الراتب أم الوظيفة أيهما الأهم؟
مدار الساعة - أظهرت دراسة روسية بأن الأشخاص الذين يعانون من إرهاق العمل معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بأمراض تتعلق بالنظر والغدد الصماء والجهاز القلبي الوعائي.
الدراسة أشارت الى ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض لدى الأشخاص الذين يعانون من ضغط في العمل جراء الإجهاد، والذي غالبا ما يكون سببه عدم توفر البيئة الملائمة للعمل.
الأمر الذي دعا كبرى الشركات الرائدة في العالم والمتطورة الى إيجاد أجواء مهيئة لاستقبال موظفيها بطرق تقدم لهم الراحة بشكل كبير بغية الحصول على أفضل النتائج بأقل الأوقات، فبدأت الشركات بإدخال نظم عمل جديدة على مكاتبها متخلية عن النمط التقليدي للمكاتب.
لتدخل إلى المكاتب مفروشات جديدة تقدم وسائل الراحة للموظفين، إضافة إلى أنواع الطلاء الخاصة، التي تتطلى بها المكاتب لتكون مريحة للعاملين، بالإضافة لأماكن الترفيه ضمن العمل.
إلّا أن الشركات لم تتوقف عند هذا الحد، حيث اتجه عدد منها إلى تقليل ساعات العمل أو السماح لموظفيها بالعمل من المنزل في أوقات معينة من السنة.
"الإرهاق" يدخل قائمة الأمراض العالمية وطرق مكافحته
في العام 2019 اعترفت منظمة الصحة العالمية بظاهرة "الإرهاق" في مكان العمل وصنفته ضمن الأمراض، وفي مقابلة لـ"سبوتنيك" مع ألكسندر سافونوف، نائب رئيس أكاديمية العمل والعلاقات الاجتماعية، تحدث فيها عن إرهاق العمل، قال: "إن شركات التأمين قامت بأكثر من دراسة وإحصائية تبين فيها بأن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب و الأعصاب والأوعية الدموية يحتاجون إلى حوالي 129 مليون دولار من أجل العلاج، ويعود ذلك لما يسببه العمل وضغطه من حالات الإرهاق".
وأضاف: " أولا يجب على الأشخاص أن يعرفوا بأن هناك طلبا على اختصاصهم في سوق العمل، ثانيا، يجب إيجاد علاقات جيدة داخل فريق العمل، وبخاصة بعد الوصول الى هدف معين، الأمر الذي ينطبق على الشركات الصغيرة حيث يكون الدافع والفائدة في المقام الاول، من جانب صاحب العمل".
"حيث يجب توفير برامج عمل مرنة بالإضافة إلى تقديم الإعانات الطبية للذين يعانون من ظهور مشاكل صحية نتيجة لظروف العمل".
وتابع قائلا: " التأمين الطبي يجب أن يكون متوفرا في عقود العمل، إلا ان ذلك لا يعني كل شيء فيجب أن يكون هناك نوعًا من التفاهم المتبادل بين الموظف ورئيسه في العمل".
خطورة العمل بلا إجازة
أعلن كبير المتخصصين المستقلين في وزارة الصحة في موسكو في مجال الرعاية الصحية الأولية للبالغين أندريه تياجيلنيكوف أن رفض الإجازة أو الإجازة القصيرة السلبية تؤثر سلبا على الحالة العاطفية والجسدية للشخص.
وأشار إلى أنه يجب أخذ إجازة أسبوعين على الأقل، لأن الجسم يحتاج إلى خمسة إلى سبعة أيام للتأقلم مع نظام الراحة.
وقال تياجيلنيكوف: " لذلك، لا ينصح بأخذ أسبوع من حيث الصحة. أولئك الذين يأخذون أسبوعين على الأقل على حق. في الوقت نفسه، فإن أهم شيء في العطلة هو قضائها بفعالية. الخروج إلى الهواء الطلق، والمشي، والسباحة، وتناول الطعام بشكل صحيح. إن الاستلقاء في أحد الفنادق أمام التلفزيون أو على كراسي التشمس لن يجلب فوائد لاستعادة الجسم للطاقة".
وأكد أن رفض الإجازة أو نقلها إلى العام المقبل هو قرار غير مناسب.
وأضاف: "موارد الجسم عند العمل بدون إجازة كافية لمدة أقصاها سنتين إلى ثلاث سنوات. ومع ذلك، فلا يجب العمل لعامين على التوالي دون إجازة - للحفاظ على القدرة على العمل والصحة، يحتاج الشخص إلى راحة كاملة سنوية"، وفقا لوكالة أنباء موسكو.
الراتب أو الوظيفة
تمثل فرصة العمل للكثيرين مكانا لتحسين الدخل، الأمر الذي يدفعهم للتغاضي في كثير من الأوقات عن الظروف المحيطة بالعمل وعدد الساعات والبيئة .
الى أن عددا من الراغبين بالحصول على فرص عمل يفضلون الحصول على إمتيازات أخرى من وجهة نظرهم تشكل حافز، أهم من الراتب، في الحصول على الوظيفة، كبيئة العمل و المستقبل المهني ومكانة الشركة الراغبين بالعمل فيها، وترتيبها ضمن الشركات الاخرى في السوق المحلية والعالمية.
الأسئلة هذه غالبا ما تطرح خلال مقابلات العمل لتصبح أكثر وضوحا للراغبين في العمل بعد مضي وقت من العمل في المكان الجديد.