ملتقى الكتاب العربي: فسحة سورية أُخرى

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/27 الساعة 08:17
مدار الساعة - لا يزال السوريون يشكّلون الحضور العربي الأبرز ثقافياً في تركيا، خاصة ضمن مساهماتهم الواضحة في العديد من المؤتمرات والتظاهرات التي انتظمت في السنوات الأخيرة، وإن بدت إسطنبول ومدن أخرى تستقطب طلّاباً وأساتذة جامعات ورجال أعمال من بلدان عربية أخرى مثل مصر وليبيا والعراق والأردن واليمن. في هذا السياق، اختتمت مساء أمس الإثنين فعاليات الدورة الثالثة من "ملتقى الكتاب العربي" في مدينة غازي عنتاب، جنوبي تركيا، بمشاركة أربعين دار نشر من بلدان عربية مختلفة، معظمها سورية، حضرت بأكثر من سبعة آلاف عنوان تنوعت بين الرواية والفلسفة والتاريخ والفن والدين وكتب المرأة والمجتمع، بالإضافة إلى أدب الأطفال. يشير الشاعر محمد العثمان، منسق دور النشر في المعرض، في حديثه إلى "العربي الجديد" إلى أن "التظاهرة سعت في دورتها الثالثة إلى توسعة المشاركة، بهدف تشجيع الناس على القراءة وتوفير لقاء للكتّاب والناشرين مع جمهورهم، ما يخلق حالة من التفاعل بينهما من جهة، وبين المتلقّي من جهة أخرى". ويقول الناشر والكاتب السوري محمود الوهب إن "هذه المعارض بشكل عام مهمّتها عرض عناوين تهمّ الناس وتتصل بواقعهم، كما أنه يمثّل ظاهرة ثقافية وفنية متنوعة، تحضر فيها الفنون من الرسم والموسيقى والتصوير، بالإضافة إلى العلم والأدب". أما الكاتب خطيب بدلة الذي صدرت له هذا العام رواية "أبو دياب يتكلّم في الأفراح"، فيوّضّح في حديثه إلى "العربي الجديد" أن "هذه المعارض التي تقام في تركيا مهمة جداً، لأن وجود السوريين والعرب في هذه البلاد بات له ثقل نوعي، وتركيا تحتوي أكثر من ثلاثة ملايين سوري وثقلهم النوعي الأكبر هنا في غازي عنتاب، وربما يوازي الإقبال عليه ما كان يأتينا حين كنا نقيم معارض في سورية قبل أن نُهجّر". يتضمّن البرنامج الثقافي العديد من الندوات؛ من بينها: "رواية الحرب السورية"، و"مشكلات التعليم للطلاب السوريين"، و"لا للعنف ضدّ المرأة"، و"ثقافة الصمود"، و"شعر المنفى والنزوح"، إلى جانب توقيع عدد من الإصدارات مثل "الشعب يريد" لـ جيهان السيد عيسى، و"حالات حرجة" لـ هادي العبد الله، و"حتى الفراشات تبكي" لـ جلال ديمير. في حديثها إلى "العربي الجديد"، لفتت الكاتبة لينا بغدادية إلى توقيعها روايتها الأولى "ألف يوم من العذاب"، التي تتناول "أحداثاً عاشها رجل أعمال ثري يُختطف ويوضع في قبو لمدة ألف يوم، يُجبَر خلالها على قراءة ألف قصة ضمن كتاب، تتكلم كل واحدة منها عن ضحية، وفي نهاية كل قصة أو فصل هناك حكم يُطبق بحق الرجل المخطوف". ويشير أسيّد الباشا، أحد زوار المعرض، في حديث إلى "العربي الجديد" إلى أهمية معارض الكتب "في وقت طغت وسائل التواصل الاجتماعي باستحواذها على معظم وقت مستخدميها، حيث يعتقد البعض أنها قد تعطي ذات النتاج الثقافي الذي يعطيه الكتاب، وهذا خطأ كبير". يُذكر أن مدينة غازي عنتاب يقطنها حوالي 600 ألف عربي، منهم حوالي نصف مليون سوري لجؤوا بعد عام 2011، يعمل العديد منهم في منظمات المجتمع المدني أو منصات التعليم والمؤسسات الصحفية التي تتخذ من المدينة الحدودية مركزاً لممارسة أنشطتها. العربي الجديد- غازي عنتاب - عماد كركص
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/27 الساعة 08:17