مليون رسالة توعية ومخالفات مرورية تلقتها هواتف العمانيين الخلوية
مدار الساعة - زهاء مليون رسالة نصية، تضمنت مخالفات ونصائح إرشادية، تلقاها العمانيون عبر هواتفهم الخلوية منذ بدء الحملة المرورية، بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين إلى الاحتجاج جراء “تلقيهم مخالفات”، فيما يتساءل البعض حول مدى مصداقية هذه المخالفات؟، وهل هي قانونية أم لا؟.
مواقع التواصل الاجتماعي “عجت” بشكاوى من قبل مواطنين، وصلتهم رسائل تشير إلى ارتكابهم مخالفات، قائلين، عبر صفحاتهم الشخصية على تلك المواقع، “إنها غير قانونية، فضلا عن أن هناك رسائل ليست حقيقية”.
يوسف عادل (40 عاما) يقول، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إنه “تلقى 3 مخالفات مرورية عبر هاتفه الخلوي خلال خمسة أيام، الأمر الذي ولد شكوكا له بشأن الرقابة الإلكترونية بأن تكون غير دقيقة”.
ويضيف “أن تكرار هذه المخالفات يشكل عبئا ماليا عليه، وبالتالي يحرمه من حق ترخيص مركبته في موعد انتهاء مدة الترخيص، ما يجعله سائقا مخالفا للأنظمة المرورية”.
كما يقول مؤيد محمد، على صفحته على “فيسبوك”، أنه “تفاجأ بورود ثلاث رسائل على هاتفه الجوال تفيد بإرتكابه مخالفات، منها اثنتان في يوم واحد، والثالثة كانت في يوم مغاير”.
ويستهجن “تلك المخالفات”، قائلا إن هذا الأسلوب هو عبارة عن “جبائي بإمتياز، تنتهجه، الجهة المعنية”.
ويضيف محمد “أنه يتوجب على إدارة السير المركزية قبل الشروع بالمخالفات، الإعلان بشكل مفصل ودقيق عن الحملة”.
أما المواطن غازي حسن، فيبين “أنه تعرض لمخالفات، عرف بها عن طريق رسائل وصلت إلى هاتفه الجوال من أمانة عمان الكبرى وإدارة السير المركزية”، مستغربا ذلك، لأنه لا يعرف سبب المخالفات، “فقد وصلته مخالفة اصطفاف غير صحيح، لكنه بعد مراجعة وقوفه خلال يوم المخالفة، تبين انه لم يكن يقود سيارته”.
ويتابع على صفحته الشخصية على “فيسبوك” أنه وفي اليوم نفسه، أيضا وصلته رسالة بمخالفة تفيد بأنه تحدث بالهاتف أثناء القيادة، وعمليا هو كانت سيارته في محل “ميكانيكي” للتصليح.
مصدر قضائي في محكمة أمانة عمان الكبرى، طلب عدم نشر اسمه، أوضح “أنّه من حق أي مواطن تلقى مثل تلك الرسائل، أن يقدم طعنا بها أمام محكمة الأمانة”.
وبينما تصل قيمة كل مخالفة من المخالفات التي تلقاها العمانيون، إلى 15 دينارا، يقول مدير دائرة تكنولوجيا المعلومات بـ”الأمانة” سلطان الخرابشة “أن أمانة عمان أرسلت مليون رسالة إلى هواتف المواطنين، منذ بداية الحملة، منها ما هو مخالفات مرورية، ومنها ما تحمل رسائل نصائح وإرشادات للتوعية المرورية”.
ويضيف الخرابشة “لاحظنا انخفاضا في عدد المخالفات بعد مرور أسابيع على الحملة، خصوصا، بُعيد حملة الشتاء التي تقوم بها أمانة عمان”، مشيرا إلى أن إدارة السير المركزية تقوم أيضا بحملة في كل محافظات المملكة.
ويوضح “أن معظم المخالفات هي نتيجة استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة، أو تجاوز الإشارة الحمراء، أو بسبب السرعة الزائدة”.
من جهته، يؤيد مدير الإدارة المرورية بـ”الأمانة” محمد الفاعوري، زميله بشأن أنواع المخالفات المرورية، قائلا “إن جميع المخالفات تصل برسالة إلى مرتكبها عبر هاتفه الخلوي”.
ويضيف “لدى أمانة عمان 70 كاميرا ورادارا ثابتا لرصد المخالفات، تنتشر في مختلف مناطق العاصمة”.
ويؤكد الفاعوري أن الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية “انخفضت بنسبة 40 % منذ بدء الحملة، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي”، عازيا سبب ذلك إلى “متابعة المواقع الخطرة والحسّاسة التي تشهد حوادث مرورية متكررة وينتج عنها وفيات وإصابات خطرة، ما يعني أن الحملة حققت جزءا من أهدافها”.
بدوره، يقول مصدر مسؤول بإدارة السير المركزية “إن الحملة المرورية، التي تمخض عنها العديد من المخالفات المرورية، سبقها حملة إعلامية، وتحديدا حول المخالفات الخطرة، ومن بينها إجراء السائق بهاتفه الخلوي، والذي يُعتبر من العوامل الرئيسة في وقوع الحادث المروري”.
ويضيف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الحملة الإعلامية بدأت في 20 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، بينما بدأت الحملة المرورية بداية الشهر المقبل، موضحا “أن هناك انخفاضا ملموسا في عدد الحوادث المرورية، وبالتالي انخفاض عدد الوفيات والإصابات”.
ويتابع أنه سيتم نهاية الشهر الحالي نشر تقارير فنية حول أهمية الحملة، ونتائجها.
كريم الزغير - الغد