حادثة الطعن في توقيت مريب

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/07 الساعة 00:10
ليست صدفة ابدا أن تقع جريمة الاعتداء على سياح أجانب ورجال أمن في ذات التوقيت الذين كان فيه الأردن يستقبل أسيرين أردنيين في إسرائيل تم الافراج عنهما، وقبيل أيام قليلة فقط من استرداد الباقورة والغمر، بما تعنيه على مستويات مختلفة والقصة هنا، ليست تورطا ساذجا في نظرية المؤامرة، لكن من اللافت للانتباه أن الأردن الذي كان يبتهج رسميا وشعبيا بعودة مواطنيه وارغام إسرائيل على اعادتهما يتم توجيه هذه الطعنة الغادرة له في ظهره، في ذات اليوم، وذات التوقيت، والتسبب له بأضرار كبرى وهي اضرار سيحتاج وقتا حتى تزول آثارها أيا كانت مبررات الفاعل، ودوافعه المعلنة أو الخفية، وسواء ثبت انه يعمل مع تنظيم داعش، ونفذ فعلته من باب الثأر لمقتل البغدادي بشكل موجه أو كذئب منفرد، كما توقعت تحليلات كثيرة سابقا، حول عمليات مقبلة على الطريق في عدة دول، او اجتهد شخصيا، او كان مغمورا بالغضب والجهل معا، أو متأثرا بشعارات، أو متعاطيا للمخدرات، أو مختلا عقليا، فأنه بالنسبة لي ليس صدفة ان تقع هذه الجريمة في ذات يوم عودة الأسيرين إلى الأردن، فهناك من أراد افساد بهجة الأردن، والثأر من موقفه، واحراجه الجريمة مدانة رسميا وشعبيا، إذ ان مشهد الدم والغدر لا يقبله أحد، خصوصا، ان هؤلاء سياح استأمنوا على حياتهم، وقدموا لزيارة الأردن، الذي يعاني من جهة ثانية اقتصاديا، ويحاول استرداد حيويته الاقتصادية وسياحته، فتقع هذه الجريمة التي ستترك أثرا حادا على السياحة في الأردن، ثم عبر تدفق تحليلات كثيرة، لاحقا، ستحاول الغمز من قناة الاستقرار في الأردن، وقدرة الأردن على حماية السياح على أراضيه الطاعن لم يطعن شخصا واحدا، بل طعن أكثر من شخص، ووصل طعنه إلى رجال الأمن العام المفترض حمايتهم للسياح في هكذا مواقع سياحية، وهنا فأن طعن رجال الأمن العام، يؤشر على وجود تعبئة مسبقة للفاعل، وهي تعبئة معروفة بين أعضاء تنظيمات متطرفة، ضد المنتسبين إلى الجهات الحكومية والعسكرية والأمنية في دول كثيرة غير ان الرابط الممحي وغير المقروء بسهولة بين الافراج عن أسيرين أردنيين وتوجيه هذه الضربة الى الأردن، لن يكون صعبا فك اسراره، إذا عرفنا أن هناك اختراقات كثيرة لمثل هؤلاء القتلة، تجري عبر وسطاء، إذ كثيرا ما يكون القاتل على اتصال بطرف ما، الذي يكون أيضا على اتصال بطرف ثالث، حتى نصل الى رأس السلسلة التي قد تكون جهة ما، أمنية على الأغلب لها اجنداتها، تستخدم أمثال هؤلاء لغايات محددة، عبر توريطهم في أفعال تحت غايات أخرى مرتبطة بتنظيمات وشعارات، يسهل عبرها اصطيادهم وتوظيفهم، وهذا أمر ثبت مليون مرة، ولا اظن عاقلا واحدا بيننا لم يعد يستبصر اسرار هذه القصة في كل الأحوال سواء صحت هذه النظرية أو لم تصح، بشأن دلالات التوقيت، فإن المؤكد أن المشهد كان مؤلما جدا، وليس ادل على ذلك من ردة الفعل الشعبية التي يمكن تحليلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهي جريمة مدانة، ولا تمثل الأردن، وغير مبررة، ولا مقبولة، ولا علاقة لها بقيمة الدين، ولا قيم الإنسانية والضيافة، مثلما ان التساؤل حول التوقيت هنا، لا يعني ان القصة مسموح بها في توقيت آخر، فالجريمة هي الجريمة، لكن التوقيت يمنحها بعدا ثانيا قد يكشف زوايا لا نعرفها إذا ثبت لاحقا بعد التحقيقات أن الفاعل ينتسب الى تنظيم الدولة، أو تنظيمات أخرى، أو لديه تأثر بمثل هذه التنظيمات دون انتساب، فهذا يعني أن عين الأردن يجب ان يتم فتحها جيدا خلال الفترة المقبلة، كون كل التحليلات السابقة، حذرت من احتمال وقوع أعمال ثأرية ضد مؤسسات أجنبية أو أردنية، أو ضد دول أخرى عربية واجنبية، انتقاما لحادثة مقتل البغدادي، وهذا يعني أن تكرار الحادثة بشكل ابشع يعد أمرا واردا ومحتملا. الغد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/07 الساعة 00:10