العراقيون واللبنانيون ينتفضون ضد الفساد

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/07 الساعة 00:16
ما يجري في بيروت وما يجري في بغداد متشابه الى حد كبير من حيث أن الذين خرجوا في التظاهرات السلمية هم من مختلف الطوائف في هذين البلدين وشعاراتهم متشابهة إلى حد كبير فهي موجهة ضد الطائفية والمحاصصة السياسية والفساد المستشري ونهب المال العام من قبل الفاسدين في بيروت مرت الأحداث بسلمية مطلقة لولا تدخل عناصر من حزب الله لضرب المتظاهرين قبل أيام وبعد خطابات حسن نصر الله التي هاجم فيها المتظاهرين ولكن في بغداد سقط عشرات القتلى برصاص القناصة والأسلحة النارية من قبل مليشيات الحشد الشعبي المرتبطة بإيران في الحالتين هناك انتفاضة ضد التدخل الإيراني والهيمنة على البلدين من خلال الوكلاء سواء حزب الله في لبنان الذي شعر أن الانتفاضة موجهة ضده وضد تبعية السياسيين إلى إيران أو الحشد الشعبي المدجج بالسلاح وهي المليشيات التي يجري استخدامها ضد الشعب الأعزل إيران من ناحيتها تتهم المتظاهرين في البلدين بان لهم اجندات سياسية تقف خلفها دول في المنطقة لدرجة أن المرشد الإيراني خامنئي اتهم أميركا والصهيونية بأنها تقف خلف المتظاهرين الذي خرجوا في العراق ولبنان بعدما طفح الكيل من التهميش والخذلان من قبل الطبقة السياسية في لبنان رفع المتظاهرون شعارات محاربة الفساد وهم يعلمون ان كل شيء في لبنان مقسم على امراء الطوائف ضمن محاصصة فاسدة بدءا من العطاءات وانتهاء بالتمثيل السياسي ويقولون ان هناك مليارات الدولارات مسجلة في بنوك خارج لبنان باسماء الطبقة السياسية الحاكمة وفي العراق رفع المتظاهرون شعارت تطالب بإرجاع الاموال سواء المنهوبة من قبل نظام الطوائف او الموهوبة للدول والاشخاص المتحالفين مع الطبقة السياسية حيث تشير المعلمومات إلى أن مئات المليارات جرى نهبها وسرقتها في وضح النهار من قبل التحالف الحاكم خلال السنوات التي اعقبت الاحتلال الأميركي للعراق وحتى الان بما فيها نهب البنوك العراقية وسرقتها اثناء الاحتلال مرورا بعشرات الصفقات لشراء الاسلحة وغيرها والتي عادت على الفاسدين بمليارات الدولارات ما يجري في العراق ولبنان ليس ثورة على الفساد المالي والسياسي والمحاصصة الطائفية فقط بل على القوانين التي تكرس هذا الخلل وتعّمق الطائفية بما فيها قانون الانتخابات ويجب ان لا تمر الاحداث وتنتهي دون الدخول في إصلاحات سياسية ودستورية وقانونية تبتعد عن المحاصصة والطائفية وزوالها وعدم تكريسها على الواقع المر الذي يعاني منه الشعبان هناك من يراهن على انتهاء التظاهرات دون تحقيق هدفها وهذا لو حصل فان الشرخ سيتعمق اكثر بين ابناء الشعب والطبقة الحاكمة ولكن في جميع الاحوال فان الرهان على الشارع والنزول اليه يبقى مفتوحا ولكن أعتقد أن من نزلوا الى الشارع الآن لن يكتفوا برتوش إصلاحية ويعودوا إلى بيوتهم بل هم مصممون على تحقيق مطالبهم وهذا ما ستثبته الأيام القادمة حتى لو تحولت الانتفاضة الى ثورة حقيقية فلم يعد هناك خوف لدى الشعبين المظلومين. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/07 الساعة 00:16