يسقط النظام الأبوي..! من يريد أن يخلعنا منا ويُلبسنا ثيابا ليست ثيابنا؟

مدار الساعة – لقمان إسكندر - "يسقط النظام الأبوي".. ندرك أن ما يقصدنه ليس الأب وحده، بل النظام الاجتماعي الذي بُني عليه المجتمع بأسره. هل تعاني الأردنيات من تشريعات ضدهن؟ لا . التشريعات والقوانين الاردنية تؤكد أنهن يحظين بالمساواة والعدالة. أمس تظاهر نسوة ومعهن بعضهم، رافعين يافطة "فليسقط النظام الأبوي". فهل المنطقة الاجتماعية التي يريد هؤلاء فكفكتها هي الأسرة؟ الاسرة التي يقودها الاب وتمنحها الأم نكهتها الخاص. ألم يقل أجدادنا سابقا: "الأب جنة والام بنّى". لاحظوا كيف اعتنى أجدادنا باعتبار الأم "المرأة" هي البنى، رغم أن القيادة الاقتصادية ليست لها بل للرجل. لكن هذا ما اختبره القوم، وعايشوه. لكن بعضهم أو بعضهن لا فرق رحن يشرحن ما الذي يعنينه بذلك.. قلن: إن ما يعنيه ذلك "أن يمتلك الرجال السلطات الأساسية في المجتمع، من ضمنها السلطات السياسية والأخلاقية والقانونية، ما ينتج عنه إمتيازات وسيط كلية للرجل". كلام لا معنى له ويدحضه الواقع.. من قال إن الرجل وحده يمتلك السلطة الاخلاقية؟ ومن قال إن الاردنيين دون الاردنيات يمتلكوا السلطة القانونية. في الاردن قاضيات وفي الاردن وزيرات وفي الاردن نائبات وفي الاردن مهندسات وطبيبات .. وما تعاني منه المرأة من ظلم لا يقع عليها وحدها. أما القصص المؤلمة التي ضخّها الاعلام فجأة في عقولنا ما هي الا شطر الحكاية، أما الشطر الاخر ، فإن هناك رجال ايضا يتعرضون للعنف من الرجل ومن النساء. القاتل لا يقتل لانها امرأة، بل لأنه قَدِرَ عليها، والقاتل لا يقتل لان الضحية رجل، بل لأنه قَدِرَ عليه.. إنه في الحالتين مجرم، لم يقتل أو يعذب تحت عنوان جندري. من يريد أن يخلعنا منا ويُلبسنا ثيابا ليست ثيابنا، حتى نخلعها كلها. سكتنا عليهم في الأولى، وهم يخلعون؛ يخلعوننا منا، فصاروا يسعون إلى إجبار المجتمع ليخلع كما خلعوا. هذا أساس الحكاية.