سهاد .. أم مثالية خاضت بشجاعة معركة ناجحة مع سرطان الثدي
مدار الساعة - آية الجعفري و أنس ابوسنينة - كتب القدر على سُهاد، أم لأربعة أطفال، أن تبدأ رحلتها مع مرض سرطان الثدي، في يوم يعرف بـعيد "الفلانتاين" المعروف بعيد الحب, عام 2017، ففي صباح ذلك اليوم شعرت سُهاد بأنها ليست على ما يرام، عندما أحست بآلام تحت إبطها.
وتقول سهاد في تصريحات صحفية اليوم " تحسست موقع الألم فلاحظت وجود أورام على شكل غدد صغيرة قبيحة الشكل، سارعت إلى إخبار زوجي ، وبعد حوار قصير، غلب عليهما الظن أنها غدد غير خطرة، ولن تلبث أن تزول".
وتضيف " لقد خاب ظني ، إذ بعد مرور أيام تفاجأت بكبر حجم تلك الأورام، وتضاعف ألمها، وسرعان ما بدرت إلى حجز موعد مع طبيبتي في مستشفى الخالدي.
وتتابع " دخلت العيادة وبادرت الطبيبة بفحصي حتى بدأت ملامح وجهي تتغير، ....وقالت لي الطبيبة "أنه لا بد من أخذ خزعة للفحص وإجراء التحاليل الطبية عليها" عندئذ أدركت أنني سبدأ رحلة صعبة من الخوف والتوتر والمجهول مع رحلة العلاج.
وتقول سهاد عن المراحل الأولى للعلاج .... " تم أخذ عينة "خزعة" من الورم،وكان علي انتظار النتيجة بعد يومين ، لكنهما يومان بطول عام كامل، لأنني عشت في أرق وقلق وخوف من القادم، ومن عدم النوم والامتناع عن الطعام وبلغ مني التوتر مبلغه.
كانت صدمة سهاد كبيرة عند ظهور نتيجة المختبر،وزادت صدمتها عندما لاحظت انتعاش مكان الخزعة وانتشار المرض للثدي، وتصف سهاد ذلك ، " كانت صدمة لكنني تمالكت نفسي ولم أبكي" ، خاصة بعد أن أعلمتني الطبيبة أن المرض في درجته الثانية ويجب علي البدء بمرحلة العلاج مباشرة.
لسوء الحظ أن التأمين لا يُغطي تكاليف علاج هذا المرض، وبعد تحويلها مِن مستشفى الخالدي إلى مركز الحسين للسرطان، بدأت بالإجراءات وبدأت سلسلة من الفحوصات، وكانت الصدمة الكبرى ومع الفحص الأول تبين إنها حامل بجنين في أيامه الأولى ولم تكن تعلم في ذلك، وكان القرار الصعب.. ومع استشارة أكثر من طبيب كان الخيار إما البدء بالعلاج وإنزال الطفل قبل أن ينزل النبض فيه، أو تأخر فترة العلاج بعد تسعة أشهر من أجل الجنين ومن المؤكد أن تسوء حالة الأم الصحية.
رأي الأطباء وقرار سُهاد وزوجها كان التضحية بالجنين لأن الطفل سيعوض لكن الأم وصحتها لا تعوض، فأجبرت على إنزاله لتبدأ بعدها مرحلة العلاج بالكيماوي.
وتصف سهاد تلك اللحظات بأن : " الأمر لم يكن سهلا على أي مريض يبدأ مرحلة جلسات العلاج الكيماوي، اكتنفني شعور بالإحباط وخيبة الأمل منذ معرفة نتيجة الخزعة الأولى الأمر الذي أوجب علي أن أواجه الأمر بكل ثقة وعدم فقدان الأمل،ولأن الإنسان لا يموت ناقص عمر" .
وتابعت ..كان لتشجيع المحيطين بي أثرا طيبا على رفع معنوياتي وخاصة زوجي الذي كان لي السند الحقيقي حيث لم يفارقني طوال فترة العلاج، وهذا ما دفعني إلى تناول كل ما تُحب من مأكولات، وتصوير لقطات لنفسها أثناء الذهاب إلى جلسة الكيماوي التي كانت تستغرق ثلث ساعة.
وحول مشاعرها أثناء تلقي الجرعات الكيماوية تقول سهاد : "طبيعي بأن أي مريض سرطان يبدأ بفقدان شعره، أخذت الأفكار تتداعى في ذهني، وأردت شراء باروكة بنفس لون وقصة شعري للحفاظ على هيئتي أمام أبنائي وأسرتي، كما أنني أردت أن أبقى قوية دون علم أي أحد بأستثناء زوجي وحماتي ،حتى لا تزيد معاناتها تحت ضغوط وكلام الناس حول مرضها، وخوفاً على أبنائها من أن يتراجع مستواهم وتحصيلهم الدراسي، لهذين السببين أردت إخفاء الحقيقة" .
وتقول سُهاد: أن مرض السرطان مشابه لبيت يحتوي على أربعة غرف ، واحدة منهم تحتوي على حيوان مفترس وهو مرض السرطان سيخرج من مكانه لكن متى لا أحد يعلم.
شفيت سهاد من مرضها ، ولمزيد من الاطمئنان ما زالت مواصلة على مراجعة المستشفى وعمل تحاليل كل ستة أشهر بعد أن تم استئصال العضو المصاب، عادت سهاد إلى أسرتها بثقة مفعمة بالأمل، بعد أن سيطرت على المرض قبل أن يسيطر عليها، وأطلقت رسالة إلى الجميع فمحتواها أن أهم شيء"المعنويات والنفسية المرتاحة وأسلوب المعيشة الصح وعدم إهمال الفحوصات " للنأي بالنفس عن هذا المرض الخبيث.