إسرائيل والقمم العربية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 12:04
خلال الاجتماعات التحضرية للقمة العربية الـ28 المزمع عقدها في الاردن الاربعاء، استوقفني واضحكني كثيرا سؤال في المؤتمر الصحفي لوزير الاعلام الاردني محمد المومني لاحد الصحفيين ما اذا كانت اسرائيل قد تلقت دعوة لحضور القمة، ام لا، وكان الرد بالنفي طبعا.
قد تكون الاجواء المنفتحة ب360 درجة تجاه اسرائيل التي تسود العالم العربي هذه الايام، بفعل فزاعة النووي الايراني،والمد الفارسي الشيعي، والارهاب الداعشي، هي التي دفعت بالصحافي لتوجيه سؤاله، لكن لو كان صحفيا فطينا،عميق القراءة، لاستغنى اصلا عن سؤاله، اذا كان مدركا تماما ان اسرائيل لا تحتاج دعوة لحضور القمم العربية، فهي حاضرة بادواتها، وعملائها وذراعها الاستخبارية الرئيسية "الوحدة 8200" او كما يطلق عليها رسميا في شعبة الاستخبارات "امان" في الجيش الاسرائيلي التابعة لها "وحدة جمع المعلومات المركزية" او "سيغينت" .
الوحدة 8200 ( وتقرأ عبريا وعسكريا في اسرائيل الوحدة ثمانية مائتين) انشئت في العام 1948، وتغيير اسمها عدة مرات، وتعتمد في عملها الاستخباري على مجالات الرصد والتصنت والتصوير والتشويش،وهي المسؤولة اليوم عن التجسس الإلكتروني عن طريق جمع إشارة (SIGINT) وفك الشفرة، وعن قيادة الحرب الإلكترونية"السايبر" في جيش الاحتلال .
وتعبتر الوحدة 8200 من اهم الوحدات الاستخبارية، واكبرها بحسب الجنرال اوري ساغي، الرئيس السابق لجهاز "امان" (1991 – 1995 ) والذي اعترف بوجود هذه الوحدة، باهدفها التي تكمن بالمساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية، في الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية "امان"، ووحدة "تسومت" لتشغيل العملاء في الموساد.
الصحفي النيوزلندي "نيك هاغر" المتخصص في مجال العلوم والتنكنولوجيا والتنصت الإلكتروني كشف في تحقيق نشره في أيلول 2010 في صحيفة " ليموند دبلوماتيكا " النقاب عن أهم وأكبر قاعدة تجسس إسرائيلية مقامة في منطقة النقب، وتتبع للوحدة 8200، وهذه القاعدة تضم 30 برجا هوائيا وصحونا لاقطة من أنواع واحجام مختلفه مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية واختراق العناوين الإلكترونية التابعة لحكومات اجنبية ومنظمات دولية وشركات اجنبية وجهات سياسية إضافة إلى المسؤولين والافراد.
وبحسب المحتوى العبري على الانترنت فان الوحدة 8200 يتولى قيادتها جنرال برتبة عقيد، يمنع نشر اسمه، وتقع قيادتها ومركزها التقني في منطقة "معسكرات جليلوت" في منطقة رمات هالشارون وسط اسرائيل،حيث توجد مدرسة الاستخبارات، والكليات العسكرية، وتمتلك الوحدة قاعدة رئيسية ذات برج كبير في جبل الشيخ في الشمال، بالاضافة الى قاعدة النقب الجنوبية بالقرب من كيبوتس اوريم، والتي كشف النقاب عنها الصحفي النيوزلندي.
عودة للقمم العربية والحضور الاسرائيلي،ففي مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في اكتوبر 2016 كشف الجنرال شلومو غازيت، الرئيس السابق لشعبة "امان" (1974 – 1978 ) النقاب رصد شعبته لخلافات داخل اروقة القمة العربية التي عقدت في المغرب عام 1965 ،وقادت لمشادة كلامية وقعت بين الراحلين الملك حسين، ملك الاردن، والرئيس المصري جمال عبدالناصر، ولم يتسن رصد ذلك اسرائيليا لولا جهود الوحدة 8200 مع جهاز الموساد .
اليوم ومع التطور التكنولوجي،تستفيد تل ابيب من منتجات معهد "التخنيون" في حيفا في عالم التصنت والرصد، والتجسس، وينصب التركيزعلى استغلال التكنولوجيا متناهية الصغر "النانوتيكنولوجي" في هذا المجال،فقد نشر الاعلام العبري اكثر من مرة عن العديد من الادوات التجسسية مثل "الذبابة الالكترونية" والانواع المختلفة من الطائرات المسيرة، ولا ننسى اجيال اقمار التجسس الاسرائيلية من نوع "عاموس" التي تمسح المنطقة ليلا نهارا، بالاضافة الى فيروس "بيغاسوس" الذي كشف النقاب عنه العام الماضي، والذي طورته شركة اسرائيلية لاختراق الايفون والاجهزة النقالة، وسبق لمخابرات احدى دول الخليج ان استخدمته .
كل هذه الادوات والامكانيات التي تمتلكها الدولة العبرية، وتعمل على تطويرها ،وتحتل مكان الريادة عالميا فيها ،كفيلة طبعا ان تكون تل ابيب حاضرة ضمنيا في قمم العربية، وهي لا تنتظر دعوة من احد، واذا تطورت الهرولة العربية تجاه اسرائيل الى جري سريع، لربما ياتي يوم تعقد فيه احدى هذه القمم في تل ابيب، من يعرف ؟؟
*خبير أردني بالشؤون الاسرائيلية
قد تكون الاجواء المنفتحة ب360 درجة تجاه اسرائيل التي تسود العالم العربي هذه الايام، بفعل فزاعة النووي الايراني،والمد الفارسي الشيعي، والارهاب الداعشي، هي التي دفعت بالصحافي لتوجيه سؤاله، لكن لو كان صحفيا فطينا،عميق القراءة، لاستغنى اصلا عن سؤاله، اذا كان مدركا تماما ان اسرائيل لا تحتاج دعوة لحضور القمم العربية، فهي حاضرة بادواتها، وعملائها وذراعها الاستخبارية الرئيسية "الوحدة 8200" او كما يطلق عليها رسميا في شعبة الاستخبارات "امان" في الجيش الاسرائيلي التابعة لها "وحدة جمع المعلومات المركزية" او "سيغينت" .
الوحدة 8200 ( وتقرأ عبريا وعسكريا في اسرائيل الوحدة ثمانية مائتين) انشئت في العام 1948، وتغيير اسمها عدة مرات، وتعتمد في عملها الاستخباري على مجالات الرصد والتصنت والتصوير والتشويش،وهي المسؤولة اليوم عن التجسس الإلكتروني عن طريق جمع إشارة (SIGINT) وفك الشفرة، وعن قيادة الحرب الإلكترونية"السايبر" في جيش الاحتلال .
وتعبتر الوحدة 8200 من اهم الوحدات الاستخبارية، واكبرها بحسب الجنرال اوري ساغي، الرئيس السابق لجهاز "امان" (1991 – 1995 ) والذي اعترف بوجود هذه الوحدة، باهدفها التي تكمن بالمساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية، في الوحدة 504 في الاستخبارات العسكرية "امان"، ووحدة "تسومت" لتشغيل العملاء في الموساد.
الصحفي النيوزلندي "نيك هاغر" المتخصص في مجال العلوم والتنكنولوجيا والتنصت الإلكتروني كشف في تحقيق نشره في أيلول 2010 في صحيفة " ليموند دبلوماتيكا " النقاب عن أهم وأكبر قاعدة تجسس إسرائيلية مقامة في منطقة النقب، وتتبع للوحدة 8200، وهذه القاعدة تضم 30 برجا هوائيا وصحونا لاقطة من أنواع واحجام مختلفه مهمتها التنصت على المكالمات الهاتفية واختراق العناوين الإلكترونية التابعة لحكومات اجنبية ومنظمات دولية وشركات اجنبية وجهات سياسية إضافة إلى المسؤولين والافراد.
وبحسب المحتوى العبري على الانترنت فان الوحدة 8200 يتولى قيادتها جنرال برتبة عقيد، يمنع نشر اسمه، وتقع قيادتها ومركزها التقني في منطقة "معسكرات جليلوت" في منطقة رمات هالشارون وسط اسرائيل،حيث توجد مدرسة الاستخبارات، والكليات العسكرية، وتمتلك الوحدة قاعدة رئيسية ذات برج كبير في جبل الشيخ في الشمال، بالاضافة الى قاعدة النقب الجنوبية بالقرب من كيبوتس اوريم، والتي كشف النقاب عنها الصحفي النيوزلندي.
عودة للقمم العربية والحضور الاسرائيلي،ففي مقابلة مع صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في اكتوبر 2016 كشف الجنرال شلومو غازيت، الرئيس السابق لشعبة "امان" (1974 – 1978 ) النقاب رصد شعبته لخلافات داخل اروقة القمة العربية التي عقدت في المغرب عام 1965 ،وقادت لمشادة كلامية وقعت بين الراحلين الملك حسين، ملك الاردن، والرئيس المصري جمال عبدالناصر، ولم يتسن رصد ذلك اسرائيليا لولا جهود الوحدة 8200 مع جهاز الموساد .
اليوم ومع التطور التكنولوجي،تستفيد تل ابيب من منتجات معهد "التخنيون" في حيفا في عالم التصنت والرصد، والتجسس، وينصب التركيزعلى استغلال التكنولوجيا متناهية الصغر "النانوتيكنولوجي" في هذا المجال،فقد نشر الاعلام العبري اكثر من مرة عن العديد من الادوات التجسسية مثل "الذبابة الالكترونية" والانواع المختلفة من الطائرات المسيرة، ولا ننسى اجيال اقمار التجسس الاسرائيلية من نوع "عاموس" التي تمسح المنطقة ليلا نهارا، بالاضافة الى فيروس "بيغاسوس" الذي كشف النقاب عنه العام الماضي، والذي طورته شركة اسرائيلية لاختراق الايفون والاجهزة النقالة، وسبق لمخابرات احدى دول الخليج ان استخدمته .
كل هذه الادوات والامكانيات التي تمتلكها الدولة العبرية، وتعمل على تطويرها ،وتحتل مكان الريادة عالميا فيها ،كفيلة طبعا ان تكون تل ابيب حاضرة ضمنيا في قمم العربية، وهي لا تنتظر دعوة من احد، واذا تطورت الهرولة العربية تجاه اسرائيل الى جري سريع، لربما ياتي يوم تعقد فيه احدى هذه القمم في تل ابيب، من يعرف ؟؟
*خبير أردني بالشؤون الاسرائيلية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 12:04