صوت الآذان يبث السكينة بقلب سائحة أجنبية
مدار الساعة - محمد قطيشات - صادف زيارة مجموعة من السياح الى مسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين وقت رفع الشيخ معروف الشريف آذان العصر، ما جعلهم ينصتون لسماعه، فيما بدت علامات التأثر جلية على محيا احدى السائحات، وهي تسمع صوت المؤذن الشجي يرتفع "الله اكبر الله اكبر".
وتفاعلت تلك السائحة مع صوت المؤذن العذب يتعالى بكلمات الآذان وهي لا تدري سبب تأثرها الذي تزايد كلما تعالت نبرات الصوت الشجي بالنداء للصلاة حتى اغرورقت عيناها وجلست على سجاد المسجد الاحمر تحت القبة تنظر تارة الى المؤذن تستشعر لذة النداء وتنظر تارة اخرى لمن حولها لعلها تجد تفسيرا لفهم معاني ذلك النداء العظيم ودهشتها.
وعذوبة وجمال صوت المؤذن الذي يرتفع من مآذن مسجد الشهيد الملك المؤسس بالعاصمة عمان ضمن برنامج الآذان الموحد، تخشع له قلوب المسلمين الذين يؤمون المسجد ويُدخل السكينة لأفئدة السياح الذين يجذبهم المسجد ببنائه وفن عمارته الهندسي الاسلامي الرائع.
وبعض المصلين تنادوا تطوعا للتلبية وتوضيح معاني النداء للصلاة ولكن عدم تمكنهم الا من العربية حال بين تفسير ذلك للسياح ما جعل تلك السائحة تبقى حبيسة الحيرة والدهشة وتنتظر فلاح تلك المحاولات.
ويتكرر ذلك الموقف بحسب بعض من اعتادوا على الصلاة بالمسجد ما جعلهم يأملون من الجهات المعنية تعيين دليل سياحي للتعريف بمكانة المسجد وشرح رسالة الاسلام السمحة وبما يتناغم مع رسالة عمان وهدفها بإبراز الصورة الحقيقيّة المشرقة للإسلام وقيمه العظيمة وتكريمه للإنسان ومنهج الدّعوة إلى الله التي تقوم على الرفق واللين والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
وافواج السياح الذين يزورون المسجد الواقع بقلب منطقة العبدلي ويجاوره مبنى البرلمان وقصر العدل يبهرهم جمالية المسجد الذي بني من الحجر الأبيض وقبته العملاقة التي يطغى عليها لون السماء الازرق التي تتوسط المئذنة الاولى والثانية وتزين جدرانه واسقفه فنون الزخرفة والخط الاسلامي والنقوش البديعة.
ولدى دخول السياح باب المسجد تدهشهم جمالية المسجد الذي يتسع لــ(3000 ) مصلٍ وصحنه العملاق ثماني الاضلاع والمغطى بقبة على كامل المساحة مبنية دون أعمدة والمرتكزة على الأطراف الخارجية لصحن المسجد والثريا العملاقة الرئيسة المضيئة التي تتدلى من القبة كما هي النجوم في السماء، اضافة الى المحراب المزين بالزخارف والنقوش الاسلامية والمنبر الخشبي والمشربيات والأثاث والسجاد والرخام والاسقف الجصية المزخرفة على النمط التراثي العربي الاسلامي.
ويمثل مسجد الشهيد الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، معْلماً دينياً، وصرحاً ثقافياً، حيث يحتضن العديد من المؤتمرات وحلقات النقاش الفكرية والاحتفالات بالمناسبات الدينية، وبني بمنطقة العبدلي، نظراً لعراقتها وارتباطها بتأسيس الدولة وتطوُّر العاصمة، حيث تعدّ الشريانَ الواصل بين جميع مناطق المدينة وجبالها وأحيائها.(بترا)