غادة عقل تكتب: النخاسه تحت مسمى الزواج

مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/03 الساعة 11:37
غادة عقل
كثيرا ما كنت اشاهد الدموع في عينيّ العروس في يوم زفافها الاغلبيه من المدعوين كان يعتقد أنها دموع الفرح لكنها كانت دموع الإنكسار فالمرأة منذ طفولتها تحلم بإرتداء الثوب الأبيض تنتظر الفارس الذي سيخطفها على الحصان الأبيض ترى نفسها العروس القادمه في كل عرس تتواجد فيه تنظر إلى مقعد العروس بلهفه وفرح. وعندما يأتي الفارس المنتظر من وجهة نظر الأهل اما المرأة فقد تراه على النقيض ليس هذا من انتظرته طويلا لكن بعض الأهل في مجتمعنا العربي و رغم التقدم والتطور في العالم من حولنا لا زالوا يعتقدون أن الزواج التقليدي هو الأفضل و أن الفتاة التي تحب رجلا وتريد الزواج منه فتاة تجاوزت الخط الأحمر و هو العادات والتقاليد مع أن الحب العفيف لا يتعارض مع العرف ولا الدين والمهم أنه سينتهي بالزواج وشرع الله فلماذا تحارب الفتاة العاشقة في مجتمعنا؟ في إعتقادي الزواج المفروض و الذي يقتل في الفتاة حلم العمر والسعادة لا يفرق عن بيع الجواري في سوق النخاسه بالأخص زواج المصلحة والذي ازداد مؤخرا على الأغلب بين العائلات الثرية التي تربطها علاقات العمل هذه العائلات تنظر للزواج على أنه صفقة كصفقات العمل مصالح مشتركة يجب توطيدها بالزواج فالزواج من وجهة نظرهم عقد كباقي العقود مع أن الزواج في ديننا شيء مقدس وعلاقة أساسها المودة والرحمة و علمنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أن المرأة مكرمه و أمر الرجل بالإحسان لها و أن يصونها و لا يظلمها. فلماذا نقتل فيها الإحساس و نكسر قلبها بزواج الغصب؟ و نحن نعلم أن الآثار الجانبيه السلبيه لهذا الزواج تدمر مجتمع بأكمله. و نعلم أن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع فكيف تؤسس أسرة من زوجين لا يجمعهما الحب كيف تعاشر المرأة رجلا لا تطيقه و تُنجب منه أطفالا ليصبحوا ضحية للشجار و الصراخ . كيف تعلم الأم الحب لأطفالها وهي تفتقده و " فاقد الشيء لا يعطيه" لماذا يطلب من المرأة التكيف و الخضوع للأمر الواقع للحفاظ على البيت و الأولاد وهي تتآكل من داخلها من الحرمان لماذا عليها التضحية بعمرها وشبابها و احاسيسهافي وقت يعيش الرجل كدنجوان يخوض المغامرات ويخون زوجته دون إكتراث لمشاعرها والمجتمع يغفر للرجل كل أخطاؤه رغم أنها حرام لاننا نحيا بمجتمع ذكوري أما المرأة حتى لو طلبت الطلاق وهو حق شرعي يعنفها المجتمع و يجبرها على البقاء بحجه عدم خراب البيوت ولو حصلت على الطلاق تُعامل بقسوة و كأنها مرض يتفاداه الجميع أو ينظر لها الرجال كفريسه سهلة . عندما بدأت شبهت زواج الغصب بسوق النخاسه لانه فعلا بيع وشراء ولكن مع تعديل بسيط الجارية زوجة مجرد تبديل للمسميات فمتى يتغير مجتمعنا الشرقي ليرتقي و يُعطي المرأة أبسط حقوقها وهو إختيار الشريك الذي ستكمل معه ما تبقى من عمرها
لتكون سعيدة وقادرة على العطاء وتربية نشءٍ صالح يخدم المجتمع والأمه. ملاحظه" أنا لا أُعمم فهناك أُسر متحضرة وتعطي للمرأة حقوقها في إختيار الشريك و في تحقيق الذات و الإرتقاء والسمو "
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/03 الساعة 11:37