تَفْعِيْلُ جِبَاهُ (شَاشَاتَ رُؤُوسُ) اَلْفَاسِدِيْنَ أَمَامَ اَلْنَاسَ أَجْمَعِيْنَ

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/29 الساعة 10:53
لقد كتبنا سابقاً في مقالة بعنوان " شَفَافِيَةُ جَبْهَةُ اَلإِنْسَانُ يَوْمِ اَلْحِسَابِ أَوْ بِالْدُنْيَا لِلْمَلِكِ وَمَا اخْتَاَر مِنْ فَرِيْقِ عَمَلِهِ "، خلق الله جبهة الإنسان بعرض أربعة أصابع لكي تعمل في الآخرة كشاشة الخلوي وتظهر عليها صفات ونهاية أي عبد من عباد الله. وسيظهر عليها فيما إذا كان العبد من الضالين أو من المغضوب عليهم أو من الكفار أو من الملحدين أو من المجرمين ... إلخ حتى يتصرف الملائكة معهم بأمر ربهم كما قال الله (يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ (الرحمن: 41)). وكما طالبنا في مقالات سابقة لنا أكثر من مرة أن يعيد كل من تولى أي منصب من مناصب الدولة العليا أو الوسطى أو الدنيا في السنوات السابقة ما نهب وسرق مأ أمكنه من نهبه وسرقتة بحكم وظيفته من أموال منقولة وغير منقولة وغيرها لخزينة الدولة، حتى تتعافى الدولة مما هي فيه من عجز كبير يتضاعف سنة بعد سنة في الميزانية لصندوق النقد الدولي. وما حصل من عجز في ميزانية الدولة كان سببه النهب والسلب والسرقة من المال العام من قبل عدد كبير ممن تولوا مناصب في الدولة. علماً أن كل من تولى أي مسؤولية خلال السنوات الماضيه معروف ماضيه وما عنده وعند أهله من أموال منقولة وغير منقولة، وكيف أصبح يملك الملايين من الدنانير أو الدولارات وغيرها من العقارات والشركات ... إلخ. فكل شيء واضح ومعروف، فلماذا هذه المماطلة في إعادة ما سرق ونهب وسلب من أموال الدولة لخزينتها؟. والغريب في الأمر والذي يشيب له الولدان أن بعض المسؤولين الذين نهبوا وسلبوا وسرقوا أموال الدولة ومقدراتها يعلمون حق العلم ما نحن فيه من ضيق وعجز مالي متراكم في ميزانية الدولة وما يطالبنا فيه صندوق النقد الدولي من قرارات جائرة على المواطنين، ومع ذلك مستمرون في السرق والنهب والسلب للمال العام. أليس الأردن هو بلدهم ووطنهم والدولة دولتهم ... إلخ. أم هي فرص لاحت لهم ليتولوا مناصب يشعرون أنها سوف لا ولم ولن تتاح لهم مرة أخرى. ويستغلوا مناصبهم أسوأ إستغلال غير مكترثين لا بمصلحة القيادة ولا الوطن ولا الشعب ويسرقوا وينهبوا ويسلبوا أكبر قدر ممكن من مال الدولة العام ومقدراتها قبل أن يغادروا مناصبهم غير مكترثين بما سيحدث في إقتصاد الوطن والشعب وكما يقال: نفسي اولا والباقي يأخذه الطوفان. فأين ألولاء؟ أين الإنتماء للقيادة والوطن والشعب؟ أين الوفاء؟ أين الإخلاص؟ أين مخافة الله؟ أين ذهبتم بالقسم الذي أقسمتموه على القرآن أو على الإنجيل؟ أين ضمائركم؟ أين أحاسيسكم مع الفقراء والمساكين والمحتاجين؟ أين ...؟ أين ... ؟ وتقولون أردنيون وأوفياء ومخلصين ولا أحد مثلكم؟! كيف؟ هل الأمر بالكلام؟ أم بالأفعال؟ نسأل الله أن يكشف فساد كل مسؤول فاسد تولى المسؤولية في الدولة أكثر من مرة أو مازال على رأس عمله على جبهته (شاشة رأسه) باللغتين العربية والإنجليزية وأمام الناس أجمعين حتى لا يستطيع أن ينكر أي من أفعاله الفاسدة التي قام بها وما زال يقوم بها. فأين ستخبئ نفسك أيها الفاسد من الله قبل الناس؟ وكيف ستخفي نفسك من الناس؟ وهل تستطيع أن تختبئ أو تخفي نفسك إلى الأبد؟ فنقول لكل فاسد نهب وسرق وسلب أموال الدولة ومقدراتها أن يلحق نفسه قبل أن يأمر الله ملائكته (وممكن أن يحدث هذا في آخر الزمان ونحن فيه كما يقول كثيراً من أهل الدين والعلم) بتشغيل شاشة رأسه ويفضحه على الملأ أجمع حيث لا ينفع الندم. علاوة على أنه سوف يلحق السمعة السيئة بكل أفراد أسرته أولاً ومن ثم عائلتة وبالتالي عشيرته ويدمغ على صباحه أو شاشة رأسه أنه فاسد وسارق وسالب وناهب للمال العام ومقدرات وطنه. ممكن أن يقول الكثير أن الكاتب خياله واسع ولكن يقول تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (يس: 82)).
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/29 الساعة 10:53