انطلاق أعمال المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف بالدول الإسلامية (صور)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/12 الساعة 14:15
مدار الساعة - مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز رعى وزير الاوقاف والشؤون و المقدسات الاسلامية الدكتور محمد الخلايلة اليوم الخميس افتتاح اعمال الدورة الثانية عشرة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية بدول العالم الاسلامي. وقال الخلايلة ان انعقاد المؤتمر يأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها امتنا الاسلامية، خاصة ما تتعرض له المدينة المقدسة "القدس الشريف" و المقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك من مخاطر و محاولات لتهويدها والنيل منها. واضاف، ان ما تقوم به سلطات الاحتلال القائمة في القدس ما هو الا مزيد من الاستفزاز لمشاعر ابناء الامة الاسلامية تجاه مقدساتهم التي تتعرض اليوم لاستباحة من قبل المحتل والمتطرفين، مؤكدا أن اجتماع المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الاسلامية في الاردن الذي تشرف بالوصاية الهاشمية على المسجد الاقصى المبارك والقدس الشريف يدل على تقديرِ العالم الاسلامي لهذا البلد الأشم ومكانته الرفيعة والذي ورث الوصاية من العهدة العمرية والتي نالت الرضا والقبول من أهل الملل والنحل. وأشار الى ان القدس الشريف أمانة في أعناق المسلمين منذ انتهت إليه رحلة الاسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم عرج به صلى الله عليه وسلم الى السماوات العلى، ثم فتحها الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 15هـ، لافتا الى ان الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف هي امتدادٌ وثيق لما نصت عليه العهدة العمرية من حيث العهد والذمة (عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين). ولفت الى انه من البدهي أن المسجد الأقصى وبيت المقدس في ذمة المؤمنين في أصقاع المعمورة، وأن ما يتحمله جلالة الملك عبدالله الثاني، إنما هو نيابة عن ذمة المؤمنين، لأن جلالته قرشي الأرومة هاشمي النسب والمملكة في أكناف بيت المقدس، وعلى مرمى حجر من القدس الشريف، وهو أولى الناس بهذه الوصاية الضاربة الجذور في التاريخ . وقال، ان مدينة القدس ستظل عربية المكان والزمان والسكان ما بقي الليل والنهار، فقد تناوب على المدينة المقدسة حكام في أزمنة مختلفة، فمن أحسن إليها أحسنت إليه، وهي الآن ترتبط بوصاية الهاشميين خاصة وبكل المحبين عامة الذين سيدافعون عنها وعن أهلها في كل محفل وناد، وسيظل أهلها صامدين ثابتين يرفضون الاغراءات المادة والمعنوية ولا يخافون الاعتداءات النفسية والجسدية، داعيا مجلس وزراء الاوقاف الى دعم القدس والمقدسيين، لأن التعاون بين المؤمنين فريضة لقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان"، ولا يتحقق التعاون الا بالاعتصام والوحدة "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". وبين ان للمجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الاسلامية الذي يرأسه معالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، وزير الشؤون الاسلامية والدعوة والارشاد في المملكة العربية السعودية، رئيس المؤتمر عظيم الشكر وجزيل العرفان على ما قدم وما يقدمه في سبيل نصرة الاسلام والمسلمين ودعم الأخوة الاسلامية، ونطمح للمزيد من التعاون والبناء نصرة لمسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه . واكد الخلايلة ضرورة مراجعة الخطاب الاسلامي والقضايا المتعلقة به لا سيما ما يطرح من خلال المسجد والمنبر وآن الأوان لمراجعة ما قدم في العقد الماضي، مشيرا الى أن الأمة الحية هي التي تنظر للماضي وتتعلم من الأخطاء وتبني على الإيجابيات، ومعالجة الاخطاء التي شهدها الخطاب الإسلامي، التي أدت إلى خلق حالة من التطرف والتشدد والإرهاب. وأشار الى ضرورة اعادة النظر فيما يطرح عبر المنابر من افكار و قضايا ساهمت في بعض الاحيان في خلق حالة من عدم التسامح والتعايش بين ابناء المجتمع، مطالبا برسم الرسالة الاسلامية من خلال الخطاب الاسلامي السليم. ودعا الخلايلة الى العمل من خلال خطابنا الإسلامي إلى تحصين مجتمعاتنا ضد خطاب الكراهية والتطرف والإرهاب، لافتا الى أننا كوزراء أوقاف معنيون بأن لا يستخدم المنبر لغايات غير صحيحة. من جهته قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ان اهمية هذه الدورة تأتي من حساسية الظروف التي تحيط بأمتنا الاسلامية والتحديات المختلفة التي تستدعي منا اليقظة وتفرض علينا في وزارات الاوقاف والشؤون الاسلامية وحدة الكلمة والتعاون، فوزارات الاوقاف تحمل امانة عظيمة ويقع على عاتقها مسؤوليات جسيمة لتعريف العالم بحقيقة الاسلام وقيمه الاسلامية والانساني السمحة واستعادة صورة الاسلام الصحيحة النقية، ودفع المغرضين عنه وحمايته ممن سقطوا في فتنة الغلو والافراط. واضاف، ان الله تعالى اختص هذه الامة بهذا الدين وبهذا النبي الامين وبهذا الكتاب المبين فجعل الله لهذه الامة الكرامة والعزة و التفضيل والاختصاص على سائر الامم ومن ابرز تلك الخصائص ان جعلها الله تعالى امة وسطا وتجلت مظاهر الوسطية في جميع التشريعات الاسلامية وفي احكامها فشملت جوانب الحياة كلها وهذا من فضل الله على هذه الامة . وقال، نسعى في هذا الاجتماع لإقرار بعض الموضوعات تمهيدا لعرضها في المؤتمر العام التاسع لوزراء الاوقاف و الشؤون الاسلامية للدول الاسلامية، موضحا ان المؤتمرات السابقة عالجت جملة من القضايا الحيوية ذات الصلة بالدعوة وتعليم القرآن الكريم وحفظه، والمساجد وما ينفع الناس، وتعزيز الامن الفكري بمفهومه الشامل وتجديد الخطاب الديني والحوار مع الاخر وبين اتباع الاديان و الثقافات والتعريف بالإسلام باللغات المختلفة فهذا كله جزء لا يتجزأ من مهمات وزارات الاوقاف. وأكد آل الشيخ، ان القضية الفلسطينية والقدس المبارك حاضرة في ضمائر الشعوب العربية والاسلامية وهي قضية محورية للمملكة العربية السعودية وسياستها في نصرة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة والثابتة، وتحتل مكانة خاصة لدى قيادة المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لافتا الى ان تسميته القمة العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في مدينة الظهران العام الماضي بقمة القدس هي ترجمة حقيقية لما تمثله هذه القضية من اهمية، واستشعار لمكانة المسجد الاقصى المبارك.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/12 الساعة 14:15