سكان منطقة البحر الميت يتمنون استضافة القمة سنويا.. لماذا؟

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 10:24

مدار الساعة- الاكثر سعادة باستضافة القمة العربية بمنطقة البحر الميت هم سكان المنطقة الغورية، التي شهدت شوارعها وطرقها وجنباتها حملة إعادة تأهيل وصيانة وتزيين لم تشهد مثلها من قبل، لاستقبال ضيوف الأردن الكبار في قمتهم الثامنة والعشرين التي تعقد غدا.

بأبهى حلة فتحت منطقة البحر الميت ذراعيها لاستقبال الوفود العربية المشاركة في قمة عمان، التي تقام في مركز الحسين للمؤتمرات على شاطئ البحر الميت. فيما شهدت المنطقة والطرق الرئيسية المؤدية لها على مدى أسابيع حملات نظافة وإعادة تأهيل وتعبيد وتزيين للأطراف والجنبات، وعمليات رش واسعة للتغلب على مشكلة انتشار الذباب في أخفض بقعة على وجه البسيطة. 

فيما باتت المنطقة التي تمتاز بأجوائها المعتدلة شتاء وربيعا محط اهتمام مئات الإعلاميين ووسائل إعلامهم عبر العالم خلال الاسبوع الحالي، مع انطلاق التحضيرات والاجتماعات للقمة العربية، ما يثير الحبور لدى سكان المنطقة، التي تعد بصورة عامة إحدى المناطق الفقيرة وتشكو عادة نقص الخدمات. 

"أتمنى أن تعقد القمة سنويا في منطقة البحر الميت لنحظى بهذا الاهتمام الرسمي" تعليق نشره أحد سكان المنطقة على مواقع التواصل، فيما لم تغب روح الفكاهة عن آخرين، بقولهم: "نتمنى عقد القمة العربية المقبلة في العقبة عل الحكومة تصلح الطريق الصحراوي".

وهذه هي المرة الأولى، التي تستضيف فيها منطقة البحر الميت مؤتمرا للقمة العربية، فيما كانت المنطقة شاهدا على انعقاد المؤتمر الاقتصادي العالمي لأكثر من مرة.

وكانت الجهات المعنية قد أنهت تحضيراتها لاستقبال الضيوف والزائرين العرب والاجانب، اذ جرى تأهيل الجزر الوسطية وتقليم الاشجار على جانبي طريق البحر الميت، وأعمال صيانة ودهان الأطاريف، اضافة الى زراعة الاشجار والورود للخروج بالمنطقة بأبهى حلة، فضلا عن تنفيذ حملات رش واسعة لمكافحة الذباب.

وازدان الشارع الرئيس المؤدي الى منطقة الفنادق باليافطات الترحيبية وأعلام الدول العربية وعلم القمة العربية، في الوقت الذي تتابع فيه الأجهزة المعنية اعمال النظافة على مدار الساعة للمحافظة على المظهر الجمالي للمنطقة.

وبين متصرف لواء الشونة الجنوبية الدكتور باسم المبيضين ان اللجان المكلفة تتابع عملها على مدار الاربع وعشرين ساعة لادامة نظافة المنطقة، لافتا الى ان الجهود تنصب على ديمومة الحفاظ على جمالية المنطقة التي تعتبر قبلة للسياحة العالمية بشكل مستمر.

مواطنون عبروا لـ"الغد" عن املهم بأن تولي الجهات الرسمية المنطقة الاهتمام الكافي على جميع الصعد الخدمية والتنموية على مدار العام، بما يخدم اهم الوجهات السياحية على مستوى العالم، مشددين على ضرورة ان لا تكون اعمال النظافة والتزيين فقط في فترة انعقاد مؤتمر أو استقبال ضيوف.

وقال المواطن محمد الجعارات ان ما كان يجرى في السابق عادة ما يكون على مبدأ "الفزعة" اذ لا توجد جهة مختصة تتولى رعاية المنطقة والحفاظ على نظافتها وجماليتها، لافتا إلى أن غالبية حملات النظافة كانت تنظم من قبل القطاع الخاص سواء الشركات أو مؤسسات المجتمع المدني.

وأكد احمد صالح على ضرورة ان يكون اهالي المنطقة جزءا من اي اعمال التنمية والتطوير، خاصة وانه جرى حرمانهم من مصدر دخلهم الرئيس من خلال عملية إزالة الاكشاك، معربا عن امله ان تكون القمة العربية البداية للنهوض بالمنطقة سياحيا وتنمويا.

إلى ذلك انهت جميع فنادق البحر الميت استعداداتها وتحضيراتها لاستقبال المشاركين بالمؤتمر، اذ جرى توفير كافة الخدمات اللوجستية اللازمة التي يحتاجها الضيوف. وأشار عاملون الى ان المؤتمر سيعيد المنطقة الى واجهة السياحة العالمية من جديد بعد ان تراجعت الحركة نتيجة الأحداث الدائرة في دول الجوار، لافتين الى ان انعقاد المؤتمر في منطقة البحر الميت والحضور الإعلامي الكبير سيدعم الجهود التي تبذل للترويج للمنطقة سياحيا وسيبعد شبح الخوف الذي كان السبب الرئيس لتراجع اعداد السياح.

وقال مدير شاطئ عمان السياحي علي العقلة ان عامل الامن يعد الركيزة الاولى للقطاع السياحي والاردن رغم ما يحيط به من احداث ما زال يتمتع بنعمة الامن والاستقرار. فيما قال محمد النواجي ويعمل في احد الفنادق بمطقة البحر الميت ان استضافة مثل هذا الحدث الكبير سيعطى صورة أوضح للعالم عن الوضع الامني في المنطقة، بما يعزز من ارتفاع عدد الزوار من جميع انحاء العالم، اضافة الى ان المؤتمر سيعزز من سياحة المؤتمرات والاعمال التي تعتبر من القطاعات الناهضة.

ويبلغ عدد الفنادق الموجودة في منطقة البحر الميت 9 فنادق منها 6 فنادق فئة الخمس نجوم وفندقين من فئة الاربع نجوم وفندق من فئة النجمتين في حين يبلغ عدد الغرف في فنادق البحر الميت 2250 غرفة وجناح مجهزة بكافة الخدمات لاستقبال السياح والزوار. 

وكانت متصرفية لواء الشونة الجنوبية بالتعاون مع امانة عمان ووزارة الاشغال والبلديات قد ازالت الشهر الماضي جميع المظاهر العشوائية، التي تسيء للمظهر الجمالي للمنطقة، اذ جرى إزالة ما يقرب من 185 كشكا و350 معرشا و853 خيمة عشوائية.

الغد

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 10:24