تفاصيل صغيرة نحتاجها في حياتنا
حزم التحفيز الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة وآخرها زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين العسكريين والمدنيين خطوة مهمة وضرورية، وبانتظار باقي الحزم والمبادرات التي يمكن ان تنعكس على حياة الناس، وتحرك عجلة الاقتصاد في الأردن
من المتوقع ان تتجه حزم التحفيز الاقتصادي المقبلة نحو معالجة الاختلالات الضريبية، وإقدام حكومة الرزاز على تخفيض ضريبة المبيعات بشكل عام، او تخفيضها على السلع الاساسية سيشكل رافعة أخرى لتحسين المناخ الاقتصادي، وتخفيف الأعباء عن الناس
قد تكون حزم التحفيز وقضايا الاصلاح تنظر للصورة في السياق العام، وهذا مطلوب، وبالتوازي نحتاج مبادرات حكومية ومجتمعية تمس حياتنا، وتغير سلوكيات لا تقل اهمية عن تحسين مستوى المعيشة
لفت انتباهي قرار وزير البيئة حظر تصنيع او استخدام اكياس البلاستيك التي لا تقبل التحلل، قد ينظر البعض باستخفاف لهذا القرار، غير انه يمس حياتنا جميعا، ويضر بيئتنا
في اوروبا لا يستخدمون هذه الاكياس منذ سنوات، وعند الذهاب للشراء فالكل يصطحب شنطة تساعده على الحمل والتنقل مشيا على الاقدام
هذا توجه يجب ان ندعمه ونشجعه، وعلى مؤسسات المجتمع المدني مناصرته، وباتجاه آخر ماذا لو أطلقنا مبادرات اخرى لا تقل اهمية مثل تشجيع ممارسة رياضة المشي في الاحياء، وايضا حملة للالتزام بخطوط المشاة وقطع الطرق منها فقط؟
سيذكرني الناس ان شوارع عمان وكذلك مدن المملكة لا تحترم المشاة، والارصفة ان وجدت لا تصلح للسير عليها، وهذا صحيح الى حد كبير، فعندما قررت وأنا أسكن الرابية ان أصطحب حفيدتي بجولة على الأقدام في المنطقة التي أقطنها لم أجد رصيفا مكتملا، وكنت أضطر للنزول للشارع مما يعرضنا للخطر
وما ينطبق على أرصفة المشاة، يتكرر ذاته في الخطوط المخصصة لعبور المشاة، فحين تقرر المغامرة وتجرب ان تقطع الطريق من الاماكن المخصصة للمشاة على قلتها ستسمع شتائم من بعض السائقين، ولن تقف الاغلبية لك لتمر وتعبر بأمان
الأردنيون حين يزورون دول العالم يحترمون قوانين المرور وفي بلادهم يعصفون بها، وهناك لا يستطيعون قطع الطريق الا من ممرات المشاة، والمطلوب أردنيا تشديد المخالفات على المشاة والسائقين حتى يلتزموا بآداب الطريق، والمطلوب وضع إشارات ضوئية إلزامية حمراء وصفراء وخضراء لعبور المشاة، ولو كلفنا رجال السير لأشهر للمرابطة عندها لفرض النظام بقوة القانون لتغيير الحال
وبخصوص رياضية المشي فإن امانة عمان والبلديات مطالبة بأن تضع في اعتبارها ان توفير ارصفة للمشاة لا يقل اهمية عن الشوارع المخصصة للسيارات، وفي العالم يضعون ممرات للدراجات الهوائية ايضا، ومسارب خاصة لباصات النقل العام والتاكسي، وهذا كله بالتوازي، وجميعها مهمة وإلزامية
لو وجدت أرصفة تصون حق المشاة في الأحياء لربما أصبح ممكنا ان نتنقل مشيا على الاقدام، وهذا مفيد للصحة، ويقلل التلوث البيئي، ويوفر الطاقة
هناك تفاصيل صغيرة وكثيرة نحتاجها في حياتنا وعلى الدولة واجب توفيرها للناس.(الغد)