الملك سلمان في عمّان
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/27 الساعة 00:49
عام 1933 إلتقى الملك عبدالعزيز بن سعود والأمير عبدالله بن الحسين آنذاك،في أول اجتماع لإرساء عهد الأخوة والشراكة بين البلدين الناشئين، كانت التحديات كبيرة والآمال أكبر بطيّ صفحات تاريخ العرب الممزق، والبدء بمشروع النهضة العربية ومواجهة تكالب الدول الإستعمارية واقتراب عواصف الحرب العالمية، فاتفق الزعيمان على ترسيم الحدود البرية والإعتراف المتبادل بالدولتين والعمل على تأسيس كيان عربي جامع،وكانت بعد ذلك الجامعة العربية،وقبل ذلك الإجتماع كان شاطئ الخليج العربي قد شهد الإجتماع الأول بين الملك عبدالعزيز والملك فيصل الأول ملك العراق، وافترق الملكان على عهد التعاون وفتح أبواب المستقبل للأجيال والأمة العربية بعد تخليصها من نير الإستعمار.
منذ ذلك الحين صعدت العلاقات بين الأردن والسعودية الى مراتبها العليا، فالأهداف مشتركة والتعاون والتنسيق على أعلى مستوياته لضمان حصاد سياسي وفير،وتتالت اللقاءات،حيث استقبل الملك عبدالعزيز الملك الحسين عام 1951 بعد اغتيال الملك عبدالله الأول، وكان الدفء في العاطفة على ما يبدو حافزا لإعطاء الحسين الفتيّ الغضّ جرعة كبيرة من القوة لنقل الأردن الى مرحلة ثانية من البناء والتخلص من التبعية المباشرة، كما فعلها عبدالعزيز الذي حرص على الوفاء بعهده للملك عبدالله الأول بأن يكون أخا كبيرا وداعما للقيادة الأردنية، فالتقى الملك طلال،وبعث الأمير سعود ولي العهد في 15 آب 1935 الى عمان،التي عاد لها ثلاث مرات آخرها عام 1958
التاريخ جميل لمن يعرفه جيدا،ويفهم ظروفه ويستوعبه بموضوعية ويراه بعين الواقع المرير الذي عاشته بلادنا وأمتنا آنذاك، ولهذا للجميع أن يحرص على تدعيم التعاون والتركيز على تعظيم القيمّ العالية والتاريخ الإجتماعي المشترك بين البلدين والبلاد العربية، فالأردن شهد حكم أربعة ملوك، والبلاد السعودية شهدت سبعة ملوك،ولم يغب أحد منهم عن الآخر ولم ينقطع الوصل حتى في أحلك الظروف،وتعاون البلدان سياسيا واقتصاديا وعسكريا على مرّ السنين الماضية وحتى اليوم،ولا نعتقد قطعا أن العلاقات ترتبط بالمصالح الذاتية، فلا مقارنة بين الإقتصاد السعودي العملاق والأردن المكافح،ولكن العلاقة التي بنيت على إرث التاريخ المشترك ووحدة الدم والتراب والقيم والتقاليد والتحديات الخارجية،هي الدافع لتحقيق مستقبل مشترك لا ينفصم.
اليوم الضيف الكبير هو صاحب البيت بلا شك، فالملك سلمان بن عبدالعزيز له مكان واسع في ذاكرتنا، فيها ما يقال ومنها ما لايقال، وليس من الأدب التحدث عن مكارم لا يعلم عنها الرأي العام، ويحرص صاحبها على أن تكون من أخ الى أخيه ومن بيته الى بيت أشقائه، ولكن يجب أن يظهر مدى التقدير والمحبة التي يكنها غالبية الشعب الأردني للملك سلمان ومن قبل سلالة من إخوانه الكرام العظام، فهو نادر في رجولته وحماسته، صلب في مواقفه كالماس نقي وحاد، لهذا ثار على تقاليد الدبلوماسية التي لا يحترمها الجيران الطامعون لوضع حد لهم، واستمر على تقديم الدعم للأشقاء لأنه يعرف أن الأسوار يجب أن تكون قوية لا يمكن اختراقها.
يمثل الملك سلمان وسياسته المنفتحة وجهة جديدة لاستكشاف عالمنا العربي من جديد، فهو الذي حكم الرياض منذ عام 1955 ويدرك كيف تغيرت قواعد الحكم في العالم،ولهذا فإن حضوره الى عمان اليوم ليس سوى ثقته بأن الأردن هو ما يمثل «اللوزتين» للجسم،خط دفاع مشترك، كما قالها الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1992،والزيارة المتعجلة للقاء جلالة الملك قبل اجتماع القمة،هي دفع كبير للعلاقات المنسجمة ما بين القيادتين والبلدين الشقيقين خصوصا في ظل المتغيرات التي طرأت على عالمنا العربي وتكالب الدول على منطقتنا وشعوبنا.
القيادة الأردنية والشعب وأركان الدولة يرحبون جميعا بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووالوفد الكريم في بلدهم وبين أهلهم ويستذكرون تاريخ زيارات جلالته المتكررة على مرّ العقود،ويحفظون الجمّيل للحكومة السعودية في استمرار الدعم المالي والإقتصادي طيلة السنوات الماضية، المعلن منها وغير المعلن،فالعلاقة بيننا ليست إئتلاف شركات تجارية، بل هي جدار متين ممتد عبر الزمن بناه الآباء والأجداد،ويحرص عليه السلف الطيب من الحكام والحكماء لما فيه خير البلدين وتعزيز قوتهما ومنعتهما وتوافق سياساتهما ومصيرهما المشترك.
الملك سلمان في عمّان يجسد التاريخ والتجديد،فأهلا به، نحن الضيوف وهو رب المنزل،عالي المقام تحمله الرموش قبل القلوب هو وصحبه الكرام،كيف لا وهو القائل قبل أن يكون ملكا:الأردن بيتي والملك عبدالله واحد من أولادي.
Royal430@hotmail.com
الرأي
منذ ذلك الحين صعدت العلاقات بين الأردن والسعودية الى مراتبها العليا، فالأهداف مشتركة والتعاون والتنسيق على أعلى مستوياته لضمان حصاد سياسي وفير،وتتالت اللقاءات،حيث استقبل الملك عبدالعزيز الملك الحسين عام 1951 بعد اغتيال الملك عبدالله الأول، وكان الدفء في العاطفة على ما يبدو حافزا لإعطاء الحسين الفتيّ الغضّ جرعة كبيرة من القوة لنقل الأردن الى مرحلة ثانية من البناء والتخلص من التبعية المباشرة، كما فعلها عبدالعزيز الذي حرص على الوفاء بعهده للملك عبدالله الأول بأن يكون أخا كبيرا وداعما للقيادة الأردنية، فالتقى الملك طلال،وبعث الأمير سعود ولي العهد في 15 آب 1935 الى عمان،التي عاد لها ثلاث مرات آخرها عام 1958
التاريخ جميل لمن يعرفه جيدا،ويفهم ظروفه ويستوعبه بموضوعية ويراه بعين الواقع المرير الذي عاشته بلادنا وأمتنا آنذاك، ولهذا للجميع أن يحرص على تدعيم التعاون والتركيز على تعظيم القيمّ العالية والتاريخ الإجتماعي المشترك بين البلدين والبلاد العربية، فالأردن شهد حكم أربعة ملوك، والبلاد السعودية شهدت سبعة ملوك،ولم يغب أحد منهم عن الآخر ولم ينقطع الوصل حتى في أحلك الظروف،وتعاون البلدان سياسيا واقتصاديا وعسكريا على مرّ السنين الماضية وحتى اليوم،ولا نعتقد قطعا أن العلاقات ترتبط بالمصالح الذاتية، فلا مقارنة بين الإقتصاد السعودي العملاق والأردن المكافح،ولكن العلاقة التي بنيت على إرث التاريخ المشترك ووحدة الدم والتراب والقيم والتقاليد والتحديات الخارجية،هي الدافع لتحقيق مستقبل مشترك لا ينفصم.
اليوم الضيف الكبير هو صاحب البيت بلا شك، فالملك سلمان بن عبدالعزيز له مكان واسع في ذاكرتنا، فيها ما يقال ومنها ما لايقال، وليس من الأدب التحدث عن مكارم لا يعلم عنها الرأي العام، ويحرص صاحبها على أن تكون من أخ الى أخيه ومن بيته الى بيت أشقائه، ولكن يجب أن يظهر مدى التقدير والمحبة التي يكنها غالبية الشعب الأردني للملك سلمان ومن قبل سلالة من إخوانه الكرام العظام، فهو نادر في رجولته وحماسته، صلب في مواقفه كالماس نقي وحاد، لهذا ثار على تقاليد الدبلوماسية التي لا يحترمها الجيران الطامعون لوضع حد لهم، واستمر على تقديم الدعم للأشقاء لأنه يعرف أن الأسوار يجب أن تكون قوية لا يمكن اختراقها.
يمثل الملك سلمان وسياسته المنفتحة وجهة جديدة لاستكشاف عالمنا العربي من جديد، فهو الذي حكم الرياض منذ عام 1955 ويدرك كيف تغيرت قواعد الحكم في العالم،ولهذا فإن حضوره الى عمان اليوم ليس سوى ثقته بأن الأردن هو ما يمثل «اللوزتين» للجسم،خط دفاع مشترك، كما قالها الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1992،والزيارة المتعجلة للقاء جلالة الملك قبل اجتماع القمة،هي دفع كبير للعلاقات المنسجمة ما بين القيادتين والبلدين الشقيقين خصوصا في ظل المتغيرات التي طرأت على عالمنا العربي وتكالب الدول على منطقتنا وشعوبنا.
القيادة الأردنية والشعب وأركان الدولة يرحبون جميعا بخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز ووالوفد الكريم في بلدهم وبين أهلهم ويستذكرون تاريخ زيارات جلالته المتكررة على مرّ العقود،ويحفظون الجمّيل للحكومة السعودية في استمرار الدعم المالي والإقتصادي طيلة السنوات الماضية، المعلن منها وغير المعلن،فالعلاقة بيننا ليست إئتلاف شركات تجارية، بل هي جدار متين ممتد عبر الزمن بناه الآباء والأجداد،ويحرص عليه السلف الطيب من الحكام والحكماء لما فيه خير البلدين وتعزيز قوتهما ومنعتهما وتوافق سياساتهما ومصيرهما المشترك.
الملك سلمان في عمّان يجسد التاريخ والتجديد،فأهلا به، نحن الضيوف وهو رب المنزل،عالي المقام تحمله الرموش قبل القلوب هو وصحبه الكرام،كيف لا وهو القائل قبل أن يكون ملكا:الأردن بيتي والملك عبدالله واحد من أولادي.
Royal430@hotmail.com
الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/27 الساعة 00:49