حكومة ائتلاف أم انتخابات إسرائيلية مبكرة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/16 الساعة 00:50
فشل نتنياهو في جمع الأغلبية البرلمانية لتشكيل حكومة، فقام الرئيس الاسرائيلي بتكليف زعيم حزب أزرق أبيض بتشكيل الحكومة. التقارير تشير أن غانتس يواجه صعوبة مردها تعنت ليبرمان أن يكون جزءاً من أي حكومة مع القائمة العربية الموحدة أو مدعومة منها، فيما يدعم تشكيل حكومة ائتلافية تضمه مع حزب أزرق أبيض وحزب الليكود. هذا هو الخيار الأقرب للحدوث الآن، بديله انتخابات كنيست ثالثة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الاسرائيلية يفضلها نتنياهو حتى يبقى في الحكم مدة أطول. الارجح أن أي حكومة ائتلافية ستبدأ بزعيم الحزب الاكبر غانتس رئيساً للوزراء، ليتناوب بعده على الرئاسة نتنياهو أو زعيم ثاني أكبر حزب في إسرائيل الحكومات الائتلافية عموماً ضعيفة وهشة آيلة للسقوط في أية لحظة، خاصة إذا ما أقدمت على اتخاذ قرارات لأحزاب الائتلاف مواقف حادة منها. فمثلا إذا ما أقدم رئيس الوزراء غانتس على انسحاب جزئي من الضفة، ستقوم أحزاب الائتلاف بإسقاط الحكومة، والعكس صحيح في حال أن تولى زعيم الليكود رئاسة الوزراء كثاني أكبر حزب في الكنيست وقام بضم أجزاء جديدة من الضفة. لذلك، ستكون أية حكومة ائتلافية أقرب لكونها حكومة تسيير أعمال وتمرير الوقت تبتعد عن أية قرارات مفصلية قد تؤدي لسقوطها. حزب أزرق أبيض صاحب مصلحة في هكذا حكومة حتى لو كانت لتمرير الوقت فقط، لأن ذلك هو البديل لانتخابات مبكرة يريدها نتنياهو، ولأنه سيعطي فرصة أكبر لحزب الليكود لتبديل زعيمه نتنياهو الذي أخفق في إنجاح الحزب بتشكيل حكومة عادية غير ائتلافية، أو بسبب قضايا الفساد التي ما تزال حاضرة فوق رقبة نتنياهو بسبب درجة التعقيد الكبيرة التي انتهت إليها مشاورات تشكيل الحكومة الاسرائيلية، يتوقع أن يزداد تأثير النخب اليهودية الدولية خاصة في الولايات المتحدة على المشهد السياسي الاسرائيلي. في آخر تطور ملفت على هذا الامر، أرسل زعماء منظمات يهودية أميركية رسالة لقادة الاحزاب الاسرائيلية فحواها أن مواقف الادارة الاميركية الحالية لن تكون مستمرة الى ما بعدها، سيما سكوت الادارة على إعلان نتنياهو ضم أراضي في الغور والضفة. زعماء المنظمات اليهودية لا يريدون التدخل بالشؤون الحزبية الاسرائيلية بشكل مكثف وعلني، ولكن غالبيتهم (على عكس قيادات المنظمات اليمينية الانجيلية في أميركا التي تتبنى مقاربة دينية جدلية حول وجود إسرائيل ومبررات دعمها) تدرك أن هذا التوجه الاسرائيلي والدعم الاميركي له في غاية الخطورة على إسرائيل ووجودها. لهذه القيادات أثر على المشهد السياسي الاسرائيلي سواء لجهة تشكيل حكومة ائتلاف أو الذهاب لانتخابات مبكرة، وفي كلتا الحالتين فهي ترى بوضوح خطورة توجهات نتنياهو أيا كان الحال الذي ستنتهي له تفاعلات المشهد الاسرائيلي، فإن كافة الجهات المعنية والمتأثرة بهذه الانتخابات، بما في ذلك حزب الليكود، أصبحت ذا مصلحة بمغادرة نتنياهو الذي انتهى ليكون عبئا على حزبه، وعلاقات بلده مع أميركا، ومع محيطها من الدول الشرق أوسطية. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/16 الساعة 00:50