اشهار كتاب تاريخانية العروي للدكتورة الجبور
مدار الساعة - استضافت المكتبة الوطنية الساعة الأربعاء حفل إشهار كتاب "تاريخانية العروي أداة نقدية لتحديث المجتمعات العربية" للدكتورة الزميلة آمال الجبور.
تحدثت الكاتبة الجبور، عن اهمية المفكر المغربي عبدالله العروي ، متناولة مشروعة الفكري في تجاوز حالة التأخر الذي تعيشة المجتمعات العربية منذ عقود، و مقدما حلولا للخروج من حالة الفوات الحضاري، من خلال تقديمه للتاريخانية، كأداة نقدية للايدولوجيات العربية، والتي سيطرت على عقلية المثقف العربي، وإلى الآن، وادخلتنا كمجتمعات في حالة تخلف وتأخر عن مسيرة تطور العالم، معزيا ذلك إلى نقص فهم العقلية العربية للآخر ولنفسه، وتاريخه، ولتاريخ الآخر أيضا.
وتقدم الجبور رؤية العروي التاريخانية، والتي تركز على ضرورة توافر وعي تاريخي، ينظر من خلاله المثقف العربي إلى التاريخ الإنساني بشكل عام، وإن لا يحصر نفسه فقط في التاريخ العربي الإسلامي كمرجعية تاريخية فقط.
وترى الكاتبة بأن مناداة العروي للقطيعة مع التراث، قطيعة مع الأساليب والمناهج القديمة، التي لم تعد مناسبة للعصر الحالي، فالعروي يحترم الموروث الثقافي والديني، لكنه ينادي إلى إعادة قراءته، بطريقة نقدية عقلانية يحللل التراث ويفككه ويبني عليه.
وقال استاذ الفلسفة في الجامعة الاردنية الدكتور توفيق شومر في قراءة نقدية للكتاب إن الكاتبة تناولت في كتابها مفهوم التاريخانية التي تعد أهم الجوانب في مشروع المفكر العربي المغربي عبدالله العروي الذي يدعو الى مراجعة الواقع العربي وتجاوزه عبر تصورات متحررة من الاطر الايديولوجية السائدة، متطرقا الى التأصيل الفلسفي لمفهوم التاريخانية، والأصول النظرية والتكوين الفكري للعروي من جانبه الماركسي والهيجلي، وواقع المجتمع العربي وتناقضاته واشكالية نماذج الوعي العربي.
من جهتها بينت الجبور ان الكتاب يطرح تحليلا لمفهوم التاريخانية وفهمه عند المفكر العروي الذي يشكل عنده دعوة صريحة للعودة الى قراءة الماضي بشكل موضوعي لحل مسألة التأخر التاريخي العربي في صورتها الكلاسيكية الأولى، واستلهام الانموذج التنويري لفكرنا العربي المعاصر وصولا الى لحظة القطيعة مع الماضي أولا والانخراط في المشروع الحداثي والتنويري فيما بعد.
واضافت في الحفل الذي حضره مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، ان مفهوم التاريخانية عند العروي محاولة للخروج من التأخر التاريخي، مستعرضة رؤية مؤيدي العروي في مشروعه الفكري ورؤية معارضيه التي ترى أن التاريخانية خيار ممكن لكن ليست بالضرورة هي الأمثل.