البنية التحتية في جرش تهدد القطاع السياحي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/01 الساعة 09:21
مدار الساعة - يواجه القطاع السياحي في جرش ضعفا في خدمات البنية التحتية وجذب الاستثمارات لغايات تنشيط الحركة السياحية واطالة إقامة الزائر.
ووفق يومية "الرأي" فإنه في الوقت الذي تتنادى فيه اجهزة الحكومة المختلفة بعقد الندوات واقامة ورش العمل واصدار القرارات الرامية لدفع عجلة التنمية في المحافظات، فإن السياحة وهي احدى الركائز الاساسية في الاقتصاد الوطني، يعتريها الضعف في جرش.
وقال رئيس مجلس المحافظة رائد العتوم انه بالرغم من المقومات والخصائص السياحية المتميزة التي تزخر بها المحافظة الا انها تفتقر للخدمات الضرورية وابرزها البنية التحتية التي تساهم في تحسين الواقع وتجذب الاستثمارات التي تعود بالنفع والفائدة على المحافظة.
وطالب العتوم الحكومة إعطاء الاهتمام الكافي للمحافظة ودراسة المشاريع الاستثمارية السياحية الكبيرة التي تعزز تحسين وتطوير المحافظة كونها نقطة جذب زوار من داخل وخارج المملكة مؤكدا أن الاستثمار السياحي لا يأتي إلا من خلال توفير البنى التحتية والعمل على المباشرة بانجاز الطرق التي تختصر المسافات وتمر بمناطق جميلة ودعم المحافظة، والبحث عن مقترحات مدروسة لتنفیذها وفق استراتیجیات متوسطة وطویلة الأمد بحیث تجعل من المحافظة نقطة جذب سیاحي على مستوى عالمي.
وقال العتوم ان المجلس يعطي تركيزا للاستثمار لإقامة مشروعات استثمارية تنموية سياحية لتعزيز الدور التنموي له وتنعكس على مختلف أبعاد التنمية في المحافظة.
وأضاف انه رغم ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المحافظة إلى أنها ما زالت تعاني تحديات كبيرة أبرزها عزوف المستثمرين عن إقامة مشاريع تتلاءم وطبيعة المحافظة السياحية والبيئية والزراعية، بالإضافة إلى عدم توفير المشاريع الصناعية والتنموية التي تساهم في تشغيل الأيدي العاملة.
وأشار إلى أهمية إقامة المشاريع السياحية للمساهمة في توفير فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية لان المحافظة أصبحت نقطة جذب للزوار الذين يرتادونها محليا وعربيا وعالميا، وان استثمار المناطق السياحية وإيصال الخدمات البنية التحتية يساهم في عملية الترويج للمواقع السياحية التي تساهم في جذب السياحة وإطالة مدة إقامة السائح في المحافظة.
واكد رئيس لجنة السياحة في مجلس المحافظة الدكتور يوسف زريقات ان تطوير السياحة في جرش يحتاج الى ارادة وقرار من جميع الاطراف المعنية بالسياحة وعلى المستويين الرسمي والشعبي حيث تفتقر مدينة جرش وما يحيط بها من مواقع مهمة سياحيا الى ابسط مقومات السياحة والبنية التحتية اللازمة والعناصر الجاذبة التي توفر المناخ الملائم لاقامة السائح وابرزها البنية التحتية التي ما زالت جرش رغم ما تحتضنه من ارث تاريخي وعناصر سياحية مهمة تفتقر اليه الامر الذي يؤدي الى عزوف المستثمرين عن اقامة استثماراتهم فيها، وبالتالي عدم تطور المدينة سياحيا.
وقال ان توفير المقومات اللازمة للسياحة في جرش ليس ترفا انما هو حاجة مهمة لاعداد الخطط القادرة على مواجهة تحديات الفقر والبطالة التي نعيشها ولا يجب ان نلمسها في مدينة كجرش فمن الغريب ان يكون في هذه المحافظة مدينة اثرية متكاملة بمسارحها ومدرجاتها وساحاتها وغاباتها التي تحيط بها احاطة السوار بالمعصم وفيها متعطل واحد عن العمل.
واضاف انه يجب ان تتوافق المشاريع التي تقام في جرش مع الميزة النسبية للمحافظة وخصائصها التي تشكل ارضية خصبة لنجاحها لا سيما في قطاعي الزراعة والسياحة او تلك التي تتوافق مع القدرات الشبابية وما اكتسبوه من مهارات في مراكز التدريب المهني.
واشار الى اهمية ان يكون للمدينة الاثرية دور واضح وانعكاسات ايجابية على المجتمعات المحلية ووضع الفرص في اطار يمكن الشباب من الاستفادة منها، داعيا الى ايجاد برامج سياحية في الموقع وديمومة نظافته سواء من الداخل او المناطق المحيطة به، مشيرا الى الدور المهم الذي يمكن ان تقوم به البلديات في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالربط بين المدينتين الاثرية والحضرية اكد الناشط محمد الحمصي ان ذلك يستوجب تهيئة مسار سياحي ملائم للزائر يتمثل بتهيئة شوارع المدينة الحضرية واخلائها من العشوائية والفوضى التي تعيشها من خلال اقامة اسواق شعبية مناسبة للسياح واقامة اسواق ومناطق يتوفر فيها حاجات السائح من مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي المناسبة فضلا عن ايجاد فندق لضمان اطالة امد اقامة السائح.
واكد اهمية ديمومة النظافة في المدينة والتي تحتاج الى معالجة الاسباب المفضية الى واقع المدينة من خلال احالة امور النظافة والخدمات التي يحتاجها السائح داخل الموقع الاثري كالحمامات العامة وبيئة الموقع الى شركات متخصصة في هذا المجال كي تبقى المدينة على سوية عالية لاستقبال الزوار.
ويرى الحمصي ان عملية الربط بين المدينتين الاثرية والحضرية تحتاج الى ايجاد حلول مادية وتغيير بعض الثقافات السائدة لدى الناس فمن غير المعقول ان يدخل السائح الى مدينة اسواقها تحتاج الكثير من التنظيم لذلك لا بد من استكمال عناصر المشروع السياحي الثالث ببناء مجمع طبقي لاصطفاف المركبات وصولا الى نشر ثقافة المسير على الرصيف الذي وجد لخدمة المارة لا لعرض البضائع عليه.
وبين مدير سياحة جرش فراس خطاطبة ان مدينة جرش شهدت العام الحالي حركة نشطة جدا للزوار سيما الاجانب حيث بلغ عدد زوار جرش خلال العام الحالي وحتى نهاية ايلول الماضي نحو 326 ألف سائح اجنبي وعربي ومحلي بزيادة بلغت نحو 39 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي في حين بلغت الزيادة في عدد الزوار الاجانب لنفس الفترة عن العام الماضي بنسبة 90 بالمائة والزيادة في شهر ايلول لوحده عن ايلول من العام الماضي للزوار الاجانب نحو 112 بالمائة .
واشار الى وجود عدد من المعيقات التي تعترض قطاع الاستثمارات السياحية الامر الذي يتطلب اقامة مشاريع بنية تحتية قادرة على خدمة هذا القطاع والمواطنين على حد سواء وتهيئة المناخ المناسب لاستقبال الزوار والسياح من خلال تهيئة البنية التحتية وادامة النظافة وتهيئة اسواق المدينة الحضرية للربط بين المدينتين.
واضاف ان جرش تتميز بمهرجانها السنوي الذي يستقطب الزوار والسياح من انحاء العالم فضلا عن الاف السياح الذين يؤمون جرش كل يوم، مؤكدا متابعة مديرية سياحة جرش للقضايا والمشاكل التي تواجه القطاع السياحي مع الجهات الرسمية ومحاولة ايجاد الحلول لها اولا بأول.
الى ذلك بين رئيس بلدية جرش الكبرى الدكتور علي قوقزة ان البلدية تسعى من خلال حزمة من المشاريع الى تطوير الواقع السياحي ضمن منطقة اختصاصها، حيث يرى قوقزة اهمية تطوير السياحة في محافظة جرش ووضع المسار السياحي المناسب، بهدف الربط بين المدينتين الأثرية والحضرية، والذي تسعى اليه بلدية جرش الكبرى وتعمل على انجاحه منذ مدة، بحيث يبقى السائح مدة اطول في المدينة ليزور المناطق المختلفة فيها، ويتسوق من منتجاتها بما يعود بالفائدة على اهل المدينة.
واكد اهمية المدينة على الخريطة السياحية، وتوفر الامكانيات فيها للوصول للمسار السياحي الناجح، الذي يعبر عن اصالة الأردن وتاريخها العريق، مشيرا الى قيام البلدية بالاجراءات اللازمة لانجاح المسار السياحي والسعي لإنجاز جملة من المشاريع السياحية الكبرى بمنحة فرنسية ومنحة إيطالية.
وقال قوقزة، ان اغلب المعيقات اجرائية وتتصادم مع التشريعات التي تحكم عمل البلديات، مؤكداً ضرورة وجود لجنة استثمار عليا من شأنها تذليل المعيقات التي تعترض الاجراءات الاستثمارية في البلديات بشكل عام.
واضاف، ان البلدية تسعى الى بناء علاقات مع القطاعين العام والخاص من خلال مشروعات تنموية لتحقيق التنمية المستدامة، لافتا الى أن البلدية تولي مشروع الربط بين المدينتين الاثرية والحضرية الاهتمام الاكبر.
الراي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/11/01 الساعة 09:21