عبدالله الثاني «قلب الأسد»

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/26 الساعة 16:18

قد تكون تسمية "قلب الأسد" هي الصفة الأفضل التي  يمكن أن يلقّب بها جلالة الملك عبدالله الثاني، لما في قيادته للمملكة الاردنية الهاشمية من حكمة وتقدم، ولما في رؤيته للأوطان من رقي للشعب والأرض.

الملك عبدالله الثاني... ما أروعك فقد جسّدت معاني بلاد العرب اوطاني فخوفك على تشرذم الأمة جعلك تمتطي صهوة شجاعتك لتجميع العرب في عمّان الصمود، بناسها ورجالها وعشائرها الذين إلتفوا حولك للإستمرار في مبايعة فارس بني هاشم.
إذ أن جلالة الملك عبدالله الثاني  ينتمي الى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط 1999م، بعد وفاة والده جلالة الملك جسين بن طلال رحمه الله وطيّب ثراه. ورث عن والده شجاعة القول ورباطة الجأش التي يفتقدها زعماء وقته.

فهو الملك المغوار المنضبط إدارياً وعسكرياً، تشرّب الحس الوطني وعرف معنى الحماية الأمنية من خلال دراسته وتدريبه كضابط في القوات المسلحة الأردنية. فقد التحق جلالة الملك عبدالله الثاني بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1980م، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها قلّد رتبة ملازم ثان عام 1981م، وعيّن من بعد قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13/18 في قوات الهوسار (الخيالة) الملكية البريطانية، وخدم مع هذه القوات في ألمانيا الغربية وإنجلترا، وفي عام 1982م، التحق جلالته بجامعة أوكسفورد لمدة عام، حيث أنهى الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط. ولدى عودة جلالته إلى أرض الوطن، التحق بالقوات المسلحة الأردنية، برتبة ملازم أول، وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الاربعين.

الملك السياسي والاقتصادي

ومنذ أن اعتلى جلالته العرش في التاسع من حزيران عام 1999  وهو يسير ملتزما بنهج والده في تعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي، ويعمل جاهداً لإيجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيلي. ويسعى جلالته نحو مزيد من المؤسسة الديمقراطية والتعددية السياسية التي أرساها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، والتوجه نحو تحقيق الإستدامة في النمو الإقتصادي والتنمية الإجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين. وقد عمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والإستقرار الإقليمي.

أما اقتصادياً فقد انضم الأردن في عهد جلالته، إلى منظمة التجارة العالمية، وتم توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع ست عشرة دولة عربية، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، واتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، مما سهّل مسألة اندماج الأردن في الاقتصاد العالمي.

وشارك جلالة الملك عبد الله الثاني بصورة شخصية ناشطة في إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام.

وترجمت هذه الشراكة من خلال المبادرة التي قام بها مباشرة بعد اعتلائه العرش في 26 تشرين الثاني 1999، حين قام بدعوة ما يزيد على 160 ممثلاً للقطاعين العام والخاص للاجتماع في فندق موفنبك البحر الميت في خلوة اقتصادية دامت يومين، وذلك لتعزيز العلاقة بين هذين القطاعين. وقد شارك في الاجتماع مزيج من الشباب والجيل الأكبر سناً وبيروقراطيون مهنيون وصناعيون ورجال أعمال بارزون، وكان الهدف منه التعرف على الوسائل التي يمكن بواسطتها إنعاش الاقتصاد الوطني بهدف تحقيق تنمية مستدامة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي وحياة أكثر ازدهاراً للشعب الأردني.

العمل الإجتماعي

يؤمن جلالة الملك عبدالله الثاني، بأن ثروة الأردن الحقيقية تكمن في الإنسان الأردني، ولتنشيط الإستثمار في الوطن لا بد أن يبدأ بالاستثمار في الإنسان هو أفضل استثمار للتخفيف من معاناة الشحّ في الموارد والمصادر الطبيعية.

وانطلاقاً من هذه القناعة أكد جلالته ضرورة تمكين المواطن الأردني من خلال إعادة النظر في برامج ومناهج التعليم في مختلف مراحله ومستوياته، ووضع برامج التأهيل والتدريب، التي تؤهل المواطن للمنافسة في سوق العمل، والإستفادة من ثورة المعلومات والتكنولوجيا التي تميز هذا العصر.

وليس هذا فحسب بل عمل جلالته باهتمام على سن التشريعات الضرورية التي تؤمن للمرأة دورا كاملا غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة. ومن خلال هذه التشريعات تمكنت المرأة الأردنية من تبوء أعلى المراتب العلمية والاقتصادية والسياسية، وللمرأة الأردنية شواهد كثيرة أهمها الدكتورة ريما خلف التي وصلت ساهمت بانسانيتها في رفع شأن الأردن أرضاً وإنساناً.

ورياضيا فقد عرف عن جلالة الملك عبدالله الثاني حبه للمغامرة، فلديه هواية القفز بالمظلات، وسباق سيارات والغوص.                                 
الملك المثقف
لا يتوقف سعي جلالة الملك عبدالله الثاني الى رفع مستويات التعليم والاقتصاد والتنمية، بل وثّق مفاهيم السلام والأحداث التي مرّت في عصره من خلال تأليفه كتاب "السعي نحو السلام في وقت الخطر"، والذي صدر الكتاب باللغتين العربية عن دار الساقي في عام 2011، واللغة الإنجليزية عن فايكينج برس في العام نفسه. استعرض فيه مذكراته ووثق من خلالها أهم الأحداث والمحطات، كما يعرض فيه جلالته رؤيته لحل الصراع العربي-الإسرائيلي....
الجميع يترقب نجاحك في لمّ شمل الأمة العربية، وجمع كلمتهم، فكم برجل يساوي ألف رجل... تحية الى قائدنا...

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/26 الساعة 16:18