طاهر المصري يحذر..«إلتهموا الثور الابيض وعينهم على الاسود شرقي النهر»
مدار الساعة - كشف سياسي اردني رفيع المستوى ولأول مرة عن ان حكومته ذهبت لعملية مؤتمر مدريد والسلام عام 1991 بأمر من الملك الراحل حسين بن طلال لأن ذلك القرار كان مخرجاً للأردن من عنق زجاجة إقليميّ ودوليّ.
وكشف رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري ان حكومته بأمر الملك حسين ذهبت إلى خطوة في مسار على طريق تسوية قد تكون مجحفة، بحكم موازين القوى آنذاك، آملين في تطوير تلك التسوية إلى فرصة لصناعة السلام.
ولكنّها- قال المصري- للأسف، لم تكن، وربما لن تكون، بسبب تبجّح وغرور ونَهم دولة العدوان والاحتلال الإسرائيلي.
وتزامن نشر المصري لمقال جريء مع الأزمة المتفاعلة بين الاردن واسرائيل بعد اعلان بنيامين نتنياهو نيته “ضم اغوار الاردن”.
وكذلك بالتزامن مع تقارير في الصحافة الاسرائيلية تتحدث عن تهديد الملك عبدالله الثاني بتجميد إتفاقية وادي عربه بين الجانبين في حال الاصرار على ضم الاغوار وشمالي البحر الميت.
وكان 40 نائبا في البرلمان الاردني قد وقعوا مذكرة ظهر الخميس رسميا يطالبون فيها بإلغاء اتفاقية الغاز مع العدو الاسرائيلي فيما تبنى النائب خليل عطية مذكرة برلمانية ثانية تطالب بمبادلة جميع الاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال ب”المتسلل” الاسرائيلي الذي يحاكم حاليا في عمان.
وابرز المصري في مقال له نشرته يومية الرأي الحكومية بأن أجواء قلق ومخاوف يعيشها الأردنيون، نتيجة لظروف معيشية صعبة، وغير مسبوقة، فإنّ تداعيات إجراءات إسرائيل بضم مستوطنات الضفة الغربية، وجعل القدس الكبرى عاصمة إسرائيل، وضم غور وادي الأردن الفلسطيني في الشمال، وهضبة الجولان السورية، تأتي كتطورات خطيرة للغاية.
وقال المصري ان ذلك يجعل الأردنيين، كل الأردنيين، يتحسّسون الخطر على كيانهم وهويتهم ومستقبلهم وثقافتهم ويفرض علينا جميعاً الوقوف سداً منيعاً، ويداً واحدة، في مواجهة ما هو قادم من مشروع صهيونيّ، أكلَ بالفعل الثورَ الأبيضَ، ويستعدّ بنَهمٍ لالتهامِ الثورِ الأسود.
واعتبر المصري أنّ أي انقسام جهوي، أو غيره، في المجتمع الأردني، سوف يجعلنا لقمة سهلة في يد المشروع الصهيوني الموجه لشرق نهر، باعتباره جزءاً من وعد بلفور هم العتيد.
وهو أمر تسعى إليه إسرائيل والمسيحيون الصهاينة، بانتظار أن يكملوا الإطباق على فلسطين التاريخية، ليقوموا بتنفيذ الشق الأردني من مشروعهم”.
وتابع المصري يقول: القرار الإسرائيلي الأخير، بالبدء بضمّ الأغوار الفلسطينية إلى دولة العدوان الإسرائيلي، وكذلك تصريح وزير الخارجية الأميركي الأخير بومبيو، باعتبار أنّ قرار ضم إسرائيل للمستوطنات في الضفة الغربية مسألة لا تتعارض مع القانون الدولي..!، هذان القراران، إذا قُيِّضَ لهما أن يتمّا، وأن يكتمل تطبيقهما على الأرض، فإنني أقول: إنّ ذلك سيغيّر وجه المشرق والمغرب العربيين، استراتيجيّاً، لحقبة تاريخية طويلة قادمة.(راي اليوم)