الزعبي يكتب: قمة على مشارف القدس
لعلها المرة الاولى منذ بدء انعقاد القمم العربية في أيار عام 1946، بانعقاد قمة "قصرأنشاص" الطارئة في بمصر بدعوة من الملك فاروق لمناصرة القضية الفلسطينية, أن يجتمع القادة العرب في غور الاردن -البحر الميت - على بعد (مقرط العصا) من القدس المحتلة التي تشهد حمى التهويد غير المسبوق في هذه المرحلة الصعبة من الزمن العربي, ولمكان انعقادها دلالته, بان لاحل للقضية الفلسطينية سوى حل الدولتين.
الاردن .. كأحد مؤسسي جامعة الدول العربية, يسجل له استضافة القمة للمرة الرابعة, حيث سبق ان استضافها خلال اعوام (1980 ,1987 , 2001 ) وبذلك يكون ثالث دولة عربية من حيث الاستضافة بعد مصر والمغرب.
الاردن... لم يتغيب عن حضور القمم العربية, عادية كانت ام طارئة, وكان دائما مع وحدة الصف العربي, ووحدة الكلمة, ايمانا بعروبته ووفاء لمبادئ الثورة العربية الكبرى، وانطلاقا من دوره المحوري في خدمة القضايا العربية العادلة ومسيرة العمل العربي المشترك منذ نشأة الجامعة العربية قبل سبعين عاما.
قمة عمان... تعقد في ظروف عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث تشهد المنطقة العربية نزاعات متعددة في اليمن والعراق وليبيا وسوريا؛ والتي أدت إلى تنامي نشاط جماعات مسلحة عديدة، أبرزها تنظيما "القاعدة وداعش" الإرهابيان، إلى جانب جماعات أخرى تحمل أفكارهما, ولا شك أن القادة المجتمعين يدركون حجم التحديات التي تواجه تلك القمة, ولكن الأمل يحدونا أن تسهم قمة عمان في تحقيق عمل جديد يستجيب لتطلعات وآمال الشعوب العربية التي سئمت الكثير من مقررات بعض القمم السابقة ,والتي كانت تصاغ بطريقة "جامدة" تصلح لكل زمان ومكان ,مما أفقد المواطن العربي الثقة في منظومة العمل العربي المشترك ومؤسساته.
قمة عمان ... تزخر بالعديد من الملفات الساخنة, فالقضية الفلسطينية سوف تكون حاضرة بقوة بعد غياب ربما سببه "الربيع العربي", والجميع يدرك أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة من دون إنهاء الاحتلال ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني , كما أن ما تواجههه سوريا والعراق واليمن وليبيا من صراعات, والتدخلات الايرانية الغير مقبولة في المنطقة ,وكذلك الحرب على الإرهاب والتي تتطلب حسما وجهدا شاملا على الجبهات العسكرية والأمنية والفكرية.
عمان ... عاصمة "الوفاق والاتفاق" لا بد أن تكون هي الحاضنة العربية, والمنطلق لاي عمل عربي فاعل, والاردن قادر على لعب هذا الدور من خلال ترؤس الملك عبدالله الثاني لهذه القمة, والتي تشهد حضورا عربيا وأمميا مكثفا, لما يحظى به قائد الوطن من مكانة عربية ودولية تمكنه من انجاح الدبلوماسية الاردنية في جمع وحدة الصف العربي والخروج بمقررات تولدها القمة على قدر التحديات التي تواجه الشعوب العربية.
Ibrahim.z1965@gmail.com