آخر مبتكرت التجهيل !!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/29 الساعة 00:31
لم يصل بنا الخيال ذات يوم الى الحدّ الذي يصبح فيه التنافس على اشده بين نوعين من المبتكرات، احدهما خاص بالتجميل والاخر للتجهيل، وآخر ما تفتّق عنه ذهن عبارة تسويق الجهل هو ما شاهدته في عدة محلات الهدايا ومعارض الاثاث، وهو مجلدات من جلد او ورق مقوى او بلاستيك كتبت على اغلفتها عناوين لأشهر مسرحيات شكسبير وروايات دستويفسكي وتشارلز ديكنز وثمن اقل مجلد منها ضعف سعر كتاب صدر حديثا في مختلف شجون الانسانيات، وحين سألت الباعة عمن يشتري هذه المجلدات الفارغة والاصح المملوءة بالهواء قيل لي ان هناك ثلاثة مستويات من الزبائن، اغنياء من محدثي النعمة او ما يسمى النوفوريش يشترونها ليضعوها على مدفأة الحائط او في مكتبة للزينة في مدخل البيت ومؤسسات ثقافية واعلامية تستخدمها خلفية لتصوير مشاهد او حوارات واخيرا ربات بيوت يضعن فيها مجوهرات او ابر خياطة وادوات تجميل ! هكذا اصبح الجهل باهظ التكلفة والكتب المرغوب فيها هي ذات العناوين فقط والخالية تماما من اية معرفة !
فهل بلغ بنا التزوير وخداع الذات والاخرين هذا الحدّ المفزع ؟ بحيث يصبح للتجهيل ادوات ومجلدات ؟ ولكي اكون دقيقا سألت عن ثمن المجلد الفارغ الذي يحمل عنوان مسرحية هاملت لشكسبير ثم ذهبت الى مكتبة مجاورة وسألت عن ثمن النسخة من آخر طبعة للمسرحية فوجدت ان ثمن المجلد الفارغ ثلاثة اضعاف ثمن المسرحية الحقيقية .
وما زاد الطين بلة ان احد الباعة اخبرني بأن هناك مجلدات البريتانيكا او الموسوعة البريطانية وهي من جلد مزخرف وتردد في استيرادها بسبب ارتفاع ثمنها لأنه اكثر من ضعف ثمن الموسوعة الحية !
وقد لا تكون مبتكرات التجهيل هي آخر ما تفتق عنه ذهن فقهاء السوق، لهذا نحن بانتظار وصول علب وزجاجات دواء انيقة ومن الكريستال تحمل اسماء الادوية لكنها فارغة واخيرا قد نفاجأ ببشر لهم اسماء فقط وحين نفتش عنهم لا نرى غير اشباح متشابهة !!
الدستور
  • عناوين
  • لب
  • اسماء
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/29 الساعة 00:31