاد أحيانا، عازين ذلك لاتصاف الجو بالتغير والتقلب المستمر، وهي خاصية مميزة للطقس خاصة خلال فصل الشتاء.
وبينوا معاناة مراكز تنبؤات الطقس من قلة البيانات المتاحة، لافتين إلى أنها ليست موجودة كما يتوجب سواء من خلال الأقمار الصناعية أو الخرائط البيانية، مشيرين لعدم الدقة التامة للنماذج المناخية المستخدمة في عمليات التنبؤ بالأحوال الجوية.
ويتصدر موضوع مجابهة التغيرات المناخية وتعزيز التنمية المستدامة، أولويات الأجندة الدولية والمؤتمرات الدولية والإقليمية، لاسيما في ضوء خطورته على الزراعة بالدول النامية ومن ضمنها العربية، وارتفاع حدة عدم الأمان المائي. إيمان الفارس - الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/16 الساعة 06:58