الاعتمادية في المؤسسات الصحية وحقوق الانسان

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/04 الساعة 21:26
اقد يبدو الامر غير مألوف، فكيف تكون الاعتمادية حق من حقوق الانسان، وهل من الممكن ان تساهم الاعتمادية في تحقيق وترسيخ حقوق الانسان.. نعم ان من اهم حقوق الانسان وحاجاته ان يتلقى الرعاية الطبية وعلى مستوى من الجودة وبشكل يليق بادميته وبشريته. ان من اهم ما تعنى به الاعتمادية هو تقديم الرعاية الصحية والطبية وفقا لمعايير السلامة واحترام انسانية المريض , فنجد ان جميع الاجراءات المعتمدة اثناء تقديم الخدمة للمريض تتماشى مع هذه المعايير، وبذلك تكون الخدمة مراعية لحقوق الانسان عندما تلتزم بتفاصيل الاجراءات المعتمدة والمثبتة في السياسات، فالجودة والرغبة بتقديم الخدمة السليمة والمناسبة والتي تعنى بالابقاء على حياة المريض اولاً،, ثم النهوض بالمستوى الصحي المعاش من خلال توفير جميع الظروف البيئية والحياتية للمريض. ان جميع الخطوات والاجراءات التي تنتهجها مؤسسات الاعتمادية (مثل HCAC ) تهدف الى رفع سوية الخدمة الطبية والرعاية الصحية، وهي بذلك وبكل بساطة تحقق الهدف العالمي الذي نادت به كل منظمات العالم من منظمة الصحة العالمية الى منظمات الامم المتحدة والهيئات الاخرى المعنية بحقوق الانسان. ان الرعاية الصحية المناسبة والمتسقة مع المعايير لمؤسسات الاعتمادية هي واحدة من اهم حقوق الانسان. اليس حق الانسان بالرعاية الصحيحة والمناسبة حق من حقوق الانسان، أليس حقه في معرفة جميع الاجراءات وتفاصيل الرعاية والنتائج المتوقعة والمضاعفات المحتملة حق من حقوق الانسان , اليس حقه في رفض العلاج او قبوله حق من حقوق الانسان، اليس حقه في الاحترام والتقدير وان يكون معروفا للكوادر الطبية والادارية والفنية بأسمه وليس رقما او تشخيصا مرضياً، اليس ذلك من حقوق الانسان . ان جميع التفاصيل الصغيرة التي اقرتها وطالبت بها هيئات الاعتمادية ليست سوى خطوات لتحقيق الهدف الاسمى وهو تقديم الرعاية والخدمة المناسبة اللائقة بانسانية المريض، أو ليس ذلك كله نوعا من السير المتناغم الذي يرمي الى تحقيق واحدة من اهم حقوق الانسان، نعم ان الاعتمادية بغايتها الكبرى هي شكل مهم من اشكال تحقيق حقوق الانسان.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/04 الساعة 21:26