الكردي تكتب: عين عمارنه.. عين الحقيقة
خوله كامل الكردي
في الأسبوع الماضي تعرض المصور معاذ عمارنه إلى إصابته برصاصة مطاطية، أصابت عينه اليسرى إصابة بالغة، أثناء تغطيته لاحتجاجات أهالي قرية في شمال الخليل اعتراضا على مصادرة أراضيهم، فهذا هو ديدون الاحتلال الاسرائيلي، الذي يعتقد أنه بمحاولته استهداف الصحفيين إنما ليتمكن من إخفاء الحقيقة، من أعمال تتنافى والشرعية الدولية، من قمع للأهالي وتدمير البيوت واعتقالات تعسفية واسعة بين الفلسطينيين.
فما قامت به قوات الاحتلال، إنما يصب في خانة الجهود التي تبذلها بشكل ممنهج، للتصدي لأي خطوة من شأنها فضح الأعمال الإجرامية التي تقوم بها حكومة نتنياهو، فهذا يشكل عبئا عليها لا تستطيع مواجهته من انتقادات شديدة تتعرض لها من مختلف المنظمات الدولية والحقوقية وبعض حكومات الدول، وما حدث لمعاذ عمارنه إلا حلقة متسلسلة متواصلة من سعي حثيث من قبل الاحتلال الإسرائيلي لصرف الأنظار عن ما يحدث من مصادرة أراض في الضفة الغربية والانتهاكات المستمرة في حق الشعب الفلسطيني.
لكن إصابة معاذ عمارنه جلبت المزيد من التضامن معه من قبل نشطاء كثر في العالم، حتى من لاعبين عالميين كرونالدو وروماريو وصحفيين، في تحد للأعمال الاستفزازية التي تقوم بها حكومة نتنياهو.
لقد جلبت حادثة إصابة معاذ عمارنه رسائل تأييد وتضامن واسعة، وذلك بوضع أيديهم على أعينهم، وما قام به لاعبين مصريين من حجب اعينهما تضامنا مع معاذ عمارنة واستنكارا بما قامت به قوات الإحتلال الإسرائيلي، فاصابة معاذ ما هي الا رسالة توجهها اسرائيل لكل انسان او صحفي على وجه الخصوص، مفادها ان من يحاول كشف الحقيقة ليطلع عليها العالم، سيتم استهدافه مباشرة.
لقد واجه معاذ عمارنة بالفعل تهديدا حقيقيا على حياته، فقد تمركزت الرصاصة في راسه، والاطباء سيقررون ما إذا سيجرون عملية لاخراجها او بقاءها، ما لم يكن هناك اي خطورة على حياته.
ختاما: ستبقى عين الصحافة .... هي العين التي ترصد الحقيقة، ولن يستطيع الإحتلال إطفاء نورها مهما حاولت.