سلطان الخلايلة يكتب عن رحيل والده

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/12 الساعة 12:18
الى أبو أنور رحمه الله عليه.. بقلم ابنه سلطان عبد الكريم الخلايلة هدمنا بيت العزاء ليلة أمس ولكنك ستبقى عامود الزمان والمكان، وستبقى سيرتك هي خيمة العز التي نستظل بها وسيبقى اسمك حروف الكرامة والخلق والمروءة كيف وأنا ولد عبد الكريم الخليف فهكذا كنت أعرف وأكنى عند كل أبناء جيلك الطيبين من الكبار من عرفوك بكريم الشيم وعرفتهم بعظيم الإخلاص جيران واصدقاء ومحبين. أتدري يا أبي.. برغم ألم المرض والحزن بألم إلا أنك ، حياتك كانت كلها لنا عظات فقد علمنا حب الناس لك كيف يعيش الإنسان على هذه الأرض وشيم الإيثار ومحبة الناس والسمعة الطيبة له رصيد كنت أقرأ عبارات محبيك ودعواتهم لك بالشفاء وزيارتهم إليك وعيونهم صادقة بالتعبير لك فأدركت كيف صاحب السيرة الطيبة يجمع ولا يفرق ويمسي وحياته كلها مرتبطة للناس ومعهم يجعل من حياته بركات وعطاء يا أبي.. رأيت دموع محبيك وسمعت منهم دعاء صادقا لك بالشفاء لأننا اعتدنا ان نراك قويا كجبل يروي سيرة جزلة من القوة والطيبة وتعابير الحنية على الصغير والعطاء للكبير، وإصلاح ذات البين وودعناك نحن أبناءك وجمع من محبيك يحيط بنا كانت اقدامنا تتسارع وأكثر منها قلوبنا تناجي الله أن يغفر لك ويرحمك مستذكرين كريم مواقفك وكريم خلقك وكريم سعيك لكل خير كنت تلم خيوط الخير وتغزل منها الحب أينما حللت.. ابي العزيز.. ستفتقدك كل الاماكن وكل المواقف سيفتقدك منزل بنيته بالحب والسهر على راحتنا سيفتقدك حوش الدار الذي كان عامرا بصوتك ونداءك علينا وعلى الأحفاد، ومجالسك التي جمعت المحبين والاصدقاء وحكايات وعبر لطالما رويتها على مسامعنا في كل مفردة منها حكمة ولكل موقف فيها كان لك الخير غاية ستفتقدك الأرض وستناجي أغصان الزيتون التي تكللها يداك بركة الله بالتسبيح والدعاء لك. ابي العزيز ... أصعب ما على الحبيب ان يرثي حبيبه ويصف حزنه فهذا ما لا يمكن ان تصفه وتكتب عنه ولكن هو القضاء وهو قدر علمتنا ان نرضى به اودعك اليوم واتذكر نظرات الفخر التي كانت بعيونك كلما هممت عائدا للبيت أحدثك بتفاصيل يومي وبما أنجز وبما هو قادم فكنت حافزا عظيما دوما لي، تمنحني الأمل ان اواصل واكون بمكان يليق بمنزلة ابنك الذي تعلم منك الكثير كنت لنا المدرسة وكنت لنا محبرة نتعلم من سطور حياتها وكنت لنا كل شيء.. ابي العزيز.. لا أملك لك اليوم سوى الدعاء، وانت تلتحق بأمي رفيقة دربك، وكم كانت لنا عظات في حياتك واليوم لنا عظات في رحيلك وعظيم مواقف لك نسمعها كنت فيها تؤدي الخير وتكتمه واليوم نسمع به. يا خير العالمين كلهم، رحمك الله، ونحن اليوم نعاهدك على ما اوصيتنا به بصون كل مفردة وكلمة طيبة وموقف خير سعيت به ولأجله، وستبقى الايام شاهدة على الوفاء لتعبك وسمعتك رحمك الله يا ابو أنور وستبقى عامرة بذكراك يا احسن الناس
  • الطيبة
  • منح
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/12 الساعة 12:18