الكردي تكتب: هل تتذكرون الوحدة العربية؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/16 الساعة 22:07
مدار الساعة - كتب : خوله كامل الكردي سؤال لطالما ردده الكثير من العرب، لماذا لم تعد تذكر الوحدة العربية في الخطابات الرسمية أو حتى تذكر ضمن مخرجات الجامعة العربية منذ اتساع حدة الأزمات التي تعرضت لها ولازالت الأمة العربية، لقد باتت الوحدة العربية أمرا مستحيلا لدى الشعوب العربية، فقد مرت على الأمة العربية أحداث متسارعة وخطيرة، زادت من تشتيتها وتمزيق أواصلها، كنتيجة لإنشغال الأنظمة العربية في أزمات وحروب طويلة، مما أدى إلى إنهاكها وتردي الأوضاع المعيشية لمواطنيها. إن الخطاب السياسي المعتمد في هذه الأوقات، يطغى عليه لهجة التحديات التي تواجه النظام السياسي العربي وسبل مواجهتها، أما الوحدة العربية فلم يعد لها ذاك البريق والألق كما كانت عليه في السابق، فكم من مؤتمرات واجتماعات انعقدت ولم يتوصل فيها المجتمعون إلى أي خطوة في اتجاه تعزيز الوحدة العربية، والتأكيد على أهميتها والرجوع إلى مبادئها، لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها معظم إن لم يكن الغالبية الساحقة من الدول العربية. فالوحدة العربية صارت منسية وحبيسة أدراج الجامعة العربية وخدمة للخطابات الحزبية والترويج لها، فلم يعد يتمسك بها من كان ينادي بالوحدة العربية، فهي مجرد شعارات تقرأ في البيانات الختامية لمؤتمرات القمة العربية في فترة معينة، ما لبث أن تراجع الخطاب الرسمي العربي فلم يعد يذكرها إلا من أجل ضرورات الحاجة السياسية. لقد أصيبت الشعوب العربية بالإحباط من مجرد ذكر الوحدة العربية على ألسنة السياسيين، لأنها وفق منظورهم لم تقدم لهم شيئا، أو حتى تطبق على أرض الواقع ولو جزئيا، إن المعاناة التي يشهدها الوطن العربي كبيرة ولا يمكن نسيانها، فقد خذلت الشعوب العربية في مواضع عديدة، على أمل أن تساهم الوحدة العربية في حل قضاياهم العادلة وتوفير الامن والاستقرار والعيش الكريم. خلاصة القول: ان المشكلة لا تكمن في مفهوم الوحدة العربية، بقدر استغلالها لتحقيق منفعة خاصة سواء لحزب أو نظام سياسي بعيدا عن احلام وطموحات الشعوب العربية. فهل صار من الضروري أن تنعى الوحدة العربية، ونزع التنفس الإصطناعي عنها ومساعدتها على الموت الرحيم؟!! ام أنها نظرة تشاؤمية والوحدة العربية مازالت تتنفس وستتعافى يوما ما؟!!
  • مدار الساعة
  • عرب
  • عربية
  • خرجا
  • معان
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/16 الساعة 22:07