ماذا أتوقع من القمة؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/29 الساعة 00:13
حلمي الأسمر

-1-

ماذا تتوقع من القمة؟ أو ماذا يتوقع الشعب العربي من القمة؟ هذا السؤال ظل مطروحا طيلة ايام الاستعدادات للقمة العربية التي تنطلق اليوم في البحر الميت، وهو سؤال كما يبدو مفروض على وسائل الإعلام، التي عليها أن تملأ نشراتها الإخبارية بالتغطيات الإعلامية، لأن ثمة حدثا مهما يحصل على مستوى الوطن العربي، ويحضره عدد لا بأس به من قادة وزعماء البلاد العربية..

-2-

حين سئلت هذا السؤال من قبل إحدى الفضائيات، كان بودي أن أقول بسرعة: لا شيء، ولكن في الحقيقة أنا اريد الكثير من قمة أولياء الأمر الذين يقودون سفينة العرب، أريد منهم أن أشعر بالأمن، العدالة، والحرية، والرخاء، أو بالأحرى الكفاية والشبع على الأقل، أريد منهم أن اشعر بالاعتزاز لانتمائي لهذه الأمة، ولكونهم أيضا قادتها، وهذا الشعور له استحقاق كبير جدا، وله ثمن باهظ، وأنا اعلم، وغيري كثيرون، أن الظروف الحالية التي يعيشها العرب حكاما ومحكومين، ليست سهلة، وقد لا تتيح لنا كأمة أن نتمتع بهذا الشعور.

-3-

ماذا تتوقع، أو ماذا تريد من القمة؟ من السهل أن أرد بجمل كثيرة، كلها مطالب، وحاجات وأماني، ومن السهل أيضا أن أحمل القادة والزعماء المسؤولية الكاملة عما نعانيه من ترد قومي، وسوء اقتصادي، واختراقا أمنية، واستيلاد وحوش بشرية تقتل بلا هوادة من أبناء جلدتها، أكثر بكثير وبأضعاف مضاعفة ما تقتله من «أعداء» هذا إذا قتلت أحدا من الأعداء أصلا، نعم يسهل على مواطن عادي مثلي أن يثول «الحق عليهم» هؤلاء الزعماء، أصحاب القرار، والحل والعقد، لكن الحقيقة هي غير هذا تماما، فالمسؤولية موزعة على الجميع، فالزعيم هو واحد في النهاية، ويعينه ويشاركه في اتخاذ القرار والحُكم أيضا أفرد آخرون من أبناء الشعب، حتى وإن حملوا ألقابا ورتبا مختلفة، فهم في النهاية مواطنون، من أقاربنا وأهلنا وأحبابنا، وهم يشاركون في الحكم، ولهم وزنهم في عملية اتخاذ القرارن فلم نحمل القادة وحدهم وزر ما وصلنا إليه..؟

-4-

وثمة مسألة اخرى، ربما أكثر أهمية، ينساها أولئك الذين ملأوا وسائل التواصل الاجتماعي بالنقد المرير للقمة، وهي، الم تسأل نفسك يا «محترم» أنت أيضا، ماذا فعلت لإنقاذ نفسك وأمتك من الدرك الذي تعيشه؟ أهي مسؤولية الحاكم فقط؟ ألست جزءا من صنع القرار، سواء كنت مشاركا فيه بالفعل، أو ساكتا وراضيا وقانعا بما هو موجود؟

-5-

ماذا أريد من القمة؟ نعود إلى السؤال، وهو غير ماذا تتوقع، أريد شخصيا شيئا واحدا فقط، لا تخلطوا بين المقاومة المشروعة (التي كفلتها كل الشرائع الدولية) والإرهاب، إن كانت الظروف المحيطة لا تسمح بإعلان الجهاد لتحرير الأرض والعرض، فلا تقفوا حجر عثرة في وجه من يريد أن يموت بكبرياء وشرف، لكم أن تتخذوا من قرارات، لكن دعوا لنا هذه المساحة بنقائها وعفتها وطهرها، وحتى لو لم تفعلوا، فأنا على يقين أن قرار الموت والحياة هو بيد الخالق عز وجل، وليس لمخلوق كائنا من كان، أن يحرم طالب شهادة من نيلها!
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/29 الساعة 00:13