في الذكرى الثانية لرحيل «كامل القرعان»
مدار الساعة - أبي ..أنت من علمني مَعنى الحياه..أنت مَن أمسكت بيدي على دروبها ومشيت بي الى شاطىء الامان ..أجدك ابي معي في ضيقي وحاجتي..أجدك حولي في حزني وفي فرحي...أنت مُعلمي وحبيبي وصديقي ..نصحتني إذا أخطأت.. وصوبتني اذا تجاوزت ....وأخذت بيدي حين تعثرت....فسقيتني لما ضمئت..ومسحت على رأسي اذا مرضت . فمن اجد غيرك حبيبي ؟ فأنت خير قدوة لي لأسير على نهجك.
يصادف اليوم العام الثاني لذكرى رحيل والدي المرحوم بأذن الله تعالى الشيخ كامل سليمان القرعان والذي وفاته المنية صباح يوم السبت 28/3/2014 مؤمنا بقدر الله وقضائه مسلما حنيفا وما كان الا متعبدا خادما صبورا.
تألمنا لفراقك يا والدي ونفتقدك في كل لحظة، لن ابالغ؛ نسينا طعم الفرح والسعادة وغابت الابتسامة عن محيانا ببساطة لأنك كنت مصدرها ونبع نرتوي منه الحنان والابوة والعطف، نجد الضعف قد أصابنا لأنك رمز قوتنا وفخرنا؛ أبي لو كنت أملك أن أهديك قلبي لنزعته بلا تفكير وقدمته إليك ولو كنت أملك أن أهبك حياتي لن اتردد ولكن، لا أملك سوى الكلمات الكثيرة من صادق التعبيرات فلتكن هي هديتي لك وتخليدا لذكرى رجل قدم وضحى واثار على نفسه طلبا لمرضاة الله وخدمة لبني البشر.
ضحّى والدي بعمره من أجل الاهل والوطن، كان من أشجع وأحكم الأشخاص الذين عرفتهم وعاشرهم غيري بحياتي، أفتقدتك بكل معاني الحياة وغابت ضحكتك الغالية كثيراً عنا لم نعد نسمعها ولم تعد انت تكررها اسكتك الموت يا غالي وغيبك عنا وضمك القبر لتتلاشى صورتك البهية ايضا عن عيوننا ، يالله يالله ! انزل ابي منازل الانبياء والصديقين والشهداء واعف عنه وارحمه واغفر له انه ضيفك وانت يا عظيم خير من تكرم الضيف فاكرمه بعفوك ومغفرتك. يسألوني ما أجمل عطر لديك؟
قلت لهم رائحة أبي في ملابسي بعد ما أضمه، ويسألوني ما اجمل صوت عندك ؟ قلت لهم صوت ابي وهو عائد ينادي باعلي صوته يا اولاد مين موجود منكم يلاقيني. ويسألني من اغلى الرجال عندك؟ قلت لهم ابي.
فأنت خير قدوة لي أقتدي بك وأسير على نهجك، إن هذه السطور التي أدوّنها يا أبي قليل من كثير أحمله لك في قلبي الذي يحبك كثيراً.