الزيود يرثي جهاد جبارة: يا حادي الصحراء

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/11 الساعة 18:20
كتب : محمد عبدالكريم الزيود من سيطوف الصحاري بعدك، يناجي الكثبان والرمال في " وادي راجل " و"الرفاعيات "، من يكتب للشيح وللعرعر ويلاحق الجمال المدفون على أطرافها... من بعدك سيسهر في بيوت الشعر، وينقل لنا تعاليل البدو وحكايات الفرسان.. من غيرك يا حادي الصحراء وصهيلها يرافق الغيم، ويطوف مع الغنم في " المراح" ويصوّر لنا "الشباق" في الحلب، و"يغّب" من حليب النوق، ووجوه البدويات " بالعصبات" و"السيّال" المدقوق على الوجه، ويرافق الرعيان وهم يسقون "الشياه" في الغدران، يناجيهم في باديتهم، وقهوتهم ما زالت دافئة على النار والمهباش يدّق مع طلعة الفجر، و"العربود" نائم تحت الجمر على صوت الربابة تصدح في الشق. خذلناك يا جهاد عندما إنطفئ قلبك بالمرض مبكرا، فنسيناك وغابت كاميرتك وصورك ومسحوا اسمك من تحقيقاتك في الجريدة، ولكن لم يغب وجهك عن البدو وحكاياتهم. أيها المسيحي العربي الأردني حتى النخاع، الإسلامي الثقافة والوجدان.. طفت المساجد والكنائس، كتبت المدن وحكايات القرى، قصائد البدو ووجههم، ووثقت كل جمال بلادنا بعينك وعدستك وقلمك وبقلبك. هكذا عهد المبدعين، يغيبون بصمت رغم ضجيج الدنيا، "عجّ" على غليونك وأمدد رجليك وخذ غفوة طويلة فلا أحد هنا ينافسك على مكانك إلا حاسد على ما تركت لنا من أثرك الطيب بيننا.
  • مال
  • عرب
  • الأردن
  • إسلامي
  • ثقافة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/11 الساعة 18:20