نلت حصةً من التعب

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/25 الساعة 12:10
انظر نحو بعض الأغصان أو بعض المئات من الأغصان والورق يرقص عليها - بتناغم - مع رقص الهواء، أينما يذهب يتبعه بتحركاته فتشكلت لوحةٌ سرحَ فيها من جد في التركيزِ فسرحت فيها اترقب تحركات الأغصان والورق. حتى دخل رجل مكروه بين الناس. في أي كلمة يجب أن يكون هناك اعتراض، عندما ينظرون اليه تعبر تعابير وجوههم من دون كلام "أنا اكرهك". من يعلمنا علم الرياضيات والسبورة من خلفه غلب عليها أمرها، لأنها ستشبع بالحبر أعلاها، وأسفلها، وأيسرها، وايمنها. ستشبع برموز لن تفهمها بمجرد النظر فيها. وقال الجملة التي حفظت اذني عدد أسنانه منها "الحصة اليوم طويلة"، فأخرجت دفتري وبدأت اقلب فيه في كل ورقة انظرُ فيها أرى حربا اشتبكت الرموز والأرقام وفصلت بينهم خطوط من الحبر تسمى العمليات الحسابية وأنا اقلب الصفحات وجدت مبتغاي صفحة بيضاء نظرت الى السبورة لأنسخ المعارك الواقعة عليها على دفتري لأرى ثم اهبطه لأكتب ما رأيت. كنت كألة ناسخة أو كنت طابعة رديئة النوع فبطيئة النسخ وظلت هذه الطابعة المسكينة تنسخ حتى خرج هذا الأستاذ. كانت الثلاثة أصابع التي تتحكم بسير القلم، والقلم كان قد ملّ من إغراق الورق بدمه ودخل معلم اللغة العربية فأنقذ السبورة من الغرق فعادت ناصعة البياض ثم عاد اغراقها فقد كنت تعبا من كتابة الرموز والأرقام والان تعبا من كتابة الكلام.
نص لمحمود سعادة
  • لب
  • عربية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/25 الساعة 12:10