البهائية.. من هم؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/25 الساعة 18:53
مدار الساعة - كتب - أوس حسين الرواشدة منتصف القرن التاسع عشر في إيران ، ظهر شخصٌ يُدعى " علي محمد الشيرازي " ، وهو تاجر مسلم ، يعلن تلقيه رسالة سماوية ، ولقّب نفسه " بالباب " ، وأسس حركة سُمّيت " بالبابية " ، وكان مجموع أتباع هذه الدعوة تسعة عشر فرداً ، ثمانية عشر رجلاً وامرأة واحدة بالإضافة إلى " الباب " ، وبشّرت هذه الدعوة برسول جديد ، وعندما توفي الشيرازي - حيث أُعدم رميا بالرصاص في إيران - أعلن احد أتباعه فيما بعد " حسن علي النوري " بأنه هو الرسول الذي بشّر بقدومه الباب وقد أطلق على نفسه اسم " البهاء " ، ووقع صراع بين " النوري " وأخيه " صبحي الأزل " حول حقيقة الرسول ، فكان كلٌّ منهما يدّعي أنه الرسول الجديد . تم نفي البهاء وصبحي في البداية إلى البصرة ثم إلى تركيا ، وقامت تركيا بنفي صبحي إلى قبرص ونفي البهاء إلى عكا في سجن القلعة ، وظل البهاء يدعو إلى دينه حتى وفاته ، ثم أكمل الدعوة ابنه ثم حفيده . يُقدّر عدد أتباع البهائية حاليا بنحو ستة ملايين شخص في العالم ، يتواجد أغلبهم في أوروبا والهند والولايات المتحدة ، ويوجد في الأردن نحو ألفي شخص يعتنق هذه الديانة الجديدة ، حيث قام عدد منهم بالاحتفال بالمئوية الثانية لهذا الدين قبل عدة أيام ، وقد تم رصد حركة تبشيرية لهم في عام ٢٠١٢ في مدينة الرمثا ، حيث كانوا يدعون الأطفال في المناسبات ويحالون إقناعهم بمعتقداتهم . شعار البهائية كما يقولون يقوم على ثلاث ركائز أساسية : الابتعاد عن السياسة ، وتهذيب النفس ، والتشارك الاجتماعي ، ولا يعتبرون أنفسهم مذهبًا تحت الدين الإسلامي ، مع أنَّ " الباب " كان مسلما ، وتذكر بعض الروايات ، أن أصل البهائية شيعي ، حيث بشّر بقدوم الباب شيخٌ من شيوخ الشيعة ، وقد تم دعم البهائية كما يقول معارضوها من روسيا القيصرية في بداية الأمر ، ثم من بريطانيا ، وأخيرا من اليهود ، وما يُشير إلى ذلك بقاء بقاعهم المقدسة في عكا وحيفا سليمة من أي تدخل او اعتداء يهودي ، وكان السفير الإسرائيلي في مصر طالب البهائيين في عام ٢٠٠٦ بإنشاء جمعية أو الترشح للإنتخابات ناهيك عن أن أبا الشيرازي كان يهوديا ثم أسلم . يعتقد البهائيون أن البهاء ليس رسولًا وإنما يجسد الله تعالى ويتقاربون في ذلك مع غُلاة الصوفية الذين يعتقدون بفكرة ( الحُلول ) ، حيث جاء في تعاليم البهائية : لا يُرى في هيكلي إلا هيكل الله ولا في جمالي إلا جماله ، وهم يقرّون بالأديان الأخرى السابقة لهم ، كالإسلام والمسيحية ، ويؤمنون أنّ جميع هذه الأديان - بما فيها دينهم - تمثّل مراحل التجلّي الإلهي ، مع ضرورة أن يكون الدين مواكبا لروح العصر ، فلكل عصر دين بحسب ما يعتقدون ، بمعنى أنَّ دينهم مؤقتٌ أيضا ولا يؤمنون بالإسلام كخاتم للديانات السماوية . يأخذ المعارضون للبهائية عليهم أنّهم أسقطوا فكرة الجهاد بذريعة ان دينهم يرفض العنف بجميع أشكاله كما يأخذون عليهم عدم ارتباطهم بأوطانهم إضافة إلى علاقتهم الوطيدة مع اليهود . يتعرض البهائيون في بعض الدول العربية والإسلامية للاضطهاد حسب مزاعمهم ، ولعلَّ السبب الرئيسي في ذلك هو اعتقاد الناس أنهم طائفة " ضالّة " انشقّت عن الإسلام ، أمّا فيما يخص بلدنا فالبهائيون في الأردن قِلّة ، ولا يكاد يُسمع عنهم ، لكنّّ البهائية سريعة الانتشار نسبيا ، وتتلقى الكثير من الدعم في الدول الغربية ، على الرغم من عدم اعتراف الدول العربية بها رسميا ، مع ذلك ستكون النظرة العامة في الأردن للبهائية منسجمة مع الدستور والقوانين الأردنية بشرط عدم إشهار عقائدهم أو التبشير بها مع للحفاظ على حقهم في إقامة شعائرهم كما ينص على ذلك الدستور الأردني .
  • مدار الساعة
  • الأردن
  • الجديدة
  • الدين
  • الرمثا
  • مناسبات
  • إسلامي
  • لب
  • مال
  • إسلام
  • عربية
  • رئيس
  • قوانين
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/25 الساعة 18:53