بي بي سي تتساءل: لماذا وئدت صفقة القرن الأمريكية للسلام في مهدها؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/27 الساعة 08:22

مدار الساعة - تساءلت شبكة البي بي سي البريطانية، اليوم الأحد، عن الأسباب التي أدت لوأد "صفقة القرن" للسلام في الشرق الأوسط في مهدها.

يأتي ذلك، بعدما مر أكثر من عامين على تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بطرح خطة لحل القضية الفلسطينية، وتم الكشف رسميا عن المرحلة الأولى لهذه الخطة في ورشة اقتصادية عقدت في البحرين في يونيو/حزيران الماضي.

وتحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" نشرت وثيقة المرحلة الأولى من الخطة التي: "لديها القدرة على تحويل الضفة الغربية وقطاع غزة إلى فصل جديد في التاريخ الفلسطيني لا تهيمن عليه المحنة والخسارة، بل الحرية والكرامة".

وفي مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء، كشف صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومهندس الخطة، جاريد كوشنر، عن أول جزء من خطة الولايات المتحدة من أجل السلام في الشرق الأوسط والذي يركز على الجانب الاقتصادي، إذ أعلنت الإدارة الأمريكية عزمها استثمار حوالي 50 مليار دولار في المنطقة، نصفه يذهب للضفة الغربية وغزة، والنصف الآخر سيساهم في دعم اقتصادات الأردن ولبنان ومصر.

وضمت الوثيقة 179 مشروعا مثل طريق سريع وربما خط للسكك الحديدية يربط بين الضفة وغزة، إلا أن لغة الوثيقة في ما يتعلق بالجانب السياسي اتسمت بالغموض.

"العمل تحت الاحتلال"

لم تشر الوثيقة إلى الدولة الفلسطينية التي يتطلع لها الفلسطينيون والتي ورد ذكرها في خطط سابقة، كما لم ترد إشارة إلى استثمارات خاصة في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

كما تجاوزت الوثيقة قضايا مثل المستوطنات في الأراضي المحتلة، واللاجئين الفلسطينيين، وإبرام اتفاقات حدودية، والتعامل مع القلق الأمني للاحتلال. ولقد ترك ذلك لدى العديد من الفلسطينيين شكوكا قوية.

ليس عباس وحده

ولم يكن محمود عباس وحده من رفض الخطة، فقد رفضت منظمة التحرير الفلسطينية مسعى كوشنر باعتباره محاولة لرشوة الفلسطينيين من أجل قبول الاحتلال للضفة الغربية ومقدمة لضم حوالي نصف أراضيهم بحيث لا يتبقى لهم سوى عدد من الكانتونات هنا وهناك.

وقالت حنان عشراوي وهي من القيادات الفلسطينية المعتدلة في تغريدة على تويتر إن خطة كوشنر ومؤتمر البحرين مجرد "صدقة لجعل بقائنا في الأسر مقبولا".

كما رفضتها حركة حماس أيضا.

الجانب السياسي للخطة

وقال المسؤولون الفلسطينيون والعرب الذين اطلعوا على الخطة لوكالة رويترز للأنباء إن معالمها السياسية تبدو مجهضة من البداية ما لم يتم إبرام اتفاق سلام.

وبحسب وكالة رويترز فإن الشق الأساسي يشمل قطاع غزة حيث يعيش مليونا فلسطيني محصورين في شريط صغير من الأرض بين تل أبيب ومصر، والفكرة هي توسعة القطاع في شمال شبه جزيرة سيناء المصرية حيث يستطيع الفلسطينيون أن يعملوا ويعيشوا تحت غطاء مصري.

وقال قيادي فلسطيني: "الخطة تتصور امتداد غزة من رفح حتى العريش وبعض مناطق سيناء"، مشيرا إلى أن الخطة تدعو لإقامة مشروعات كبرى مثل إنشاء مطار وميناء بحري ومنطقة صناعية ومحطات للكهرباء.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/27 الساعة 08:22