البترا.. سؤال ما بعد المليون

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/26 الساعة 00:14
لا تهمني جنسية السائحة التي قطعت التذكرة المليون في البترا، أميركية أو صينية، ولايعنيني كثيرا إن كانت صديقة لوزيرة السياحة أم لا- الجهات المعنية في قطاع السياحة نفت هذه الأقاويل جملة وتفصيلا - المهم في الأمر أن البترا كسرت حاجز المليون سائح،واستعادت السياحة الأردنية زخمها،وماعدا ذلك نقاش فائض عن الحاجة أما عن الاحتفال بهذه المناسبة فهو في حقيقته احتفال بالبترا وبالإنجاز الأردني وليس بالسائحة العروس الأميركية . ربما لم توفق الجهات الرسمية في توضيح هذا الجانب فاحتفلنا بالسائحة ونسينا البترا،لكن المشهد في إطاره العام كان تعبيرا عن الفرح بماتحقق لهذا القطاع الحيوي في سنوات الذروة واستقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة لم تسجل البترا هذا الرقم في عدد الزوار،حتى عندما دخلت قائمة عجائب الدنيا السبع.ولاحقا انهارت السياحة في المنطقة وشملت الموجة الأردن بفعل عوامل خارجة عن إرادتنا.وقد كافحت هيئة تنشيط السياحة ومعها جهات رسمية وقطاع خاص لاستعادة البريق السياحي الأردني وجذب السياح من جديد،ونجحت في ذلك,وجاء الاحتفال كإعلان عن تعافي قطاع السياحة في بلادنا،ورسالة للعالم بأن الأردن عاد من جديد نقطة للجذب السياحي ربما يكون رقم المليون متواضعا مقارنة مع التدفق السياحي على مواقع أقل اهمية من البترا من حولنا،وهذا صحيح،لكن لنجعل المليون رقم أساس لانعود عنه،بل نزيد عليه أصفارا مضاعفة هل هذا ممكن؟ بالتأكيد،لكن التحدي يتطلب عملا استثنائيا،وجهودا كبيرة لخلق بيئة سياحية جاذبة،تتجاوز القائم حاليا من تسهيلات واستثمارات متواضعة البترا ضلع في مثلت ذهبي حقا، فهي إلى جانب العقبة ووادي رم تشكل ثالوثا سياحيا مذهلا ومنفردا في ميزاته المتنوعة،يملك القدرة على جذب ملايين السياح سنويا البترا نقشت اسمها مبكرا بين المواقع العالمية الأكثر شهرة وجمالا،ووادي رم صار مقصدا عالميا زاد من شهرته اتخاذه موقعا لتصوير أعمال سينمائية شهيرة ومحجا للمتأملين في صورة السماء من فوقنا.أما العقبة، فمع التسهيلات التي وفرها الطيران منخفض التكاليف،أصبحت ملاذا لآلاف السياح الباحثين عن دفء الشواطئ والرمال في الشتاء.ومن يزور العقبة حاليا يشهد على أسواق وشواطئ تعج بحركة سياحية كثيفة وبواخر تنقل المئات يوميا الاستجابة الوطنية؛الرسمية والشعبية لتحدي السياحة ماتزال أقل بكثير من المطلوب.لايكفي ان نضمن الزخم لموسم واحد أو لمليون واحد،علينا أن نخطط لمواسم طويلة ودائمة من الانتعاش، ونبدي اهتماما أكبر بتطوير وتنويع المنتج السياحي لنضمن أعدادا أكبر من السياح وإقامة أطول وإنفاقا أكثر كنت وماأزال أعتقد أن هناك حاجة لعقد منتدى للمختصين في السياحة بتلك المناطق بجنوب الأردن لمناقشة سبل تطوير قطاع السياحة فيها وتحويلها إلى إقليم سياحي يحمل صفة عالمية بحق،ويخلق صناعة واسعة توفر آلاف فرص العمل لأبناء المنطقة بعبارة أخرى على المعنيين أن يجلسوا ويفكروا بسؤال مابعد المليون. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/26 الساعة 00:14