كوريا الجنوبية هي دولة الطب الأولى في العالم
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/04 الساعة 08:43
يجب أن تكون مهنة الطب مهنة إنسانية قبل أن تكون مهنة ربحية ومادية. كثيراً من الناس يرغبون في تدريس أولادهم طب لأنهم يطمعون في أن يجنون أكبر المكاسب المادية من هذا التخصص وليس لتقديم خدمات إنسانية للناس في بلادهم أو للإنسانية في العالم. ولهذا السبب أصبح أمهر الأطباء يفضلون فتح عيادات ومراكز طبية خاصة لهم ولا يرغبون في العمل في القطاع الحكومي لأن الرواتب الحكومية التي يتقاضونها غير مجدية لهم في نظرهم ونظر أهاليهم. وكثيراً من المرضى الفقراء لا يستطيعون أن يدفعوا كشفيات الأطباء المهرة ولا يستطيعون أن يتداوون في العيادات أو المراكز أو في المستشفيات المشهورة في الأردن لتكلفة الإقامة وأجور الأطباء والمستشفيات العالية جداً. علماً بأننا نحن المسلمين أول من كانت عندهم مهنة الطب إنسانية قبل أن تكون مهنة مادية وربحية وأول من أسسوا المستشفيات وأول من وضعوا حقوق الإنسان والعناية بالمرضى المسنين والأطفال، ونحن أول من وضع أسس العلوم جميعها في العالم من طب وهندسة وفلك وصيدلة ... إلخ. ولكن للأسف الشديد لم نتابع تحديثها ولم نبني عليها ونطورها كما فعلت الدول الأجنبية، وأين نحن الآن من الماضي؟
لم نقرأ أو نسمع أن المستشفيات في أي دولة إسلامية أو عربية وفق قانون الدولة يجب أن تكون غير ربحية. بل لا يستطيع أي مريض الدخول في أي مستشفى سواء أكان حكومياً أو خاصاً إلا إذا ضمن المستشفى حقوقه المالية قبل إنجاز عملية الإدخال حتى لو كانت حالته خطرة، لماذا؟ لأن المادة أصبحت أهم بكثير من حياة الإنسان. وأعتقد أن كثيراً منَّا عاش في بعض الدول الأجنبية ووجدنا عندهم إهتمام بحياة الإنسان أكثر بكثير من المادة. فلو كان هناك حالة طارئه لأي إنسان في أي دولة أجنبية، يتم إدخال الحالة إلى المستشفى وإجراء العناية الطبية اللازمه ومن ثم يطلبون ما يحتاجون من المريض أو أهله وما يلزم من أوراق أو إلتزامات مالية نحو المستشفى. بل يحاولون مساعدة المريض في دفع تكاليف الإقامة والعلاج عنه إذا كان في ضائقة مالية، أليس هذا الإسلام بعينه؟! ويقول البعض منا عنهم كفار، لاحول ولا قوة إلا بالله، الدين المعاملة. وإنه من الأجدر بنا نحن المسلمين أن تكون عندنا هذه المعاملة وليس عند غيرنا من الأمم لأن رسولنا أرسل للناس كافة ورحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (سبأ: 28))، ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (الأنبياء: 107)).
دولة كوريا الجنوبية وهي دولة غير إسلامية تقدمت كثيراً جداً في مجالات الطب المختلفة، وذلك لأن جميع المستشفيات فيها وفق قانون الدولة يجب أن تكون غير ربحية ولا يسمح فيها لأي طبيب أن يفتح عيادات خاصة على كيفه. جميع الأطباء يعملون في القطاع الحكومي ويتقاضون رواتب تكفيهم ليعيشوا حياة كريمه. وأي ريع من المستشفيات يتم إستغلاله في الأبحاث الطبية في العلم وفي تصنيع الأجهزة الطبيبة الدقيقة وغيرها. ولهذا السبب يلقى جميع المواطنين في كوريا العناية الصحية الكاملة ونسبة الأعمار عندهم أعلى نسبة في العالم حيث يبلغ متوسط أعمار المواطنين تسعين سنة، علماً أن أعمار الأشخاص محددة من قبل الله سبحانه وتعالى ولكن دعونا نقول أن الإنسان عندهم يقضي عمره سليماً ولا يعاني من الأمراض المختلفة. والطب في كوريا من أكثر الدول تطوراً في مجال علاج السرطان ونسبة من يشفى من مصابي سرطان الغدة الدرقية وزراعة الكبد 92% وكذلك أكثر من نسبة 95% من يشفى من سرطان الثدي وزراعة القلب والكلى. وهذا أفضل بكثير من أمريكا وكندا والدول الأوروبية واليابان. وتستقبل كوريا مرضى من أكثر من مائة وتسعون دولة في العالم لتلقي العلاج. ويتلقى المرضى رعايتهم الطبية الفائقة وبلغتهم الأم من مختصين في اللغات المختلفة وكما أنهم يصنعون لهم أطعمة بلادهم. ويعود المرضى إلى بلادهم معافون وفي أسرع وقت ممكن لأن العلاج في كوريا بعد تشخيص دقيق للحالات المرضية يعطى بالكميات اللازمه فقط ويتم علاج فقط الخلايا المصابة دون إلحاق الضرر بالخلايا السليمة. علاوة على تفوقهم في العلاج بالوخز بالإبر (أكيو بنكشر) Acupuncture وكوريا مستمرة في إستثمار المال في تطوير الطب في جميع مجالاته لتبقى الدولة الأولى في العالم في العناية الطبية على مستوى كوريا والعالم.
ويا حبذا نستمر في أردننا الحبيب في استقطاب مرضى الدول المحيطه ودول الخليج والإقليم للعلاج في عياداتنا ومستشفياتنا ألمتميزه. ونحذو حذو كوريا في الإهتمام في المرضى أكثر من الإهتمام بالمال لنعود كما كنا في السابق على عهد المسلمين قديما وهم في أوج عزهم.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/12/04 الساعة 08:43