«طبخة» الرزاز و«عوس» غنيمات في الساعات الأخيرة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/22 الساعة 12:06
مدار الساعة - كتب : نهار ابو الليل – تبدو حكومة عمر الرزاز المترنّحة تحت ضربة إضراب نقابة المعلمين وقد أذعنت لشروط النقابة رغم أنفها، كما لو هي لم تفق بعد، من غيبوبة أصابتها في المقتل.
حكومة الرزاز المنهكة، تتحدث تارة، ومن خلال تسريباتها، عن تعديل وزاري، وتارة عن مشاريع وهمّية وتعيينات استرضائيّة.
آخر هذه التنفيعات "طبخة" الإعلام التي يعدها الرئيس الرزاز، وتقوم على "عوسها" وزيرة الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي جمانة غنيمات، وكل هذه الأمور، لحرف الرأي العام عن كُساح الحكومة وفشلها في إدارة الأزمات التي هي من صنيعتها.
ولأن هذه الحكومة لا تملك القدرة على إقناع المواطنين بعملها، وصارت عبئاً على الوطن وجيب المواطن، ولم يجد رئيسها ما يستر عورة حكومته، فقد وجد أن أفضل ما يتلهّى به ووزراؤه، تلك التسريبات، لاستكمال استقدام الأصدقاء والمحسوبين عليه، لعل وعسى عند خروجه من وظيفته، يجد من الأردنيين من يقول له "صباح ومساء الخير"!.
لم يتعظ الرزاز، لا من أخطائه الجسيمة، ولا من الذين سبقوه، بل تجاوزهم وهو يوغل بالتعيينات الى درجة الإفراط، مثلما هو تفريطه بكل كفاءة، لتكون التعيينات والتعديلات في نهاية الأمر، تحطيماً لمؤسسات الدولة.
لذلك، تكثر الأزمات وتشتد وتكون نتائج هذه السياسة المقيتة: المزيد في تراجع الاقتصاد الاردني، وبالتالي ازدياد المديونية وازدياد النفقات، والمزيد من الضحايا البشرية، وهو ارتفاع البطالة عند الشباب، وما ينجم عنهم من سلوكيات وظواهر اجتماعية، الكل يعرفها بمخاطرها، كل هذا يحدث، مع ان الحديث عن الشباب على مدار الساعة، فيما مشاريع التشغيل في الهواء الطلق.
وفي الحديث عن "طبخة" الاعلام التي ستكون "شائطة" بعد ايام قليلة، باعتبارها مائدة ستقدم على طبق من ذهب لأصدقاء ومعارف ومحاسيب الرئيس ووزيرة الدولة، فإن الحكومة تواصل سقطاتها، وقصور أدواتها الاعلامية، بعدما افتضح أمر هذه الادوات عند حدوث أي أزمة من أزمات الوطن، بدءاً بأزمة البحر الميت وصولاً إلى أزمة المعلمين التي أظهرت الحكومة هشّة أمام وسائل التواصل الاجتماعي، في حين ان الأموال التي "نثرتها" الحكومة على جهات اعلامية وعلى اعلاميين محسوبين عليها، ذهبت أدراج الرياح.
قد لا يهم هذه الحكومة، برئيسها ووزرائها، إن حملت عصاها ورحلت اليوم قبل غد، لأن "الضرب بالميت" لا يبعث الحياة، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن كل ما يهم رئيس الحكومة، أن يواصل "مراهقته الوظيفية"، حتى لو كلّفه خياله بإجراء التعديل العاشر.
تعامي الحكومة عن الكفاءات وكل ذي صاحب حق في المناصب على اختلاف مواقعها واتجاهاتها، ليظل إعلام الدولة برمته تحت وطـأة تغريدات رئيسها ، ووطأة "بوست تهكّمي" على الفيسبوك"، وليذهب إعلام الوطن إلى الجحيم!، هذا التعامي المقصود، هو الذي يدفع المواطن الأردني ليقول : كفى لهذه الحكومة وكفى لكل مسؤول في البلد يواصل مراهقاته.
والله لسنا بخير وأصبحنا نخاف نحن الأردنيين على وطننا من جحافل المراهقين قبل المتآمرين عليه.
وقبل الختام؛ نصيحة أرسلها لكل مسؤول في البلد: لا تسألون لماذا يصدّق الأردنيون كل وسيلة إعلامية او حتى صفحة فيسبوك تنطق من خارج الوطن.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/22 الساعة 12:06