الباقورة.. مناسك هاشمية ومراسم عسكرية!!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/13 الساعة 00:22
بقلم: د. خلف الطاهات/ عميد كلية الإعلام باليرموك يعيش الأردن هذه الأوقات أياما مجيدة وخالدة وفرحا غامرا حينما صدح جلالة الملك من مجلس النواب قراره التاريخي بإنهاء العمل بملحقي أراضي الباقورة والغمر بعد سنوات طويلة تحت السيطرة الإسرائيلية، في خطوة لا تقل أهمية بوزنها التاريخي والاستراتيجي عن قرار الراحل الحسين بتعريب قيادة الجيش الأردني!! ظل الأردن طيلة السنوات الماضية تحت قصف المشككين والمزايدين على مواقفه من جملة قضايا داخلية وإقليمية، حتى جاءت لحظة الحسم الملكي لتٌصمت المتاجرين بمواقف الدولة الأردنية وأصحاب البطولات الوهمية الاستعراضية عبر السوشيال ميديا وجامعي اللايكات على حساب الطعن بمواقف الأردن التاريخية والثابتة والراسخة من فلسطين وأيضا سيادة الأردن على ترابه. فكانت مواقف الملك كالصاعقة تنزل على رؤوسهم، وكان مشهد سجود جلالته على تراب الباقورة في أول يوم استردادها هو دفن ونعي للمزايدين على الأردن وقيادته في ممارسة كل ما يقتضي للحفاظ على مصالح الدولة الأردنية العليا. ففي الباقورة أقيمت مناسك هاشمية رفيعة ومراسم عسكرية مهيبة، خــرّ جلالة الملك ساجدا وشاكرا رب العزة، مُطهرا بجبينه الناصع ذرّات تراب الباقورة بعد سنوات طويلة من سيطرة الإسرائيليين عليها، فبسجود عبد الله هناك وإقامة الصلاة على أرضها ومحاطا بأشاوس الجيش العربي إنما دشّن جلالته قِبلَةً جديدة للأردنيين في العشق والوفاء لاحتضان جزء غالي ظل لوقت بعيدا عن الوطن، ويُعبد جلالته بذلك طريقا من البطولة والفخر، طريقا رواه من وضوءه الطاهر، من قطرات نهري اليرموك والأردن، فاكتملت المناسك وضوءا وصلاة ورفعت الرايات وانتصبت القامات ونامت الباقورة ومعها الغمر بحماية الجيش بهوية أردنية غير قابل للتفاوض او التنازل!! نعم استخف البعض بمنجزات الأردن وقلل من شان هذا الحدث التاريخي ونظر اليه البعض بامتعاض من ثقب ابره، وتثاقل هذا البعض المكيود من ان يعتبر ما حصل فرحة مستحقة للأردنيين، وقفز البعض بتعمد عن قراءة مواقف الأردن التاريخية الصادقة الراسخة من عروبة فلسطين وتضحيات الجيش العربي على أسوار القدس ولاءات جلالته من التوطين وصفقة القرن، وظنوا في لحظة وَهم ان الأردن دولة من كرتون لا حول لها ولا قوة وأنها ستركع مع الضغوطات الخارجية عليها وانها ستستأذن أطرافا هنا وهناك لتقرر مستقبل شعبها وممارسة سيادتها على أراضيها، فجاء الحسم الملكي مزلزلا قاطعا الطريق على كل التخرصات والتأويلات وينهي حلقات من التطاول على مواقف الأردن ويفضح أجندة أصحاب الحسابات الوهمية الزائفة!! من أقصى الشمال، هناك من الباقورة، نُسِجت قصص المجد والبطولة، أدواتها الحنكة والدبلوماسية، وعمادها الثقة والمثابرة، ونتيجتها الفرحة الغامرة العامرة المستحقة!! تقبل الله طاعاتكم سيدي وسلم جبينك الطاهر!!
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/13 الساعة 00:22