اللعب بـ «التجنيس» ظاهرة نشرت الفوضى عالميا

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/11 الساعة 09:14
مدار الساعة - لم يعد «التجنيس في الملاعب الرياضية» مجرد ظاهرة محدودة تقتصر على بعض اللاعبين المميزين في كرة القدم، بل امتدت إلى الألعاب الأخرى، حتى أضحى «اللعب بالتجنيس» وسيلة وحيلة للفوز بالبطولات. هي ظاهرة تعتمد على مبدأ «اللعب لمن يدفع أكثر»، الأمر الذي منح بعض الدول فرصة الاستعانة بفرق كاملة لتمثيل منتخباتها في المحافل الدولية والعالمية، مبررة ذلك بأن «اللعب بالتجنيس» شراكة بين اللاعب ومن يمثله، فهو يحقق طموحاته بالتواجد الدولي والحياة الأفضل، بعيداً عن منتخب وطنه الأصلي، فيما يرى من يستعين به أن التاريخ لن يتوقف كثيراً عند الأسماء، بل سيذكر صاحب اللقب فقط. «البيان الرياضي» سعى في هذا الملف إلى استكشاف جذور هذه الظاهرة وتأثيرها على المنافسات في مختلف اللعبات والبطولات، لا سيما في كرة القدم بوصفها اللعبة الشعبية الأولى. صوفي أبرز ضحايا «جواز المهمات»
في حقبة التسعينيات حدثت واقعة غريبة للتجنيس الرياضي كان بطلها اللاعب الصومالي محمود صوفي، حيث لجأت بعض الدول العربية إلى التجنيس المؤقت أو ما اصطلح تسميته بـ «جواز سفر المهمات»، يمنح لبعض اللاعبين لتمثيلها في البطولات العالمية، وواجه هذا النوع من التجنيس انتقادات واسعة، ويمثل صوفي نموذجاً في ذلك، فرغم مشاركته مع منتخب قطر لسنوات طويلة وتحقيقه إنجازات معروفة، أهمها فوزه مع منتخب قطر ببطولة الخليج، وجد نفسه مضطراً للعودة لبلده الأصلي «الصومال»، وواجه معاناة كبيرة في عاصمة بلده الأصلي مقديشو قبل أن يرحل للدار الآخرة منتصف العام الحالي. نموذج صوفي يمثل الوجه السلبي للتجنيس الرياضي، والذي واجهته المنظمات الدولية بسن قوانين كالتي حددها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، حيث اشترطت لوائح «الفيفا» في المادة (7) نحو 4 بنود تقيد مشاركة اللاعب المجنس، ونصت على أن «أي لاعب بالإشارة للمادة 5 الفقرة 1، ولم يسبق له أن شارك في أي مباراة دولية، وبالإشارة للمادة 5 الفقرة 2 من اللائحة، يحق له اللعب لمنتخب وطني آخر فقط، إذا استوفى واحداً من الشروط، وهي أن يكون ولد في الدولة التي يتبع لها الاتحاد الوطني، أو أن تكون أمه البيولوجية، أو والده البيولوجي ولد في الدولة التي يتبع لها الاتحاد الوطني، ويتعلق ثالث تلك الشروط بمولد جدته أو جده في الدولة التابع لها الاتحاد الوطني، وأخيراً أن يكون قد عاش لفترة متواصلة في الدولة التي ينتمي لها الاتحاد الوطني المعني، لما لا يقل عن 5 سنوات، وذلك بعد بلوغه سن 18 عاماً». ولا يتوقف «الفيفا» عند هذه اللوائح، حيث ظل يُراجعها بين الحين والآخر لسد الثغرات الناجمة عن تحايل البعض، فيتم التعديل عليها. التجنيس بالجملة
يعتبر المنتخب القطري من أبرز المنتخبات العربية التي تضم في صفوفها كتيبة من اللاعبين المجنسين، إذ يوجد في تشكيلته 10 لاعبين من أصول سودانية، هم المعز علي عبد الله زين العابدين وعبد العزيز حاتم محمد عبد الله وعبد الكريم حسن الحاج فضل الله والمهدي علي مختار ويوسف عبد الرازق يوسف ومصعب خضر محمد ومحمد صلاح النيل وأحمد فتحي منسي وإسماعيل محمد وعاصم مادبو، وهناك بسام هشام الراوي وحسين علي شهاب من أصل عراقي، وأكرم عفيف من أب يمني وأم تنزانية، وكريم بوضيف من أصل جزائري، ومحمد مونتاري من غانا، وبيدر ميغيل من أصل برتغالي، وأحمد ياسر محمدي وأحمد فتحي من أصول مصرية. كما لعب سابقاً كل من البرازيليين فابيو سيزار وماراكوني أمارال، والأوروغواني سيباستيان سوريا، وقبلهم جميعاً محمود صوفي، وتكررت تجربة كرة القدم مع منتخب اليد القطري في بطولة كأس العالم لكرة اليد بقطر عام 2015، وعلى عكس التجربة القطرية في التجنيس المفتوح في جميع الألعاب، توجد قيود صارمة في بعض دول الخليج برغم توفر الأسباب القانونية التي تتيح لهذه الدول منح الجنسية لبعض اللاعبين المحترفين لسنوات طويلة تتوافق مع الفترة الزمنية التي حددها «الفيفا»، واختارت كل من السعودية والإمارات منهجاً مختلفاً في الاستفادة من المواهب الموجودة في بلديهما، حيث تمت الموافقة على منح اللاعبين المقيمين في البلدين فرصة المشاركة في المسابقات الرسمية في جميع الألعاب كلاعبين مقيمين. البداية مع دي ستيفانو.. وبراسكوس في مصر
بالبحث في أوراق التاريخ اكتشفنا أن من أبرز النجوم العالميين الذين تم تجنيسهم مبكراً قبل انتشار هذه الظاهرة كان النجم الأرجنتيني الكبير دي ستيفانو الذي يمثل حالة خاصة في التجنيس، إذ لعب لمنتخب بلاده الأصلي الأرجنتيني عام 1947 بعدها انتقل إلى منتخب كولمبيا 1949 ثم اتجه إلى إسبانيا عام 1957 ليمثل منتخبها أيضاً في واقعة لم تكن غريبة حينذاك، حيث لم تكن هناك لوائح تحكم الرياضة في مثل هذه الحالات، أو تُحدد شروط تمثيل البلد ليصبح دي ستيفانو من أشهر اللاعبين الذين لعبوا لثلاثة منتخبات في بطولات مختلفة. وفي الوطن العربي.. لعبت الصدفة دورها في أن يكون الحارس اليوناني براسكوس أول مجنس لمنتخب عربي، حيث لعب لمصر وشارك معها في أول نسخة لبطولة أمم أفريقيا 1957 في السودان وأحرز معها اللقب، كما شارك في النسخة الثانية بمصر 59، ولم يكن تجنيس براسكوس في منتخب مصر على سبيل التخطيط في ذلك الوقت، لكنه جاء بالصدفة عندما تواجد في مدينة الإسماعيلية، مما أتاح له الفرصة لممارسة كرة القدم في مصر وأعجبه الوضع ليبقى سنوات عدة قبل أن يعود لبلاده، لتكون هذه الواقعة من أوائل حالات التجنيس العربي. وديع الجريء: تونس ضد التحايل
رفض الدكتور وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم، مبدأ الاستثناءات أو أي شكل من أشكال التحايل في ملف التجنيس بالنسبة للرياضيين عموماً وفي كرة القدم على وجه الخصوص، وقال الجريء لـ «البيان الرياضي»، إن لكل دولة حريتها في اختيار ما يناسبها في ملف التجنيس، ولكن بالنسبة لهم في تونس لا يقبلون أن يكون التجنيس بهدف لعب كرة القدم ومنح الجنسية مقابل ارتداء شعار المنتخب، ويجب أن يكون التجنيس بعد استيفاء الشروط المحددة في قوانين البلد، وأهمها الإقامة لسنوات معروفة سواء 7 أو 8 أو 10 سنوات، كيفما يقرره القانون وفي نفس الوقت الالتزام بما تحدده القوانين الدولية الرياضية، وبغير هذه الشروط لا تقبل الجامعة التونسية لكرة القدم منح لاعب مهما كان مستواه جنسية البلد لمجرد أنه لاعب كرة قدم. وأوضح وديع الجريء أن بلاده تحترم القوانين وتحترم حق الشخص في التمتع بالجنسية متى ما توفرت فيه الشروط، ولا توجد فكرة تعارض ضم اللاعبين الأجانب وتجنيسهم في حال اندماجهم في المجتمع وقضاء السنوات المقررة حسب القانون كما حدث في عام 2004 بالنسبة للاعبين البرازيليين دو سانتوس وكلايتون، اللذين تم تجنيسهما وفقاً للقانون بعيداً عن أي استثناءات. وامتدح الجريء تجربة الثنائي سانتوس وكلايتون، وقال إنها المرة الأولى التي تخوض فيها تونس في تجنيس لاعبين أجانب، وكان القرار صائباً لكون اللاعبَين قضيا سنوات طويلة في الدوري التونسي واستوفيا شروط الجنسية بعد ذلك، وكانا إضافة حقيقية للمنتخب الوطني، حيث أسهما في الفوز معه بلقب بطولة أفريقيا للمرة الأولى في تاريخ تونس الكروي. وأبدى رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم ترحيبه بتكرار تجربة سانتوس وكلايتون متى ما توفرت نفس الظروف للاعبين آخرين، تأكيداً على مبدأ عدم الممانعة في التجنيس كحال جميع بلدان العالم التي تلتزم بتنفيذ القوانين بدقة وليس على سبيل الاستثناءات. وقال إن تونس استفادت كثيراً من لاعبيها المهاجرين مع عائلاتهم في أوروبا أو الذين ولدوا من آباء تونسيين أو أمهات تونسيات، وهؤلاء لا يمكن تصنيفهم بالمجنسين، لكونهم يملكون حقوق المواطنة. 9
بات من المحتمل في الصين أن يصبح كل عناصر المنتخب الوطني من لاعبين ولدوا خارج البلاد، بعدما أعلنت السلطات المحلية أنه سيتم تجنيس 9 لاعبين، في مسعى لبلوغ نهائيات كأس العالم 2022 للمرة الثانية في تاريخها، وأضحى المهاجم البرازيلي الأصل إلكيسون، أول لاعب من أصول غير صينية يتم استدعاؤه للمشاركة مع المنتخب الوطني. وقال الرئيس الجديد للاتحاد الصيني لكرة القدم تشين تشويان، حسبما أشارت صحف محلية: «نريد الذهاب إلى مونديال 2022 وسيساعدنا اللاعبون المجنسون في مسعانا لتحقيق أهداف قصيرة المدى مع المنتخب الوطني». المخالفات والتحايل
المخالفات والخروقات في التجنيس حدثت كثيراً، والاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» واجه أكثر من موقف من المخالفات، واستطاع أن يضع قيوداً مشددة حدّ بها من هذه الخروقات، ولوائح خاصة حتى وصلت الأمور لوضع مقنن ومعروف، وهناك قسم خاص في «الفيفا» يتعامل مع الحالات الخاصة في التجنيس بعد أن استفحلت الظاهرة وأصبحت بعض الدول تتجه لتحقيق إنجازاتها عبر التجنيس فقط، متخذة من المال وسيلة سهلة الوصول لأهدافها، حتى وإن داست على كل مبادئ الرياضة. حالات خاصة
هناك حالات خاصة في التجنيس يتم فيها الاستثناء في القوانين الدولية، فيتم التجاوز عن الشروط وفقاً لمسببات مقنعة وحيثيات مثبتة يكون فيها اللاعب مضطهداً قبلياً أو عرقياً أو مطروداً من بلده، وتوجد خطورة حقيقية إذا عاد لبلده، فيتم استثناؤه للعب لمنتخب آخر، حتى وإن ارتدى شعار منتخب بلده الأصلي من قبل، ومثل هذه الحالات تستند فيها القوانين الدولية لمنظمات حقوق الإنسان وللأمم المتحدة التي تمنح هذا اللاعب في الأساس ما يؤكد الخطورة التي اضطرته لمغادرة بلده. وللسياسة دور كبير في التجنيس نتيجة للفقر وعدم توفر الظروف الملائمة في البلد الأصلي للاعب، فتحدث الهجرة، وهناك أيضاً عامل الاحتلال الذي يقود اللاعب لتمثيل بلد آخر كما حدث للاعبين مشاهير مثل رود خوليت وريكارد وسيدروف وإدقار ديفز في منتخب هولندا، وهم ينتمون لجزيرة سورينام، وسانشيز ولويس وأيدر لاعبي الرأس الأخضر الذين لعبوا لمنتخب البرتغال. بلاتر ينقذ البرازيل من اللعب ضد البرازيل!
كان السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» السابق، أول من حذر من التجنيس، ودق بلاتر ناقوس الخطر بمقولة شهيرة في «كونغرس الفيفا» عام 2002 عندما قال: «لن نسمح أن يأتي اليوم الذي نرى فيه منتخب البرازيل يلعب ضد البرازيل في نهائي كأس العالم»، وفسر مقولته بما كان يحدث من فوضى في التجنيس بعد أن اتجهت بعض الدول لاختصار الطريق لنفسها بتجنيس لاعبين برازيليين في ظل الوفرة المعروفة للاعبي كرة القدم في البرازيل، والذين لا يجدون أي فرصة في ارتداء شعار منتخب بلادهم، زيادة على الإغراءات المالية من الدول صاحبة نهج التجنيس بلا ضوابط، هذه المقولة لبلاتر جعلت المكتب التنفيذي للفيفا يراجع في كل مرة إمكانية ضبط التجنيس، حتى وصلت الأمور لحد معقول. مقولة بلاتر لم تأتِ من فراغ، فاللاعبون البرازيليون كانوا الفريسة السهلة في هذا الملف الشائك، ومن أبرز الأسماء من اللاعبين البرازيليين الذين تحولوا لمنتخبات أخرى مقابل المال، سيزار الذي لعب لمنتخب قطر، وسيلفا دوس سانتوس وخوزيه كلايتون مع تونس، وتياغو موتا مع منتخب إيطاليا، وأركوس سينا لاعب الوسط الدفاعي البرازيلي الأصل الذي لعب لمنتخب إسبانيا، والمهاجم كارفاليو أماوري مع إيطاليا، والمدافع بيبي ولاعب الوسط ديكو اللذان لعبا للبرتغال، والثلاثي ريو فاغنر وأليساندروس سانتوس وماركوس توليو مع اليابان. الجنسية للحضري في 24 ساعة
أصبح السودان نموذجاً غريباً وصورة معكوسة في ملف التجنيس في الرياضة العربية ببدايات الألفية الجديدة، ففي الوقت الذي كثر فيه عدد الموهوبين في رياضة القوى وكرة القدم للعب لمنتخبات إحدى الدول الخليجية، حتى أصبح اللاعبون السودانيون العمود الفقري لهذه المنتخبات، حدث تجنيس عكسي باستقطاب لاعبين تم منحهم الجنسية السودانية عبر مركزَي القوة في الرياضة السودانية فريقي الهلال والمريخ، في مشهد مختل تماماً، لا سيما وهؤلاء المجنسون لم تكن هناك ضوابط في منحهم الجنسية ولم يكن الهدف من تجنيسهم اللعب للمنتخب السوداني وكثير منهم لعبو لمنتخبات بلادهم ولا تتيح لهم الشروط الدولية اللعب للمنتخب السوداني. وتعبر حالة الحارس المصري الشهير عصام الحضري عن حالة الفوضى في التجنيس الرياضي، حيث استصدر له نادي المريخ الجنسية السودانية خلال 24 ساعة، ولم ينحصر الأمر في حالة الحضري، فقد بدأت الفوضى بمنح قائد المنتخب اليمني الأسبق علي النونو الجنسية قبل وصوله للسودان، وشاء القدر أن يختلف الطرفان «المريخ واللاعب» على بنود التعاقد ليصبح قرار منحه الجنسية مضرب مثل في غياب المعايير واستغلال نفوذ السلطات في غير موضعها، في ظل النظام السابق، وموقف ثالث في السودان طرفه أيضاً نادي المريخ عندما تم تجنيس لاعب بوسني اسمه نجاد. الجراح قصة للنسيان.. ظلموه في مصر والسودان
هي قصة تبدو كالخيال.. لكنه الواقع الذي عاشه الكابتن محمد آدم الجراح نجم خط وسط فريق الترسانة المصري، الذي سار على درب والده في نادي الترسانة كأحد اللاعبين المميزين عندما احترف فيه منتصف القرن الماضي، ولد محمد وتربى في القاهرة ولم يكن يعرف شيئاً عن بلد والده «السودان»، غير بعض الحكايات التي كان يقصها عليه والده الذي انضم للترسانة منتصف القرن الماضي على سبيل الصدفة بعد أن زار مصر في مهمة عمل، لتصبح هذه الزيارة نقطة تحول في حياته وحياة أبنائه من بعده، كان آدم الجراح لاعباً مميزاً في فريق الهلال السوداني، وفي زيارته لمصر، شاءت الصدفة أن ينضم للترسانة ليصبح واحداً من أبرز لاعبي النادي، فطاب له المقام في مصر وتزوج فيها، ليأتي من بعده ابنه «محمد» بطل قصتنا ليواصل مشوار والده في نادي الترسانة بذات الكفاءة والتميز، فنال إعجاب الخبراء والفنيين، وعلى رأسهم الكابتن عبده صالح الوحش، الذي لم يكن يعلم حينها أن «الجراح» يلعب في الترسانة بجنسيته السودانية رغم أنه ولد وعاش كل عمره في مصر، فحال ذلك بين اختياره لمنتخب مصر الذي كان يستعد للسفر إلى لوس أنجلوس للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية 1984، والمفارقة أن الاتحاد السوداني لكرة القدم لم يكن يدري هو الآخر بأن لديه لاعباً بهذه المواصفات يلعب في الدوري المصري، كي يتم استدعاؤه للمنتخب السوداني. وأكد بطل قصتنا محمد آدم الجراح في حديث مع «البيان الرياضي» تفاصيل هذه القصة التي لا يجد وصفاً دقيقاً لها، ويقول إنه لم يفكر خلال مشواره مع الترسانة في أهمية السعي للحصول على الجنسية المصرية وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي وهو يواصل مشواره مع الكرة بجنسيته السودانية، ويتذكر الجراح أن المرحوم الكابتن الوحش فوجئ في عام 84 بأنه لا يحمل الجنسية المصرية، وقال إنه لم يهتم كثيراً للأمر لاعتقاده أن اللعب لمنتخب مصر يكون عادة لنجوم الأهلي والزمالك، ولكن الوحش فاجأه بالاختيار. ويضيف الجراح أنه كان مستعداً للعب للمنتخب السوداني متى ما تم استدعاؤه، ولكن للأسف لم يحدث ذلك لأن السودان لم يكن يعرف أن لديه لاعباً بهذه المميزات يلعب في الدوري المصري. وبعد مشواره مع الترسانة اختار الجراح الاحتراف في البحرين، حيث لعب لنادي النجمة لموسمين ثم عاد إلى مصر، وجاء سفره للبحرين مضطراً بعد قرار منع اللاعبين الأجانب في مصر في تلك الفترة ثم عاد مرة ثانية ليقضي حياته في مصر مع زوجته وأبنائه الخمسة، ومن المفارقات أن الجراح حصل على الجنسية المصرية عام 2005 بعد سنوات طويلة من اعتزاله كرة القدم.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/11 الساعة 09:14