الخصاونة يكتب: سوالف حصيدة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/31 الساعة 12:03
بقلم: يسار خصاونه
الكتابة الإنشائية من أسهل أنواع الكتابات فهي لا تحتاج إلى مصادر، ومراجع، إضافة إلى أنها لا بداية ولا نهاية لها، من هنا فإن الكثيرين يلجأون إليها لازدحامها بالمعلومات المسلية والطريفة والغريبة أحياناً، ومن الطبيعي لا يدخل بابها الكُتّاب المتمرسون في الكتابة والذين لهم باع طويل في فن الكتابة السردية أو السياسية، ومن هؤلاء السيد فؤاد بطاينة الكاتب المعروف الذي يشدك بكتابته مهما طالت أو قصُرت، وأنا ممن يتابعون كتاباته لما فيها من نضج فكري واعٍ وقد لفتت انتباهي مقالته حول ما يدور في الأردن حالياً حيث يقول إن إدارة ترامب ترسل للملك رسائل من خلال إشعاره بالتهميش وعدم الرغبة بالتواصل وأنها ترى أنها فضّلت على العائلة الهاشمية بإنشاء دولة لها، وبتسليمها الحكم مقابل دورها في خدمة المشروع الصهيوني، هنا انتهى حديث البطاينة وأرى فيه مغالطات تاريخية بتهميش الدور البريطاني في الأردن وأتركه دون تعليق، وأرى أنه قد مرر معلومة من غير سند بأن ترامب يرسل رسائل للملك يُفهم منها التهميش وأعتبر هذا الكلام إنشائياً، إضافة إلى تأكيده أن قواعد العلاقة خاضعة للعبة شد الحبل بين قوي طامع، وضعيف يرتجي الرحمة، وأتساءل ، ماذا يجبر أمريكا أن تلعب لعبة شد الحبل وهي تستطيع قطعه؟ ثم يعترف بما يُسمى حقيقة هزيمة أمريكا حين يقول مع تراجع أجندة أمريكا في سوريا، ومع لاءات الملك إزاء صفقة القرن يتعمّق الدور الأمريكي مع قرب الإفصاح عن ما تبقّى، فهل الدور الأمريكي مرتبط بهزتين واحدة في سوريا والثانية بلاءات الملك؟ وربط خروج أمريكا من سوريا بعد فشل فكرة الأرض المحروقة مع اللاءات دليل على أن أمريكا قد أوجعها ما حصلت عليه في الهزتين، وفي محاولة منه لتأكيد الدور الأمريكي في الأردن يسوق المعلومة التالية ولأمريكا قوة سياسية وإدارية وعسكرية من داخل النظام، ولها قواعد عسكرية، هنا أطلب من كل متابع أن يذكر الدول العربية والأفريقية والأوربية التي تمتلك فيها أمريكا مثل هذه القوى غير الخفية فالأردن ليس استثناء في هذا الموضوع، ثم يُعلن ثابتاً لا يشوبه الشك إن النظام الهاشمي كأي نظام دكتاتوري يتولد عنده شعور بملكية الدولة وناسها وسياستها وقراراها كحق يفوق الحق المكتسب، فمتى عرف الكاتب أن النظام دكتاتوري؟ ويملك دولة بسياستها وقراراها، وهو القائل إن أمريكا لا تتعامل مع دولة ولا نظام بل تتعامل مع شخص هو الملك، ويبرز السؤال الصعب إذا كانت أمريكا كذلك فعند غياب هذا الشخص ماذا يبقى؟ طبعاً لا دولة ولا نظام وهذا ما يريد أن نصل إليه.
المطلوب منّا في هذه الأيام الالتفاف حول الوطن، نعم الوطن الذي سيصبح لقمة سائغة للفساد الفوضوي شئنا أم أبينا، علينا أن نكون أكثر وعياً لما يدور حولنا من مؤامرات، علينا أن نجتمع على كلمة سواء بيننا، كلمة حق في اجتماع وطني تُدرس كل معطياته.
يجب أن نصرخ في وجه كل من يحاول لجم أفواهنا وتخويفنا من المستقبل ويقول لنا بعتمة قلمة "بُع"، نحن شعب واحد تحت ظلال الراية الهاشمية يعرف طريقه، وتحمله الضفاف الى الأرض المورقة بالدم حتى يصل إلى خط الأمان ، عندها سيعيد ترتيب أوراقه برؤاه المبصرة وبفكر طليق.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/31 الساعة 12:03