المصري تكتب :بعد إنهاء دور البغدادي .. تنظيم خراسان النسخة الداعشية الجديدة الأكثر توحشاُ
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/28 الساعة 04:49
الكاتبة : دكتورة ميساء المصري
رغم مسرحة مقتل البغدادي , وصندقة العملية لخلط الأوراق على الأرض , إلا ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلنها , ان البغددي كلب ميت , وهي كلمات تصف تماما مكانته لصاحبه.
وقبل سبعة أشهر أعلنها ترامب أيضا , بأن الإنتصار على تنظيم "داعش" قد تم ، ليطرح السؤال حول مدى قناعة ترامب بالمكتسبات التي ستنتج في مرحلة ما بعد البغدادي.؟؟؟ وما مدى خطورتها ؟ وما مدى تفاعلها؟
قبل الخوض في غمار التوقعات نعتبرعملية مقتل البغدادي ورقة تم إحراقها , فهو أداة خاسرة مكشوفة , وان إحراق أوراق القيادات وأسمائهم أو تصفيتهم لا يعني أبدا ان الإرهاب يقف حائراً في المنتصف , اللافت في الأمر , المكان الذي أُعلن فيه عن مقتل البغدادي ، وهو محافظة إدلب والذي لا يخفى على المتابع أن النفوذ الأكبر هناك، لا يعود إلى داعش وإنما إلى جبهة النصرة ونحن نعلم مدى التوتر في العلاقة بينهما وتحولها إلى معركة صفرية، يسعى فيها أحدهما إلى تدمير الآخر .
أما عنصر التوقيت فيرتبط بالمعطيات الجديدة التي فرضتها العملية العسكرية التركية والتفاهمات الامريكية التركية الروسية ، ويرتبط التوقيت كذلك بالإنتقادات الداخلية الأمريكية التي يتعرض لها ترامب ولعبته الإنتخابية خاصة لجهة مقارنتها بخطوات نوعية إتخذها رؤساء أمريكيون سابقون فيما يتعلق بالمواجهة مع التنظيمات الإرهابية كذلك بسبب قراره سحب جزء من القوات الأمريكية في سوريا، وإحتمالية أن يدفع ذلك تنظيم داعش إلى محاولة ملء الفراغ جغرافيا
المثير للإستغراب أكثر الصمت الأمريكي وعدم تسليط الضوء على استمرار وجود وهروب القادة وكوادر التنظيم من مراكز الإحتجاز التي كانت تسيطر عليها ميليشيا قوات قسد الكردية , اذ تحرس حوالي 20 سجنا صغيرا يحتجز 10 آلاف شخص متهمين بأنهم أعضاء في داعش. كما يسيطر الأكراد على عدة معسكرات تضم 70 ألف امرأة وطفل متهمين بأنهم أفراد من عائلات مقاتلي داعش وجيل جديد مفعم بالفكرالأيديولوجي الداعشي ويشهد نقلة نوعية ،ليصبح أكثر تطرفا وراديكالية ، ويمكن رؤية ذلك في الفتاوى وتأويلات التفاسير التي تنشرها تلك التنظيمات على صفحاتها بمواقع التواصل الإجتماعي وكما وصفهم ترامب في كلمته بأنهم الأكثر مهارة وتقنية في إستخدام الانترنت في العالم.
اذن المسارات الآن تختلف فيما ستكون عليه حرب التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم داعش، أو فيما يتصل بمدى تماسك التنظيم من الداخل ، بإعتبار أن غياب البغدادي يمكن أن يؤدي ربما إلى انقسامه لمجموعات فرعية أصغر وهل يمتد الخلاف ليطال الجنود المشاة والقادة من المستوى المتوسط؟ مع الحديث عن قائد جديد لداعش بوحشية وهمجية وقسوة عبدالله قرداش المكنى بـ"أبوعمر" ، ستتم مبايعته كخليفة محتمل للتنظيم.
أو ربما قد يرتبط بنمط تفاعلاته مع تنظيمات إرهابية أخرى، مثل تنظيم (حراس الدين) الذي ينتمي اليه موروث الزرقاوي من قدامى الجهاديين الأردنيين في سوريا وهناك تقارب تاريخي وأيديولوجي مع داعش، مما يزيد من إحتمال نجاحهم في تجنيد عناصر لصالح تنظيم القاعدة الذي سوف يسعى، في الغالب، إلى استغلال تلك الخطوة في تعزيز نشاطه خلال المرحلة القادمة. والنتيجة ساحة من الفسيفساء الارهابية , والبيئات المحتقنة إجتماعيا وعرقيا وطائفيا ترصع خريطة المنطقة من بحر العرب حتى ضفاف الأطلسي، إلى جبال أفغانستان..
الأغلب سيتشكل تنظيم خراسان بصورته الأوسع وهو الأكثر قابلية لقيادة المشهد رغم ان تغييرالتسمية مجرد خدعة، لان الفكر والهدف واحد وإعادة صياغة طويلة الأجل لصور القتل داخل وخارج سوريا.. وهكذا، هذا التنظيم يعد الأخطر ضمن التنظيمات الإرهابية الصاعدة ، على الأمن العالمي. لكن السؤال العقيم يبقى على المدى الطويل ما مدى حصوله على شرعية سياسية قوية ، وفي نفس الوقت قدرته على شن هجمات إرهابية ضخمة.؟؟
وقبل سبعة أشهر أعلنها ترامب أيضا , بأن الإنتصار على تنظيم "داعش" قد تم ، ليطرح السؤال حول مدى قناعة ترامب بالمكتسبات التي ستنتج في مرحلة ما بعد البغدادي.؟؟؟ وما مدى خطورتها ؟ وما مدى تفاعلها؟
قبل الخوض في غمار التوقعات نعتبرعملية مقتل البغدادي ورقة تم إحراقها , فهو أداة خاسرة مكشوفة , وان إحراق أوراق القيادات وأسمائهم أو تصفيتهم لا يعني أبدا ان الإرهاب يقف حائراً في المنتصف , اللافت في الأمر , المكان الذي أُعلن فيه عن مقتل البغدادي ، وهو محافظة إدلب والذي لا يخفى على المتابع أن النفوذ الأكبر هناك، لا يعود إلى داعش وإنما إلى جبهة النصرة ونحن نعلم مدى التوتر في العلاقة بينهما وتحولها إلى معركة صفرية، يسعى فيها أحدهما إلى تدمير الآخر .
أما عنصر التوقيت فيرتبط بالمعطيات الجديدة التي فرضتها العملية العسكرية التركية والتفاهمات الامريكية التركية الروسية ، ويرتبط التوقيت كذلك بالإنتقادات الداخلية الأمريكية التي يتعرض لها ترامب ولعبته الإنتخابية خاصة لجهة مقارنتها بخطوات نوعية إتخذها رؤساء أمريكيون سابقون فيما يتعلق بالمواجهة مع التنظيمات الإرهابية كذلك بسبب قراره سحب جزء من القوات الأمريكية في سوريا، وإحتمالية أن يدفع ذلك تنظيم داعش إلى محاولة ملء الفراغ جغرافيا
المثير للإستغراب أكثر الصمت الأمريكي وعدم تسليط الضوء على استمرار وجود وهروب القادة وكوادر التنظيم من مراكز الإحتجاز التي كانت تسيطر عليها ميليشيا قوات قسد الكردية , اذ تحرس حوالي 20 سجنا صغيرا يحتجز 10 آلاف شخص متهمين بأنهم أعضاء في داعش. كما يسيطر الأكراد على عدة معسكرات تضم 70 ألف امرأة وطفل متهمين بأنهم أفراد من عائلات مقاتلي داعش وجيل جديد مفعم بالفكرالأيديولوجي الداعشي ويشهد نقلة نوعية ،ليصبح أكثر تطرفا وراديكالية ، ويمكن رؤية ذلك في الفتاوى وتأويلات التفاسير التي تنشرها تلك التنظيمات على صفحاتها بمواقع التواصل الإجتماعي وكما وصفهم ترامب في كلمته بأنهم الأكثر مهارة وتقنية في إستخدام الانترنت في العالم.
اذن المسارات الآن تختلف فيما ستكون عليه حرب التنظيمات الإرهابية، ولاسيما تنظيم داعش، أو فيما يتصل بمدى تماسك التنظيم من الداخل ، بإعتبار أن غياب البغدادي يمكن أن يؤدي ربما إلى انقسامه لمجموعات فرعية أصغر وهل يمتد الخلاف ليطال الجنود المشاة والقادة من المستوى المتوسط؟ مع الحديث عن قائد جديد لداعش بوحشية وهمجية وقسوة عبدالله قرداش المكنى بـ"أبوعمر" ، ستتم مبايعته كخليفة محتمل للتنظيم.
أو ربما قد يرتبط بنمط تفاعلاته مع تنظيمات إرهابية أخرى، مثل تنظيم (حراس الدين) الذي ينتمي اليه موروث الزرقاوي من قدامى الجهاديين الأردنيين في سوريا وهناك تقارب تاريخي وأيديولوجي مع داعش، مما يزيد من إحتمال نجاحهم في تجنيد عناصر لصالح تنظيم القاعدة الذي سوف يسعى، في الغالب، إلى استغلال تلك الخطوة في تعزيز نشاطه خلال المرحلة القادمة. والنتيجة ساحة من الفسيفساء الارهابية , والبيئات المحتقنة إجتماعيا وعرقيا وطائفيا ترصع خريطة المنطقة من بحر العرب حتى ضفاف الأطلسي، إلى جبال أفغانستان..
الأغلب سيتشكل تنظيم خراسان بصورته الأوسع وهو الأكثر قابلية لقيادة المشهد رغم ان تغييرالتسمية مجرد خدعة، لان الفكر والهدف واحد وإعادة صياغة طويلة الأجل لصور القتل داخل وخارج سوريا.. وهكذا، هذا التنظيم يعد الأخطر ضمن التنظيمات الإرهابية الصاعدة ، على الأمن العالمي. لكن السؤال العقيم يبقى على المدى الطويل ما مدى حصوله على شرعية سياسية قوية ، وفي نفس الوقت قدرته على شن هجمات إرهابية ضخمة.؟؟
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/28 الساعة 04:49