ما الذي تخبئه الحكومة وهل تستهدف ضخ الأموال بين يدي المواطنين لإنعاش الأسواق؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/04 الساعة 11:50
مدار الساعة – لقمان إسكندر - هل تستهدف سياسات الحكومة المالية اليوم ضخ الأموال في الأسواق من أجل إنعاشها؟ سؤال بات يطرحه الاقتصاديون، وهم يقفون أمام العديد من شواهد تُظهر جرأة الحكومة في التعامل مع أرقام موازنة 2020م. ما أثار مزيدا من الأسئلة استباق الحكومة خلال الافصاح عن تفاصيل الموازنة الكشف عن مضامين وصفت بالايجابية في سياق السياسة المالية، رغم كشفها في المقابل عن أن العجز في موازنة عام 2020 غير مسبوق تاريخيا، فما الذي يجري؟ لم يكن سماح مؤسسة الضمان الاجتماعي للمواطنين سحب رصيد بدل التعطل لغايات العلاج من دون الحاجة الى تقرير طبي شاهدا وحيدا، هناك أيضا إعلان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز رفع الرواتب عام 2020، وإعلانه عن أن موازنة 2020 لا تتضمن فرض مزيد من الضرائب، إضافة الى تخصص ملايين الدنانير لمشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص في المشاريع الرأسمالية، وسياسات ايجابية للنهوض في برامج التشغيل. كل ذلك جرى تغليفه بتصريحات من أعلى المستويات تفيض بالتفاؤل. فهل تخفي الحكومة "فانوسا سحريا" لتغطية كل هذه النفقات، أم أنها ستتبع نهجها السابق في الاقتراض؟ عندما وضعنا كل تلك الاسئلة على طاولة الخبير المالي محمد البشير أشار إلى عدد من الاحتمالات التي يجب أن تتوفر لتنفيذ الحكومة كل ما أعلنت عنه. البشير، وهو يسأل عن كيف ستغطي الحكومة عجز الموازنة التاريخي يجد أجوبة محددة فقط. "إنها المساعدات أو المنح، أو الاقتراض". وفي إطار ذلك يسأل: هل يمكن الافراج عن الحصة القطرية في المنحة الخليجية؟ أم أن هناك مفاجآت ما زالت غير معلنة في المساعدات وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية؟ وأضاف: نعلم اليوم أن 2020 بحسب الاعلان الرسمي من دون ضرائب، بل وفيها ورفع الرواتب، إضافة إلى مليار 258 مليون دينار أردني، بزيادة خدمة الدين 245 مليون، وزيادة ايضا على فاتورة التقاعد تقارب 250 مليون، كلها أعباء يجب تغطيتها. واستدرك البشير قائلا: إما هذه أو الاقتراض، برغم ان الحكومة تعهدت بعدم الاقتراب منه، لافتا لارتفاع الدين العام خلال 5 أشهر وحتى نهاية أيلول بنسبة 3.78% وبقيمة 1.0945 مليار دينار، ليتخطى حاجز 30 مليار دينار. وأوضح أن ارتفاع خدمة الدين العام خلال موازنة العام المقبل لتصل إلى 1.285 مليار دينار مقارنة مع 1.030 مليار دينار العام الحالي، تتحدث عن خيارين وحيدين: الاقتراض او المساعدات.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/04 الساعة 11:50