المجالي يكتب: ما تبذره في عقلك هو ما ستحصده!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/08 الساعة 10:07
هل هناك اختلاف بين الانسان الصامت الذي ينظر الى الامور والمعطيات والازمات بانواعها وهو صامت، عن الانسان ذو السلوك العنفي واللفظي، وهل الصمت في كثير من الاحيان من ذهب ويبقى الانسان في شدة المحن والازمات مسالماً ام يخرج عن صمته، ام ان هناك العنف الصامت حيث لا يعطي اي ردة فعل للمواقف المختلفة او ان يرتكب اي اذى بحق الاخرين. وهل اختيار الصمت بهدف المسايرة ام التغاضي والنسيان ام بهدف ابتلاع الغضب وعدم الرغبة بالتعبير عنه شفهياً او سلوكياً، ام يفضل التجاهل اتجاه ما يجري حتى لا يكون جزءاً من المعركة. هناك الكثير من الناس ممن لا يرغب عن التحدث عن مشاعره مع الاخرين، حتى انهم في كثير من الاحيان يقاطعون المجالس والمناسبات والدعوات من الندوات والمؤتمرات واللقاءات، حتى التعليق على مواقع التواصل الاجتماعي او علاقتهم مع الاخرين، حتى لو كان اقرب الناس اليه وهناك من يسافر او يهاجر لخارج الوطن، اي ان الصمت في كثير من الاحيان هو الوجه الآخر للعنف، اي العنف المبطن وليس الظاهر للعيان. وكثير ما قيل ان الساكت عن الحق شيطان اخرس، حيث انه في كثير من الاحيان يكون الصمت غير نقياً كما يتصوره البعض بل قاسياً وقاتلاً خاصة عندما يكون الطرف الآخر غير مبالي وغير مهتم باي طرح او رأي غير رأية وغير طرحه او حسب ما يراه هو مناسباً. وان ما تبذره في عقلك الباطن هو ما ستحصده من زرع في حياتك، وانه بين النفس والفعل علاقة وطيدة يتم التعبير عنها بعدة وسائل وطرق تستطيع النفس عبرها ان تبث افكارها ورأيها باستجابات مختلفة، فالايحاء الذاتي يرسم الافكار ويعطي الطروحات من خلال عقلنا الواعي المدرك لكافة الامور. ان هناك كثير من المسؤولين واصحاب الرأي والمشورة والخبرة لديهم الكثير من الحلول الناجحة لكثير من الازمات لكنهم يؤثرون الصمت على طرح تلك الاراء والافكار، حتى ان الجهات المعنية بتلك الازمات لا يعطيهم اي اعتبار او اهتمام، ان هناك من المسؤولين يعتبر نفسه قبطان السفينة في وظيفته يعطي الاوامر لنفسه من افكار وتصورات ذاتية ويقود دفه السفية حيثما يريد، وهو يعلم ان التغيير يجب ان يبدأ من داخله ويرتكز على المشورة لتوجيه نفسه الوجهة الصحيحة والسليمة لتحقيق الاهداف من اجل قيادة افضل، وفي حال انزعاج الشخص من بعض الطروحات او الصفات، عليه ان يتحملها وأن يعترف بها ان كانت صائبة، لا ان ينكرها بل يتخلص منها ليكون الافضل. hashemmajali_56@yahoo.com
  • مناسبات
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/08 الساعة 10:07