العلاقات الأردنية - القطرية.. ومحاولات دس السم

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 00:20
اتسمت العلاقات الأردنية - القطرية تاريخياً بالأخوة والترابط والتعاون المشترك على كافة الأًصعدة، والعلاقة الأخوية بين آل ثاني والهاشميين هي علاقة متميزة من جيل إلى جيل، من الملك الحسين رحمه الله وحمد آل ثاني إلى عبدالله الثاني وتميم بن حمد آل ثاني، فأواصر المحبة والاحترام المتبادل قائمة في جوهر العلاقات بين البلدين، إذ إن ما يجمع البلدين أكثر مما يفرقهما، فالدين والتاريخ والمصير المشترك والأماني الواحدة والمصالح المشتركة والعادات والتقاليد هي روابط ومرتكزات هذه العلاقة بين الشعبين الشقيقين.

إن دولة قطر كما هي الأردن تنتهج منذ استقلالها انطلاقاً من التزامها التاريخي والقومي سياسة تستند على وحدة المصير والهدف للدول العربية وتسعى لتوثيق أواصر التعاون مع الدول الشقيقة في إطار من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وبما يخدم قضايا الأمن والاستقرار ويحقق الرخاء والرفاهية لجميع الدول والشعوب العربية. ودوماً سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني يستذكر العلاقات الطيبة جداً طوال سنوات عديدة وكما ذكر سابقاً أن الملك الحسين رحمه الله بمثابة والده تماماً، إذ يقول «إن الراحل الحسين بن طلال كان يطلب التحدث معي كلما اتصل هاتفياً بولده حمزة ونحن في الخارج».

وفي زيارة وزير الداخلية الأردني قبل عدة أشهر، أكد أن العلاقات أخوية بين قطر والأردن، وتقوم على الاحترام المتبادل والاهتمام المشترك بكل القضايا التي تهم البلدين. إن وجود ما يزيد عن 47 ألف مواطن أردني يعملون في قطر لمؤشر واضح على حسن العلاقات بين البلدين على الرغم من محاولات البعض دس السم في هذه العلاقة، إلا أن الاختلافات في المواقف أمر مقبول في العلاقات الدولية، واختلاف الأدوار في القضايا المختلفة يخلق أحياناً تفسيرات غير دقيقة للعلاقة الأردنية- القطرية، إنما قلة التواصل باعتقادنا هي العامل السلبي الذي طرأ على العلاقات الأخوية بين البلدين.

هذا وإن الاستثمارات الهائلة لقطر في الاقتصاد الوطني الأردني عامل مؤكد على سلامة العلاقة بين البلدين الشقيقين واسناد للاقتصاد الوطني الأردني.

إن التشابه بين قطر والأردن ناتج عن تاريخ مشترك صنعه قادة عظام ورواد كبار عبر العديد من العقود، وأن العلاقات ناتجة على روابط التاريخ والعقيدة والأبعاد القومية واللغة والآمال والآلام. وما يتصف به الزعيمان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجلالة الملك عبدالله الثاني من حكمة وعقلانية وواقعية سياسية وإدراك متكامل للتحديات يجعل من العلاقة بين البلدين أساساً للتناغم والتفاهم والحوار ويقودها إلى أوجّها دوماً.

إن البلدين صغيرا الحجم لكن أدوارهما كبيرة في الكثير من القضايا على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا ناجم عن حكمة وعقلانية القيادة في البلدين وقدرتهما على لعب أدوار كبيرة، وفي هذه القمة الحاسمة ستظهر أدوار وفاعلية واقتدار الزعيمين الكبيرين في تقريب وجهات النظر وإعادة الثقة بين الزعامات العربية والوصول إلى حدود عليا من الاتفاق حول العديد من القضايا، هذا وإننا في الأردن نرحب بانعقاد مؤتمر القمة العربي الثامن والعشرين، ونرحب بمشاركة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لبلده الثاني ومشاركته الفاعلة والمتميزة في المساهمة في إيجاد مواقف عربية صلبة وموحدة تجاه القضايا العربية المطروحة على جدول الأعمال وخصوصاً القضية الفلسطينية العادلة، وموقف قطر دوماً واضح ومعلن في هذا الاتجاه.

إننا نرحب بمزيد من التقدير والاحترام بزيارة أمير قطر للأردن الغالي وبلده الثاني في ضيافة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني المحب لشعب قطر وقطر الدولة دوماً. الدستور



*أستاذ السياسة المقارنة

الجامعة الأردنية
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/28 الساعة 00:20