علي.. الحاضر فينا دوماً
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/05 الساعة 00:39
- احمد الحسبان
لا ادري من اين ابدأ ... وأين اتوقف ؟ .. هل ابدأ من دموع ابني محمد في غربته ... وهو يؤشر على النبأ المفجع بوفاة ابن العم الغالي .. الرجل الشهم .. صاحب النخوة والخصال الحميدة المهندس علي إبراهيم عكاشة الحسبان .
ام ابدأ من اجهاش اخي إبراهيم " أبو بشار" بالبكاء وهو يصارع الزحام بسيارته على طريق أوتوستراد الزرقاء قاصدا المفرق للوقوف بجانب أبناء العمومة والد واعمام واشقاء الفقيد؟
ام من اللحظة التي سمعت بها الخبر وانا في مستشفى ابن الهيثم عندما تلقيت اتصالا من ابن اختي خالد الحسن" أبو فادي" الذي هزته الفاجعة وبدا وكانه غير مصدق وينتظر مني تأكيد او نفي المعلومة التي كانت وردته للتو.
ام من مئات بوستات النعي التي توالت على صفحات التواصل الاجتماعي من أصدقاء واقارب الفقيد والتي تعلن النبأ .. وتبدي الاسى على وفاته .
سابدأ من كل هذه المحطات ..واتحدث ـ بداية ـ عن التسليم بقضاء الله وقدره .. يساعدني في ذلك ان ابن العم والد الفقيد من المؤمنين بالله، المسلمين بقضائه، الصابرين العابدين الشاكرين. والذين لم يسجل انهم غلبوا حزنهم او عاطفتهم على قضاء الله. وهذه نعمة من الله تعالى يهبها لمن يشاء من عباده. وان الفقيد المرحوم علي كان من الصابرين الذين صارعوا اصعب الامراض وتعايشوا معها مؤمنين بان الله يجزي الصابرين.
واتحدث أيضا عن الألم الشديد لفقدان ابن العم الغالي صاحب الخصال الحميدة .. صاحب النخوة والشهامة الجرئ في قول كلمة الحق. ... الرجل صاحب التاريخ الذي يشهد به كل من عرفه . فأروقة الجامعة الهاشمية .. تشهد له بانه كان نصيرا للمظلومين. متطوعا بوقته وجهده وماله من اجل مساعدة من يحتاج لاي مساعدة.
المهندس علي الذي نودعه اليوم يصفه من عرفه ومن تعامل معه بانه كان اخا للجميع ... تحت مظلة الوطن .. وكان ابعد ما يكون عن الشخصنة .. يرفض تجيير أي شيء لمصلحته الشخصية .. مع انه كان يمكنه ان يفعل ذلك، ويمكنه تحقيق الكثير لنفسه ولاسرته. يساعده في ذلك اتساع دائرة علاقاته، واحترام الجميع له ولطروحاته وفكره.
كان ينحاز الى الطلبة وصغار الموظفين، وكان يجازف بموقعه وبعلاقته مع كبار اداريي الجامعة دفاعا عن كل صاحب حق. كان يدرك ان من جاء من اقصى جنوب الوطن او من اقصى شرقه او شماله، طالبا للعلم بحاجة الى من يأخذ بيده .. ولم يكن يبخل على احد بأكثر مما يستطيع .
سابدأ من حيث وطنية المهندس علي .. التي لم تكن محل مساومة .. فالوطن عنده لا يقبل القسمة ابدا ... حيث كان يخضع كل المواقف الى المعايير الوطنية . يقبل ما يتفق معها .. ويرفض ما يتقاطع مع أي من ثوابتها.
الكثير الكثير يمكن ان يقال في الفقيد الكبير ... فقيد الوطن المهندس علي ... لكنني اتوقف ـ كما اسلفت ـ تسليما بقضاء الله وقدره ... وايمانا بانه سيبقى حاضرا فينا ... وفي نفوس الكثيرين ممن يعرفونه ... وممن تعاملوا معه ... وممن قدم لهم المساعدة .
اليك يا علي ... ستبقى مواقفك الوطنية ... النظيفة .. الجريئة .. الطيبة .. يتردد صداها في كل مكان .... وستبقى التربة التي تضمك محل احترام وتقدير من الاف المحبين الداعين لك بالرحمة والمغفرة ...
واليكم يا ابناء العمومة ...أبا علي.. وام علي ... واشقاء علي.. واعمام علي ... وأبناء عمومة علي ... اقول لكم جميعا ... " للفقيد علي الرحمة والمغفرة .. ولكم طيب الذكرى" .. مع دعائي الى الله العلي القدير ان يمن عليكم بالصبر .. وان يجزيكم خير الجزاء .
انا لله وانا اليه راجعون - المصدر: الموقف
مدار الساعة ـ نشر في 2016/12/05 الساعة 00:39