المؤتمر الإقليمي الثالث لصحة اليافعين: استثمار لأجيال صحية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/15 الساعة 11:34
مدار الساعة - نظمت الجمعية الملكية للتوعية الصحية بالتعاون مع وزارة الصحة والرابطة الدولية لصحة اليافعين (IAAH) ومركز أبحاث التنمية الدولية الكندي (IDRC) وعدد من المنظمات الدولية "المؤتمر الإقليمي الثالث لصحة اليافعين: استثمار لأجيال صحية" في الفترة ما بين 12 الى 14 كانون الأول 2019 في مركز مؤتمرات فندق الكمبنسكي، عمان – الأردن. ورعى وزير الصحة الدكتور سعد جابر فعالية افتتاح المؤتمر بحضور ما لا يقل عن 300 مشارك ومشاركة من الأطباء والأكاديميين والخبراء المحليين والإقليميين والدوليين ومن رؤساء وممثلي منظمات دولية ومؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بالصحة والمعنيين برعاية صحة اليافعين وغيرها من كل من القطاعين العام والخاص.

وهدف المؤتمر إلى تعزيز السياسات والخدمات المطورة والمجدية اقتصادياً في المنطقة في مجال صحة اليافعين وإلى الجمع بين الخبراء والأكاديميين ومقدمي الخدمة والرعاية لتبادل الخبرات حول جميع الجوانب المتعلقة باليافعين من خلال مناقشات اللجان والمحاضرات وورشات العمل المتخصصة بالإضافة الى مشاركة اليافعين أنفسهم من فئات مجتمعية مختلفة. وتناولت جلسات المؤتمر، مواضيع متعددة منها: الوقاية من التبغ والكحول والمخدرات ومكافحتها، النشاط البدني والاضطرابات الغذائية والسمنة، الصحة النفسية لليافعين، الصحة الإنجابية لليافعين، الدراسات الوبائية لصحة اليافعين، المحددات الاجتماعية والثقافية لصحة اليافعين، الصحة المدرسية وتعزيز الصحة في إطار التعليم الرسمي/ غير الرسمي، صحة اليافعات في المنطقة العربية، السلامة على الطرق والوقاية من الإصابات، صحة اليافعين اللاجئين في الوضع في الوضع الإنساني. ولم يخلو المؤتمر من وجود الجانب الترفيهي حيث قامت مجموعة من اليافعين من مغنين موسيقى الراب بعرض غنائي خلال اليوم الأول، وتخلل أيضاً الافتتاح فقرة عرض موسيقي قام به المعهد الوطني للموسيقى أو كريشوندو. ومن جهته قال وزير الصحة الدكتور سعد جابر ان " وزارة الصحة تولي اليافعين اهتماما كبيرا حيث تتبوأ برامج الصحة المدرسية مكانة متقدمة في الاستراتيجية الوطنية لوزارة الصحة للأعوام 2018-2022، اذ بلغت نسبة التغطية بالكشف الطبي الشامل للفم والاسنان حوالي 99%." بالإضافة الى " محاضرات التثقيف الصحي والموجهة للطلبة والكادر المدرسي واولياء الامور وافراد المجتمع المحلي بالموضوعات الصحية ذات الاولوية بهدف تبني انماط حياة صحية للوقاية من الامراض" وأكد الوزير "أن تنظيم هذا المؤتمر لأول مرة في الأردن، يشكل لنا بداية طريق طويل لوضع البرامج والاستراتيجيات والاحتياجات اللازمة لابتكار الحلول من الجانب الصحي للعناية باليافعين في مجتمعاتنا الإنسانية، لا سيما وأن عدد اليافعين في الشرق الأوسط وشمال افريقيا في تزايد." ومن جانبه أكد الدكتور منتصر كمال مدير برنامج صحة الأم والطفل في مركز أبحاث التنمية الدولية (IDRC)،على أهمية الإحصاءات الحيوية والبيانات الموثوقة، وأشار الى "ان الثغرات الموجودة في البيانات والاحصاءات تعني أن المراهقين لا يتم احصائهم، لذا يعانون من نقص الخدمات، وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الخطط الوطنية لا تعكس الحالة الصحية للمراهقين، فكيف يمكن للحكومات تقديم الخدمات إذا كان الناس غير مرئيين؟"
واكد الدكتور كمال على أهمية التزام الحكومات بتقديم تقارير عن أهداف التنمية المستدامة لبناء قاعدة صلبة من البيانات تساعد على الحصول على حالة صحة المراهقين في المنطقة وسبق هذا المؤتمر ورشة عمل امتدت على مدى 4 أيام بالتعاون الجمعية المصرية لطب المراهقين والعديد من الأطباء حيث استهدفت الأطباء الخريجين حديثًا، المهتمين بصحة اليافعين والمستعدين لممارسة مهنة أو بحث في هذا التخصص وتضمنت هذه الورشة العديد من المحاضرات المتعلقة بالنمو والبلوغ، كيفية التواصل مع اليافعين، تطبيق منهجيات البحث في صحة اليافعين، التنمية المعرفية والصحة النفسية والعديد من المواضيع المتعلقة بصحة اليافعين.
وكان المؤتمر على مدى ثلاثة أيام وتخلل اليوم الأول الكلمة الافتتاحية لمنظمين المؤتمر حيث أكدت السيدة حنين عودة المدير العام للجمعية الملكية للتوعية الصحية على أهمية تكاثف الجهود لإيجاد أجيال لائقة صحياً وتشارك المختصين والعاملين في هذا المجال للاستثمار في صحة اليافعين لما لها من دور أساسي في إنجاح أهداف التنمية المستدامة.
وقد تم افتتاح المتحف المتنقل للتوعية بمضار التدخين الذي نظمته الجمعية الملكية للتوعية الصحية بالشراكة مع أمانة عمان الكبرى وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وبحضور كل من نائب مدير المدينة لشؤون الصحة والزراعة د. ميرفت المهيرات وممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن د. كريستينا بروفيلي وذلك خلال اليوم الثاني من المؤتمر حيث قام الحضور بفعالية المشي في شارع الثقافة في منطقة الشميساني وتم تقديم فقرة غنائية من قبل الشاب لؤي حجازين حول الصحة النفسية واليافعين، وبوجود رسم جرافيتي على مكعب لإيصال بعض الرسائل الصحية وتتابعت الجلسات وتم اختتام اليوم الثاني بعشاء تراثي الطابع للمشاركين بوجود فرقة معان للثقافة الشعبية وفرقة وعد الثقافية.

وتأسست الجمعية الملكية للتوعية الصحية، إحدى مبادرات جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة لزيادة الوعي الصحي وتمكين المجتمع المحلي من اتباع سلوكيات صحية. وتقوم الجمعية بتنفيذ برامج تنموية لتلبية احتياجات المجتمع المحلي والتي تتماشى والأولويات الصحية الوطنية من أبرزها برنامج الاعتماد الوطني للمدارس الصحية وبرنامج فكر أولا والمطبخ الإنتاجي وعيادة المجتمع الصحي وشباب من أجل الصحة وغيرها من البرامج التي تعمل ترسيخ مبادئ الصحة الوقائية وإرساء قواعد مجتمع أردني صحي وآمن. ويمثل مركز ابحاث التنمية الدولية الكندي جزءاً من جهود كندا الخارجية في مجال التنمية ويقوم بالاستثمار في المعرفة والابتكار والحلول التي من شأنها المساهمة في تحسين حياة ومعيشة شعوب الدول النامية. يجمع المركز ما بين الشركاء المناسبين والفرص المواتية ليبني قادة اليوم والمستقبل ويساعد على دفع التغيير الإيجابي على نطاق واسع.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/15 الساعة 11:34